شهد ميدان التحرير الليلة الماضية توافد المئات من الثوار رغم الأجواء المناخية السيئة التي صاحبتها هطول أمطار غزيرة.. فقد أشعل نادر السيد عضو ائتلاف الثورة وحارس مرمي المنتخب الوطني الأسبق الأجواء بالميدان حيث قاد المتظاهرين بالدفوف وترديد الأغاني الوطنية والهتافات المعارضة لاستمرار حكم المجلس العسكري مما ألهب مشاعر المتواجدين بالميدان واستمروا في الهتاف معه. كانت مليونية الشرعية الثورية" التي دعا إليها 23 حزبا وائتلاف وحركة سياسية قد شهدت اقبالا ضعيفا في ظل انسحاب الجماعة السلفية المتمثلة في "حزب النور" وإعلان الإخوان عدم مشاركتهم في أي مليونية مقبلة. وفي الوقت الذي أعلنت فيه القوي السياسية الموجودة بالميدان تنظيم مليونية الجمعة المقبلة لم يتحدد شعارها حتي الآن.. اختلف المتواجدون في الميدان علي أسماء وزراء ورئيس وزراء حكومة الإنقاذ الوطني التي دعوا إلي تشكيلها لقيادة البلاد خلال الفترة القادمة بدلاً من حكومة د. كمال الجنزوري. اقترح بعض الائتلافات والحركات مثل "اتحاد الثورة" المصرية و"ائتلاف من أجل مصر" و"اتحاد المناطق الشعبية" الإعداد لاعتصام أمام السفارة الأمريكية من أجل الضغط الأمريكي علي المجلس العسكري لتسليم السلطة للمدنيين والعودة لثكناتهم. اتفق المتظاهرون علي إنشاء "برلمان ثوري" من 500 فرد يضم جميع الائتلافات والحركات والأحزاب الموجودة داخل ميدان التحرير من أجل توحيد صوت الميدان. نظم شباب المتظاهرين مجموعات لتنظيف الميدان من الأمطار وقاموا بفتح بالوعات الصرف الصحي لإزالة تجمعات المياه من وسط الميدان.. بينما قامت اللجان الشعبية بتأمين دخول ومغادرة الميدان بعد فرض طوق بشري تفاديا لأي احتكاكات أو تجاوزات مع المتظاهرين بعد مراجعة هويات الأشخاص وتفتيشهم علي مداخل التحرير. قال حسام زكي عضو اللجنة السياسية بحركة 6 أبريل نحن مستمرون في الاعتصام حتي ولو هطلت الثلوج.. ونحن نؤمن بالتغيير ولن نمل حتي يسلم المجلس العسكري السلطة وتعيين حكومة إنقاذ وطني مشيراً إلي أن د. كمال الجنزوري شخصية معروفة ولكنه غير محبوب وسط المعتصمين بالميدان في ظل تصريحاته التي لم تأت بجديد ومنها: "انه سينتشل مصر من حالة الركود الاقتصادي التي عليها". قال لقد شكلنا حكومة إنقاذ وطني تمثل جميع أطياف الشعب ولدينا ثقة فيها لقيادة هذه المرحلة الحرجة من تاريخ البلاد. قال محمود عفيفي المتحدث الرسمي لحركة 6 أبريل سوف نشارك في الانتخابات اليوم ولن نقاطعها وسنختار من يمثلنا من مجلسي الشعب والشوري وعلي الجميع الحضور للجان الانتخابية حتي نقف علي برلمان قومي يحاسب الحكومة الجديدة. برلمان ثورة يقول د. محمد علام المنسق العام لاتحاد الثورة المصرية وهيثم فايد: نسعي الآن لتشكيل "برلمان ثورة" يضم 500 فرد من مختلف الائتلافات والحركات والأحزاب المتواجدة بالتحرير بهدف توحيد صوت الميدان موضحا ان 100 ائتلاف جديد انضموا للميدان. قال إن أهم مطالبنا هي التحقيق الفوري في أحداث العنف التي وقعت طوال الأسبوع الماضي والإفراج الفوري عن الثوار المعتقلين والتأكيد علي مشروعية الاعتصام والتظاهر السلمي والالتزام بالشرعية الثورية في التعامل مع المتظاهرين. قال المهندس محمد حجاج وأحمد عبدالقادر ان هناك اقتراحا بين المتظاهرين لإقامة اعتصام مفتوح أمام السفارة الأمريكية للفت نظر الرئاسة الأمريكية للضغط علي المجلس العسكري لتسليم السلطة للمدنيين وعودة الجيش لثكناته. طالب السيد عطا وكمال منصور "حركة صمود" بتشكيل هيئة قضائية مستقلة لمحاكمة من يثبت تورطه في قتل المتظاهرين أياً كان موقعه مع البدء الفوري في إصلاح المؤسسة الأمنية واستبعاد كل العناصر الفاسدة في الوزارة من مساعدي الوزير الأسبق حبيب العادلي. استمر اعتصام العشرات من المتظاهرين أمام مقر مجلس الوزراء لليوم الثاني علي التوالي احتجاجا علي تعيين د. كمال الجنزوري رئيسا للوزراء.. وتمسك المتظاهرون علي الاعتصام أمام أبواب المجلس لعدم دخول رئيس الوزراء مكتبه ومطالبته بالرحيل مرددين لهتافات تستنكر وجود الجنزوري رئيسا للوزراء. شكل مجموعة من المتظاهرين حلقات نقاشية حول قرار المجلس العسكري بتكليف د. الجنزوري برئاسة حكومة الإنقاذ الوطني.. وافقوا علي أن الجنزوري غير مناسب لقيادة البلاد خلال هذه الفترة الصعبة لكبر سنه وان تكليفه فاقد للشرعية. وكان ميدان التحرير قد شهد طوال نهار امس مليونية هادئة حيث اختفت معظم القوي والحركات السياسية والأحزاب وائتلافات الشباب والسلفيين الذين لم يحضر منهم سوي اعداد قليلة في مليونية "الشرعية الثورية" التي دعوا اليها من أجل الاتفاق علي تشكيل حكومة انقاذ وطني وخاصة بعد اعلان الدكتور البرادعي عن استعداده لتشكيل حكومة انقاذ والتخلي عن نيته في الترشح لانتخابات الرئاسة. و أجمع معتصمو التحرير علي ضرورة المشاركة في الانتخابات البرلمانية التي تبدأ اليوم في تسع محافظات والادلاء بأصواتهم لاختيار من ينوب عنهم بمجلس الشعب ثم العودة مرة أخري للميدان حتي تتحقق مطالبهم وأهمها :تسليم المجلس العسكري السلطة وتشكيل حكومة انقاذ وطني واستبعاد الدكتور كمال الجنزوري عن رئاسة مجلس الوزراء. رصدت "المساء" كل ما يدور بميدان التحرير الذي لم يطرأ عليه جديد منذ حوالي 9 أيام تقريباً منذ بداية الاعتصام الا أن الجديد هو تجمع اعداد كبيرة من السيدات المتشحات بالسواد واللاتي حضرن من أجل المشاركة في المليونية وظللن يرددن هتافات تندد بالشرطة والمجلس العسكري مثل "لا داخلية ولا حربية.. احنا الشرعية الثورية" اعتراضاً علي مقتل ابنائهن دون ذنب اقترفوه غير المطالبة بالحرية والعدالة الاجتماعية التي قامت من أجلها الثورة. يقول علي علي ومجدي خميس "موظفان": بعد ان شكك البعض أن هناك تفرقة بين المتواجدين في الميدان حول طلباتهم ورفضهم للمجلس العسكري وحكومة الجنزوري قررنا النزول للميدان والمشاركة في مليونية الشرعية الثورة حتي نقف إلي جانب المعتصمين بالتحرير ونصبح يداً واحدة حتي تقوي شوكتنا ونصبح قادرين علي توصيل آرائنا لمتخذي القرار في الدولة. أضافوا أنه يجب علي جميع المعتصمين بالتحرير والمواطنين الذين بدأت الانتخابات في دوائرهم ان يشاركوا فيها لانها تعتبر أول انتخابات تعكس وجهة نظر ورأي الشارع المصري في من يمثله تحت قبة البرلمان. أما حافظ العجمي "مهندس كمبيوتر" ومحمد محمود "فني ميكانيكي" لقد قررنا الاعتصام بالميدان منذ نهاية مليونية تسليم السلطة في الجمعة قبل الماضية ومازلنا مصرين علي البقاء في الميدان حتي يستجيب المجلس العسكري لمطالبنا ويتحاور معنا فيها ولكننا سنقوم بالذهاب للجان الانتخابات وندعو جميع المعتصمين لذلك حتي لا نعطي الفرصة لفلول الوطني المنحل في السيطرة علي الناخبين وشراء أصواتهم كما كان يحدث قبل ذلك. أضافوا: نحن نطالب بتقليص الامتيازات التي يتمتع بها اعضاء مجلس الشعب حتي لا تصبح المعايير التي تحكم عملية الترشيح للانتخابات ما هي إلا الطمع والجشع واستغلال النفوذ والحصانة التي تعطي للاعضاء. أما فيصل علي "والد الشهيد" ناصر فيصل فقد جاء من المنوفية للمشاركة في جمعة الشرعية الثورية وهو غير راض تماماً عن الأحداث التي تمر بها بلاده في هذه الآونة والتي كانت سبباً في استشهاد ابنه "ناصر" كما أبدي استياءه لضياع حقوق أهالي الشهداء ومصابي ثورة 25 يناير وأن ما حصلوا عليه كله "كلام فارغ". أضاف: أما عن المشاركة في الانتخابات فأنا أعترض تماما علي هذه الانتخابات التي ستجري علي حساب دماء شهداء مصر وحمل لافتة مكتوب عليها "سأحتفظ بصوتي لنفسي.. لأصوت به علي نفسي". ويؤكد مصطفي عبدالمنعم "بالمعاش" أن اجراء الانتخابات البرلمانية باشراف قضائي كامل ومن خلال الرقم القومي سيكون عاملاً كبيراً في نزاهتها وانضباطها. مجلس وطني ويقول أحمد السيد "عامل" وسعيد إبراهيم: اننا نطالب بنقل صلاحيات المجلس العسكري إلي مجلس وطني قادر علي فهم السياسة الداخلية للبلاد بشكل أكبر مما يراه العسكر وبما يحقق صلاح الدولة وعدم تفكك ابنائها. أضافوا أما عن الانتخابات البرلمانية فاننا نري عدم المشاركة فيها لانها ستكون فرصة كبيرة للذين لم يستطيعوا دخول البرلمان في عهد النظام السابق أن يكرروا التجربة عسي أن يحالفهم الحظ هذه المرة. يؤكد حكم ياقوت عبده "محاسب" وشيماء عبده "ربة منزل" هذه هي المرة الأولي التي نحضر فيها لميدان التحرير والمشاركة في مليونية "الشرعية الثورية" ولكنها لم تكتمل. أما سعيد عبدالعاطي "خراط معادن" أنا مع ثوار التحرير وما دعوا إليه للمشاركة في الانتخابات لانها فرصة لكي تعبر مصر من أزمتها لانه بمجلس الشعب سوف نصل لانتخابات الرئاسة. أما مجدي سعد زغلول "مفتش تموين بالمعاش" المليونية كانت من أجل الاتفاق علي تشكيل حكومة انقاذ وطني بعد ان قرر الدكتور محمد البرادعي بانه لو قام بتشكيلها سوف يتخلي عن الانتخابات الرئاسية وهذا أكبر دليل علي أهمية هذه الحكومة التي ستضم الاسلاميين والليبراليين والعلمانيين والسلفيين والنقابات وغيرهم لانه ان لم يشترك فيها كل هؤلاء سوف نجد اختلافات وتشكيكاً في الاختيارات يعود بنا مرة أخري للوراء. أما عبدالحميد عبدالعزيز- باحث قانوني- لقد حضرت من البحيرة من أجل المشاركة في المليونية ولكنها لم تكتمل ومع ذلك لم اندم للحضور لانني وجدت اتفاقاً كبيراً من المتواجدين بالميدان علي ضرورة المشاركة في الانتخابات والادلاء بأصواتهم علي غير ما كنت اشوف وهذا اسعدني كثيراً لأن هناك اتفاقا علي ان تمر الانتخابات بسلام مهما كانت نتائجها. يؤكد أحمد محمد السيد "سائق بشركة سياحة" جئت أنا وأسرتي كلها من أجل المشاركة في مسيرة "الشرعية الثورية" بميدان التحرير التي تؤكد علي ضرورة تشكيل حكومة انقاذ وطني ورفض د. كمال الجنزوري رئيسا لمجلس الوزراء إلي جانب أننا لن نقاطع الانتخابات لان مقاطعتها سوف تؤدي إلي احداث بلبلة في الشارع المصري وتعطي فرصة لمريدي الخراب لبلدنا أن يتوغلوا في اجرامهم. أما محمود محمد حامد "محام" يؤكد أن الانتخابات هي الطريقة الوحيدة للديمقراطية ولابد للكل ان يشارك فيها لكنني لم أيجد احدا من ائتلافات الشباب ولا السلفيين ولا الاحزاب ولا الحركات السياسية مما اصابني بالاحباط. أما ناصر علي "تاجر" وأسامة خيري "بالمعاش" نحن نوافق علي الانتخابات وسندلي بأصواتنا وسوف نعود لميدان التحرير من جديد حتي يترك المجلس العسكري السلطة ويتم تشكيل حكومة انقاذ وطني. ويؤكد أسامة مصطفي "موظف" وناصر جعفر "بالمعاش" لابد أن نعبر المرحلة الانتقالية في أسرع وقت وضرورة تشكيل حكومة انقاذ. تؤكد وفاء أحمد وفتحية رأفت- عندما سمعت عن مليونية التحرير جئنا لكي نشارك فيها لان كلا منا لها شهيد وكان لابد ان نحضر لنشارك القوي السياسية في مطالبهم وأهمها ان يترك المجلس العسكري السلطة لانه لم يتحرك من أجل مساندتنا اثناء وفاة أولادنا مقتولين علي ايد رجال ليس عندهم ضمير.