صرح جمال نصار، مدير المكتب الحضاري للدراسات المستقبلية، أن إعلان حزب الحرية والعدالة رغبته في تشكيل حكومة إئتلافية هو "إبراء للذمة" من أجل إنقاذ الوطني رغم مخالفة ذلك للإعلان الدستوري وأن بإمكان المجلس العسكري عمل مشروع قانون بذلك . وشدد نصار في حوار لبرنامج صباحك يامصر،على أنه ليس باستطاعة الإخوان وحدهم قيادة هذه المرحلة وطرحهم للحكومة الإئتلافية "إيجابي، ولابد من تكاتف جميع القوى السياسية معهم ، مؤكدًا أن "الحرية والعدالة" سيقبل بمعارضين داخل الحكومة .
وقال نصار إن الخلافة الإسلامية المقصودة من قبل الإخوان هي دولة مدنية بامتياز وتكون هناك مرجعية دينية ، وما يريده الإخوان حالة توحد بين الدول الإسلامية من أجل النفع العام، وهذه الخلافة ليست "عو" نخاف منه.
ولفت نصار إلى أن الإخوان يتفقون مع المجلس العسكري في مواقف ويختلفون في مواقف أخرى ، نافيا ما يتردد عن وجود صفقة بين الجانبين لأن فكرة الصفقات غير موجودة أصلا في تاريخ الإخوان.
وقال أبو العز الحريري ،عضو مجلس الشعب، إنه لايستبشر خيرا من ممارسات أعضاء مجلس الشعب التي باتت تشبه ما كان يتبعه الحزب الوطني المنحل من قبل ، مؤكدا أن الموضوع واحد ولا يحتاج إلي إختلاف في طرحه او تداوله.
وأضاف الحريري ،اليوم الأحد، في مداخلة هاتفية مع الإعلامية "جيهان منصور" خلال برنامج "صباحك يا مصر" أن القضايا المطروحة من رغيف العيش وأنابيب البوتاجاز والبطالة قضايا معروفة لا تحتاج الي اختلاف لأنها من حيث التوظيف العام تحتاج الي ثلاثة أو أربعة او عشرة نواب فقط لطرحها وحلها دون هذا الكم الكبير من الأعضاء مع مراعاة الاستماع للحكومة لنعرف وجهة النظر في هذه القضية .
وعن نبأ ترشحه لرئاسة الجمهورية ، قال الحريري إن حزب التحالف الشعب الاشتراكي قرر أن يكون اسمه ضمن مجموعة من المرشحين من أحزاب أخرى ، وبالحوار سوف يتفق الجميع علي أحد الشخصيات التي يمكن أن تمثل التيار المدني الديمقراطي .
وقال "سوف يكون هناك دعم للشخص المرشح لأن المهم أن ينجح الموضوع وأن يتم تقديم انسان جيد له تاريخ ويحمل كفاءة وخبرة وله برنامج إنقاذ وطني علي أرضية ديمقراطية وحدوية بالنسبة للوحدة الوطنية والمساواة بين المواطنين".
وحول أحداث بوسعيد، قال الحريري إنه سوف يقدم تقريرا مبدئيا عن الموضوع ، قائلا انه الجميع ليس عند قناعة بان ليس حادث عاديا وانما هو عمل تآمري فيه أطراف عديدة من المسئولين سواء في الشرطة او الجيش أو اتحاد الكرة، فالكل تواطأ في هذا الحادث الإجرامي وهذه جريمة معقدة يجب أن تحل بسرعة من أجل محاسبة كل من تسبب في هذه الحادثة .
كما أعربت فريدة النقاش، عضو المكتب السياسي لحزب التجمع ورئيس تحرير جريدة الأهالي، عن تخوفها مما أسمته "تغول" التيار الإسلامي ، مشيرة إلى أن مصر باتت بين نارين "الاستبداد العسكري" و"الاستبداد الديني" ولا نريد جميعا استبدال ديكتاتورا بآخر بجديد يعمل باسم الله .
وأضافت، اليوم الأحد، في تصريحات للإعلامية جيهان منصور خلال برنامج "صباحك يا مصر" على قناة "دريم" بأن تصريحات قيادات من "الحرية والعدالة" مثل حلمي الجزار ومحمود غزلان حول الإصرار على الخلافة الإسلامية تزيد من هذه المخاوف .
وأشارت إلى أن رغبة حزب الحرية والعدالة بتشكيل حكومة إئتلافية ستصدم بالإعلان الدستوري ، الذي يمنح المجلس العسكري الحق الوحيد في الإبقاء على الحكومة القائمة أو تشكيل حكومة جديدة ، متوقعة "صدام شرعيات" بين مجلس الشعب المنتخب والمجلس العسكري الذي يملك سلطات رئيس الجمهورية.
وتحدثت النقاش عن أن ممارسات حزب "الحرية والعدالة"و"حزب النور" لا تنبأ بأنهم يستطيعان تشكيل حكومة إئتلافية حقيقية والدليل ما حدث في تشكيل اللجان النوعية بمجلس الشعب .
ووصفت النقاش حزب الحرية والعدالة بأنه يمثل الوجه الآخر من الحزب الوطني المنحل ، من حيث حماسهم الشديد للخصخصة وللرأسمالية وأن برنامجهم أبعد بكثير مما يريده المصريون منهم ومن الثورة، قائلة "خيرت الشاطر الذي هدد بالنزول إلى التحرير في حال لم يقبل العسكري بتشكيل حكومة إنقاذ وطني واحد من الرأسماليين" .
ومن جانبه، قال الدكتور إيهاب الخراط ،عضو الهيئة العليا للحزب المصري الديمقراطي الاجتماعي وعضو مجلس الشورى، إن الوضع الآن يتطلب سرعة رحيل حكومة الجنزوري والشارع محتقن ويرى أن بقائها مدة أسبوع آخر يعني قنبلة موقوتة من المذابح ممكن أن تنفجر في أي لحظة
وأضاف بأنه رغم معارضته لحزب الحرية والعدالة إلا أن هناك اضطرار لمطالبة الحزب بتشكيل حكومة ائتلافية لأنها المخرج الوحيد من الحكم العسكري ، مشيرًا إلى أن لو وقف الإخوان مع الشارع من البداية لكانت تشكلت هذه الحكومة مبكرا .
وقال الخراط إن الخلاف مع "الحرية والعدالة" في محافظته الشديدة بينما الوضع أكثر ثورية ، فالحزب لم يصدر بيان إدانة حتى الآن على كارثة تهجير 8 عائلات مسيحية من منطقة العامرية ولو صمتوا أكثر من ذلك نتوقع مذابح جديدة ، الجميع يتحدث عن ضرب المصريين بالخرطوش ورئيس مجلس الشعب الدكتور سعد الكتاتني يقول "الوزير قال مفيش خرطوش".
وحول مدى قبول حزبه المشاركة في الحكومة أجاب "لو الحرية والعدالة ستقبل معارضين لبعض التوجهات داخل الحكومة سنشارك ، وإلا سنكون ناشطين وليس أعداء للتيار الإسلامي والعلاقة ستكون منافسة سياسية من أجل الوطن".