شاركت عشرات الآلاف من النساء والفتيات المصريات في مسيرة حاشدة مساء أمس الأول الثلاثاء، وسط القاهرة وعدة محافظات أخرى، للتنديد باستخدام العنف المفرط من قبل قوات الجيش، وخصوصا سحل إحدى الفتيات وتعريتها خلال الأيام الماضية بالقرب من مقر مجلس الوزراء.
وتصدرت ناشطات سياسيات المسيرة التي انطلقت من ميدان التحرير وسط القاهرة وتوجهت إلى مقر نقابة الصحفيين ودار القضاء العالي على بعد مئات الأمتار، موضحين أن هذه المسيرة جاءت استجابة لدعوات قوى سياسية عديدة، وردًا على ما ورد من تصريحات في المؤتمر الصحفي الذي عقده عضو المجلس العسكري اللواء عادل عمارة يوم الاثنين، واعترف فيه بما حدث للفتاة من ضرب وسحل وتعرية جزء من جسدها.
كما أن عدد من الناشطين السياسيين والشخصيات العامة شاركوا في هذه المسيرة، وتضاعفت أعداد المشاركين في تلك المسيرة بعد قليل من انطلاقها استنكارًا للاعتداء على فتيات وسيدات مصر.
وكانت واقعة سحل الناشطة المصرية قد حازت على اهتمام معظم وسائل الإعلام المحلية والعالمية خلال اليومين الماضيين، وسط حالة واسعة من الاستهجان، لا سيما وأن اللقطات المصورة أظهرت أحد عناصر الجيش وهو يركل الفتاة ويسحبها على الأرض، ما أدى إلى تعرية جزء من جسدها، وأن جنديًا آخر أسرع إلى تغطيتها قبل أن يتمكن المتظاهرون من استعادتها إلى موقع تمركزهم في مواجهة قوات الجيش.
جدير بالذكر، أن الاشتباكات الدامية أمام مقر مجلس الوزراء وصلت حصيلتها حتى أمس الأول الثلاثاء إلى 13 قتيلاً إضافة إلى مئات الجرحى، في الوقت الذي أكدت فيه مصلحة الطب الشرعي بأن تسعة من جثث القتلى كانت تحمل آثار طلقات نارية حية، وهو ما يثير تساؤلات بشأن إعلانات سابقة من مصادر عسكرية بعدم استخدام العنف أو الرصاص الحي في مواجهة المتظاهرين.