سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
إبراهيم المعلم فى حوار ل(قناة التحرير): الثورة فى خطر لأن بعض الأطراف فى مصر لا تدرك أن فى مصر ثورة على المجلس العسكرى كشف حقيقة السجن الموجود أسفل مجلس الشعب.. وتحمل مسئوليته فى القبض على البلطجية والمأجورين
«الثورة المصرية فى خطر لأن بعض الأطراف الرئيسية فى مصر لا تعى أن فى وطنهم ثورة بهرت الدنيا.. وعلى المصريين التيقن من أن الثورة ليست المسئولة عن التراجع الذى يخيم على الاقتصاد والتعليم وجميع المجالات.. بل إن الفضل يرجع لها لأنها رفعت الغطاء عن كل هذا التراجع الكارثى.. لا أحد من المصريين يريد انهيار الجيش المصرى.. ولكن (الغل) الذى كان يضرب به الجنود النساء فى ميدان التحرير يدل على وجود ظلم قامت الثورة فى الأساس للقضاء عليه».. هذه كانت أبرز الأفكار التى طرحها نائب رئيس اتحاد الناشرين الدوليين، المهندس إبراهيم المعلم، من خلال برنامج «اليوم» على قناة التحرير الذى تقدمه الإعلامية دينا عبدالرحمن، مساء أمس الأول. استهل المعلم حواره بالقول بأنه «فى ظل الظروف التى يمر بها الوطن لا أعلم إذا كان الكلام أفضل أم الصمت؟ أتمنى أن يتخطى المصريون بتاريخهم العظيم الأزمة التى نعيشها الآن.. وإن كنت أرى أن المشكلة نابعة من أن البعض فى مصر لا يعرف أو يدرك أن مصر قامت فيها ثورة».
وأضاف المعلم «لدى اعتقاد راسخ بأن ثورة يناير سوف تغير ملامح مصر.. وستسهم فى تغيير تاريخ المنطقة العربية والعالم، حيث إن الثورة لم تنته». مشيرا إلى أن «الإعلام المغرض وتدنى مستوى التعليم والفكر فى مصر جعل بعض المصريين لا يدركون قيمة ثورة 25 يناير».
ودعا نائب رئيس اتحاد الناشرين الدوليين جموع الشعب المصرى إلى «عدم مخاصمة طاقة الثورة الجبارة.. ولا التشكيك فيها.. لأن ثورة 25 يناير هى التى سوف تجعل مصر من أحسن بلاد العالم، وبالتالى يجب على المصريين أن يتصالحوا معها ويدعموها».
وشدد على أن «الثورة حمت مصر من السقوط والإفلاس، وحمتها من نظام فاسد، هذه الثورة قامت من أجل تحقيق الأفضل لمصر، ومن أجل حماية كرامة المصرى وحريته، ولو الشعب المصرى دعم الثورة للنهاية ستحقق أهدافها بسرعة».
ووجه المعلم دفعة من الأسئلة التى تبرئ ساحة الثورة من التسبب فى تراجع معظم المجالات فى مصر بقوله: تساءل المعلم: «هل العجز فى الاقتصاد كان موجودا بعد الثورة فقط؟ وهل ديون بترول مصر وجدت بعد الثورة أم أنها تركة ما قبلها؟ وهل تدنى مستوى التعليم أمر لم تره مصر إلا بعد الثورة؟.. هل خسر الإعلام الرسمى 16 مليون جنيه بسبب الثورة؟ بالطبع لا.. كل هذا الثورة هى التى اكتشفته».
وأكد المعلم على أنه «ليس الشباب وحدهم هم الذين قاموا بالثورة.. بل كل شعب مصر بأغنيائه وفقرائه وحتى أطفال الشوارع الذين نتحدث عنهم باحتقار الآن شاركوا فى الثورة.. كيف نقول إننا شعب عظيم ونتحدث عن أن هناك أطفال شوارع وكأنه شىء عادى».
وقال إن الثوار ليسوا مسئولين عن القبض على الطرف الثالث الذى يتم تحميله كل الأخطاء التى تحدث.. المسئول عن القبض عليه هو المجلس، لأنه المسئول عن حماية الأرواح قبل حماية المنشآت العامة».
وشدد على أن «الشباب الموجودين فى الميدان الآن هم الثوار.. ولكن هل معنى أن شخصا فقيرا أو ملابسه «على قد حالها» لا يصبح ثائرا ويجب أن يكون بلطجيا؟، هل ليس من حق الفقير أن ينضم للثوار؟، هل الثورة مقتصرة على الذين ملابسهم جيدة فقط؟!، الثوار هم أكثر الناس الذين يحاولون التواصل مع هؤلاء الأطفال الضائع مستقبلهم للنهوض بهم، فلو هناك بلطجية ومأجورون بالفعل فى الميدان فإن المجلس العسكرى هو المسئول عن القبض عليهم والكشف عنهم للمجتمع، ولكن باستخدام الدلائل القاطعة، فالثوار أنفسهم قبضوا على خمسة أشخاص معهم قنابل مولوتوف وسلموهم لقوات الأمن على الرغم من أنها ليست مسئوليتهم».
ومعلقا على المؤتمر الصحفى الذى عقده اللواء عادل عمارة، عضو المجلس العسكرى للتعقيب على أحداث قصر العينى قال المعلم «ما ظهر فيه اللواء عمارة لا يمت بصلة لمؤتمر صحفى، حيث إن المؤتمر الصحفى يعنى أن أحضر الصحفيين وأتناقش معهم وليس أن أقول لأحدهم «أقفل الجرنال وأقعد ساكت»، متسائلا «هل بعد المؤتمر الصحفى صورة المجلس العسكرى تحسنت أم ساءت؟ بالطبع صورته ساءت».
ونوه إلى أن من مصلحة البلاد والشعب والثورة والثوار والمجلس العسكرى نفسه أن يتم تقصير الفترة الانتقالية، فأغلى شىء فى العالم هو حياة وكرامة الإنسان، فلا يصح إراقة دم المصريين ولا يصح سحل الفتيات ولا يصح إهدار كرامة المصريين ولا يصح أن نسمع أن هناك معتقلا تحت مجلس الشعب الذى من المفترض إنه مبنى لحماية حقوق الشعب، ويكون محتجزا به 170 شخصا، ويتم تعذيبهم، فعلى المجلس العسكرى أن يقوم بفتح المكان وإثبات أن هذا الكلام عن معتقل مجلس الشعب غير صحيح من أجل تهدئة الثوار، ولو بالفعل هناك معتقل يجب الإفراج فورا عن هؤلاء الثوار ومحاسبة المسئول عن ذلك، سواء كان مدنيا أو عسكريا، فمن أجل بناء مصر على نظافة.. يجب أن نتخلص من كل التفاح الفاسد وبالتالى يجب محاكمة المفسدين عن المسئولين عن هذه الأحداث المؤسفة الأخيرة بمنتهى الشفافية».
وعن حرق المجمع العلمى أكد نائب رئيس اتحاد الناشرين الدوليين على أن «كتاب (وصف مصر) الأصلى غير موجود فى مصر بل موجود فى فرنسا، ومن يقول إن هذه النسخة قام نابليون بونابرت بالتوقيع عليها غير صحيح، حيث إن نابليون توفى قبل إصدار هذا الكتاب بعشر سنوات، وهناك أكثر من نسخة من هذا الكتاب فى أكثر من هيئة حكومية وهناك نسخ عند عدد من المصريين فى منازلهم، فالمشكلة ليست فى كتاب وصف مصر.. بل فى أننا لم نعرف شيئا عن المجمع العلمى إلا بعد حرقه والمشكلة فى أننا أهملنا المجمع العلمى حتى وصل إلى هذا الحال.. حيث لا توجد حراسة عليه.. فهو عبارة عن طوب وأوراق قديمة، وأثناء اشتباكات مجلس الوزراء لماذا لم يتم تأمين المجمع لتلافى تعرضه لأى ضرر»
وأكد المعلم على أنه «ليس الثوار أو الثورة هم من حرقوا المجمع العلمى.. بل الثوار هم من حموا المتحف المصرى وهم الذين حاولوا إنقاذ أكبر عدد من الكتب الموجودة بداخل المجمع العلمى».
وحول الانتخابات البرلمانية قال المعلم إنها «أول إنجازات الثورة.. وأن وطنية المصريين فى الخارج وإقبالهم على المشاركة فى الانتخابات وتحويلاتهم ستظل مفخرة لمصر، فضلا عن أن إنجازات الثورة سوف تتوالى، وستظهر آثارها فى مستقبل أفضل لمصر».
وعن القوات المسلحة أكد إبراهيم المعلم أنه «لا أحد من المصريين يريد أن ينهار الجيش المصرى ولكن (الغل) الذى كان يضرب به الجنود النساء يدل على وجود ظلم، وما يقال عن أن هذه السيدة التى تم تعريتها لم تكن مرتدية شىء أسفل ملابسها أرد عليه بكلمة واحدة «أخس»، مؤكدا أن «سحل الفتيات لم يكن الآن فقط بل كان من عام 2005 أمام نقابة الصحفيين، والثورة قامت لتغيير ذلك، لكنه لم يتغير وبالتالى الثورة مستمرة.. وستظل مستمرة حتى تحقق أهدافها وتقضى على الظلم».
وعن تونس قال «الحكم فى تونس كان من أشد الأنظمة البوليسية ومن أحقر ما يكون ولكن عندما أراد الشعب أسقطه، فلا يستطيع أحد محاربة الشعوب عندما تريد تشكيل تاريخها»، مضيفا أن «جيش تونس صغير ومهمل بينما جيش مصر كبير ومختلف تماما عن جيش تونس، ويجب أن يدرك المجلس العسكرى أن قوته من قوة شعبه ولا يجوز الابتعاد عنه».
وعن مضايقات النظام السابق ل«المعلم» وجريدة «الشروق» قال «من يعمل بالعمل العام أو الفكر أو الثقافة لابد وأن يتعرض للمضايقات بمختلف أنوعها، نحن فى جريدة «الشروق» نقدم كل أنواع الفكر والطاقات والإبداعات التى تشكل فكر المصريين والتى ستجعل بلادهم تتقدم للأفضل، لقد تعرضنا لكثير من التهديدات لكننا لم نبال بها.. كثير من وزراء سابقين فى النظام السابق اتصلوا بى وقالوا لى: انتبه أنت مراقب.. وفى مرة أحد القيادات فى مكتب الرئيس المخلوع قال لى: نحن غيرنا من خط سير الرئيس مبارك حتى لا يمر من أمام دار الشروق».
وأضاف قوله: «الآن نتعرض لمضايقات وتهديدات ولكن بشكل غير مباشر.. ولكن كل من يعمل فى مجال الصحافة وكشف الحقيقة يعلم أن هذا الأمر طبيعى».
واختتم المعلم حواره قائلا «أنا أتمنى أن تدرك القوى الجالسة فى البيوت أن الثورة قامت من أجلهم وأن الاستقرار سيأتى عندما يتم تقصير الفترة الانتقالية ويتم تسليم السلطة لحكم مدنى، يجب أن نتخلص من الشائعات التى تحاول أن تثير الفزاعات القديمة مثل فزاعة الإخوان أو الثورة أو الليبراليين فكلنا مصريون وجميعهم وطنيون «لست قلقا من تفوق الإسلاميين فى الانتخابات، كما أنه هناك أحزابا جديدة وجيدة ونحن نريد المنافسة والاتزان، فالشعب هو البطل وهو الذى سيختار من يحكمه».