بمجرد أن وافق محافظ العاصمة عبدالقوى خليفة على اقتراح مديرية التربية والتعليم بتبكير امتحانات نصف العام الدراسى على خلفية الانتخابات، استعد باقى المحافظات لتبكيرها أيضا، لتكشف الوزارة عن أن السبب الحقيقى لتبكير الاختبارات ليس هو الانتخابات، بل التحسب لوقوع أحداث قد تؤثر على سير الامتحانات خلال الاحتفال بالذكرى الأولى لثورة يناير. كانت مديرية التربية والتعليم بالقاهرة قد قررت تبكير الاختبارات التى كان يفترض أن تبدأ فى 14 يناير بحسب الخريطة الزمنية التى أعلنتها الوزارة قبل بداية العام الدراسى، لتبدأ فى 3 يناير وتنتهى فى 24، بدلا من 26، لتتناسب مع ظروف إعادة انتخابات مجلس الشعب فى دائرة الساحل فى 10 و11 و17 و18 يناير بالمدارس من ناحية، وارتباط مدارس العاصمة بإجراء الامتحانات فى نفس الوقت بالنسبة لطلاب الشهادتين الابتدائية والإعدادية من ناحية أخرى.
فيما استعد باقى المحافظات لاحتمالية تقديم الامتحانات بها، وأكد مدرسون ومديرو مدارس أن تقديم الامتحانات لن يؤثر على شرح المناهج بل على الوقت المخصص للمراجعة.
وقال مجدى عطا جودة مدير مدرسة المنيل الخاصة إنهم فى انتظار تعليمات من الإدارة التعليمية لتقديم موعد الامتحانات، لعدم وصول أى إخطار رسمى منها حتى الآن، مشيرا إلى أنهم فور قراءتهم قرار المديرية التعليمية فى الصحف استعدوا لتبكير الامتحانات بالفعل، وعقدت إدارة المدرسة اجتماعا للانتهاء من المناهج مع نهاية هذا الشهر، حتى تصدر التعليمات النهائية، مشيرا إلى أنهم فى انتظار قرار بحذف الأجزاء الأخيرة من المناهج تخفيفا على الطلاب.
وقال خالد صبرى مدير مدرسة محمد فريد الإعدادية بالزاوية الحمراء إن الوقت الحالى هو وقت مراجعة المناهج، مؤكدا أن بعض المعلمين انتهوا بالفعل من تدريس الأجزاء التى يجب أن تدرس خلال الفصل الدراسى الأول، وأن امتحان ربع العام الذى اجرى قبل أيام دفع الطلاب للمراجعة، وبالنسبة للشهادة الإعدادية فلم تبكر سوى أسبوع واحد فقط، وبالتالى لا توجد مشكلة كبيرة، بحسب رأيه.
وأشار إبراهيم كمال مدرس اللغة العربية بمدرسة فضل الخاصة بفيصل إلى أن المدرسين يحرصون على الانتهاء من المناهج فى منتصف الشهر الحالى، لتخصيص وقت كاف للمراجعة، وأضاف أنه فى حالة تقديم الامتحانات فى محافظة الجيزة أسوة بالقاهرة فستتأثر فترة المراجعة فقط وليس فترة شرح المناهج، قائلا «مع إن المراجعة أهم من الشرح بس ساعتها هنعمل إيه».
واتفق معه أحمد مظهر مدرس العلوم بمدرسة جمال عبدالناصر بالدقى أن تقديم موعد الامتحانات سيؤثر على فترة المراجعة، ولكنه رأى أن ذلك قرار جيد تحسبا لوقوع أى أحداث يوم 25 يناير فى الذكرى الأولى للثورة.
وقال الطالب محمد محمود بالصف الثانى الإعدادى بمدرسة قصر الدوبارة بقصر العينى إن تقديم موعد الامتحانات أفضل، للانتهاء من الامتحانات قبل الاحتفال بالثورة تحسبا لوقوع أى أحداث، خاصة مع قرب مدرسته من ميدان التحرير، وأضاف «وساعتها منبقاش عارفين هنمتحن ازاى وأمتى ولا نبقى عارفين إحنا فى دراسة ولا إجازة».
واتفقت معه الطالبة يمنى مختار بالصف السادس الابتدائى بمدرسة العمرانية الابتدائية بالجيزة، قائلة «نخلص الامتحانات بدرى أحسن، وكده كده إحنا بنخلص المنهج بدرى وبنراجع فى الدرس».
على الجانب الآخر يرى عميد تربية الإسكندرية شبل بدران أنه من غير المنطقى تعطيل الدراسة أو تغيير مواعيد الامتحانات بسبب اعتصامات وصفها بالفئوية أو بسبب الاحتفالية بالثورة، مؤكدا أن تقديم الامتحانات سيؤثر سلبا على حق الطالب فى الشرح والمراجعة، مؤكدا أن هذا القرار سيغزى مناخ الدروس الخصوصية لاستكمال باقى المناهج والمراجعة، ويرى أيضا أن تبكير الامتحانات تحسبا لوقوع أحداث غير صائب.. لا يجب أن نبنى قرارات على توقعات، وإذا حدث أى شىء نكتفى بالامتحانات التى أداها الطلاب».
من جانبه، قال رضا مسعد رئيس قطاع التعليم العام بالوزارة إن قرار تقديم أو تأجيل الامتحانات هو قرار مدير المديرية بالتنسيق مع المحافظ وإنه لا مانع من تقديمها فى أى محافظة لظروف الانتخابات، مؤكدا أنه لابد من انتهاء جميع الامتحانات قبل 25 يناير والذى يوافق الاحتفال بالثورة، والذى قد يحدث معه بعض الخلل فى المدارس أو تعطل الامتحانات، بحسب توقعه.
وأضاف أنه لا يوجد قرار بإلغاء أجزاء من المناهج لأن فترة الغياب من المدارس هى أربعة أيام فقط مدة الانتخابات والإعادة وهذه الفترة لا تستدعى الحذف، مشيرا إلى أن قرار تقديم أو تأخير الامتحانات أمر مدروس من قبل المديرية ولن ينتج عنه خلل يضطر الوزارة لحذف أجزاء من المناهج.