سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
هكذا تفتتح دول العالم برلماناتها موكب مهيب يضم القضاة والحكومة وكبير الأساقفة فى افتتاح برلمان بريطانيا.. والكونجرس يكتفى بخطاب حالة الاتحاد فى يناير.. ورئيس الهند يفتتح (بهارات كى سانساد) بخطاب التوافق
تنعقد اليوم أولى جلسات مجلس الشعب 2012 «برلمان الثورة»، وبمجرد اجتماع النواب، يرأس الجلسة الافتتاحية أكبر الأعضاء سنا، لتبدأ أعمال أول دور انعقاد، بانتخاب الرئيس والوكيلين ورؤساء اللجان، هذه هى إجراءات مجلس الشعب المصرى، لأكثر من قرن، منذ كان يسمى شورى النواب 1864، ثم الجمعية التشريعية فى عهد الاحتلال، التى تلاها مجلسا النواب والشيوخ خلال العصر الملكى، بعدها مجلس الأمة فى خمسينيات وستينيات القرن الماضى، وأخيرا الشعب والشورى. فى أغلب الديمقراطيات العريقة الغربية (بريطانيا وفرنساوالولاياتالمتحدة) أو تلك التى تنتمى للعالم الثالث، يتكون البرلمان من مجلسين الأول يضم ممثلين عن الولايات أو المقاطعات فى البلاد بالتساوى، والثانى يمثل الشعب بمجمله، حيث تحصل الأقاليم الأكثر سكانا على عدد مقاعد أكبر من تلك قليلة السكان.
ويكون لكل من المجلسين سلطات واضحة، بعكس مصر التى يطالب فيها الكثيرون بإلغاء مجلس الشورى محدود الصلاحيات والاكتفاء بالشعب.
ويفتتح الرؤساء عادة برلمانات بلدانهم عند انتخاب أعضائها، إضافة إلى افتتاح سنوى مع كل دور انعقاد. وفى بريطانيا مهد الديمقراطية، يفتتح رأس الدولة (الملكة إليزابيث الثانية منذ 1952 وحتى الآن) أول برلمان فى العصر الحديث عند انتخاب أعضائه، إضافة إلى كل دور انعقاد سنوى فى نوفمبر أو ديسمبر من كل عام.
ويتكون البرلمان الإنجليزى (برلمان المملكة المتحدة وأيرلندا الشمالية) من مجلسى العموم المنتخب من الشعب، واللوردات المعين من الملكة ليضم إلى جانب العائلات الأرستقراطية، بعضا من أبرز نجوم المجتمع ممن حازوا ألقابا ملكية.
وفى مشهد يعبر عن تقاليد عريقة راسخة منذ أكثر منذ العهد العظم الماجنا كارتا فى القرن الثالث عشر، يدخل حاجب الملكة، ثم السفراء الأجانب، وقضاة المحكمة العليا، وأعضاء البرلمان، وكبير الأساقفة الإنجليكانيين، فى مشهد مهيب، يتابع التليفزيون أثناءها تحرك الموكب الملكى من قصر باكينجهام حتى وصوله لمبنى البرلمان، فى المبنى الشهير ببرج ساعة بيج بن على نهر التايمز وسط لندن.
وبعد أن يتخذ كل موقعه فى جلسة البرلمان بمجلسيه الذى يرأسها عادة رئيس مجلس اللوردات، تلقى الملكة خطاب العرش، الذى يكتبه رئيس الحكومة، ليعبر عن سياسات الحكومة العام التالى.
وهذه الإجراءات تعبر عن تاريخ سياسى، قانونه الأساسى أن الملوك يفقدون دائما سلطاتهم بالتدريج لصالح البرلمان البريطانى القوى الذى يختار الحكومة ويحدد برنامجها.
ولا نكاد نعثر على تقاليد بهذا الثراء فى خارج بريطانيا، حيث يكتفى الكونجرس الأمريكى، بخطاب الرئيس فى الثالث من يناير من كل عام، أو ما يسمى خطاب حالة الاتحاد.
ويرأس الجلسة المشتركة للكونجرس (النواب والشيوخ كلاهما منتخب شعبيا) نائب الرئيس الأمريكى الذى هو نفسه رئيس مجلس الشيوخ.
وهذا الافتتاح يمثل الواقع السياسى الأمريكى، الذى يكون فيه الرئيس أقوى شخصية سياسية فى البلاد، مقابل الكونجرس أقوى المؤسسات.
وألزم أول دستور حديث (الدستور الأمريكى) الكونجرس بعدم الاجتماع خارج مقره فى كابتول هول بالعاصمة واشنطن.
وفى فرنسا، يفتتح الرئيس، الذى يمنحه الدستور سلطات واسعة الجمعية الوطنية المكونة من النواب والشيوخ المنتخبين، فى مقره بقصر البوربون على نهر السين، وسط العاصمة باريس.
وفى «أكبر الديمقراطيات»، الهند، التى تتخذ بريطانيا مثالا لها، يتوجه «رئيس الاتحاد الهندى» صاحب السلطات الشرفية، ليفتتح «بهارات كى سانساد» البرلمان بمجلسيه (الولايات راجيا ساباها، والشعب لوك ساباها)، تقليدا لخطاب العرش البريطانى.