المخرجة البريطانية لينى رامساى لم تفقد الأمل لحظة تتويج أعمالها بالجوائز وتمسكت بالنجاح إلى أن حصلت عليه أخيرا بحصول فيلمها «نحن فى حاجة للتحدث عن كيفين» الفائز بجائزة أفضل فيلم فى الدورة الخامسة والخمسين لمهرجان لندن السينمائى هذا العام. وترتكز قصة الفيلم على رواية للكاتبة ليونيل شرايفر تحمل نفس العنوان، حققت أفضل المبيعات عند صدورها، وتدور حول أم وابنها يعيشان ماساة بعد أن يرتكب الابن «كيفين» جريمة لا تعرف كيف ارتكبها، وتتساءل إن كانت هى السبب فيما وصل إليه ابنها أم أنها طبيعته التى لم تكن تراها من قبل، ولكن كل هذا لا يمنع شعورها بالذنب تجاهه وأن لها يدا فى الحادث سواء كان ذلك بشكل مباشر أو غير مباشر.
وتعتبر رامساى التى تشارك فى كتابة السيناريو أيضا واحدة من المخرجات القلائل الذين يصنعون أفلاما طوال الوقت فى أذهانهم، فهى توجد نوعا من الأفلام التى إن لم تقدمها فلن تقدم أبدا.. هكذا قالت عنها بطلة العمل تيلدا سوينتون، وأيده النقاد ممن شاهد الفيلم حتى الآن والذى ما زال لم يبدأ عرضه جماهيرا وقد حدد له موعد 27 يناير 2012، وفى هذا الحوار الذى أجرته معها صحيفة الجارديان تحدثت رامساى عن المشاكل التى واجهتها فى الفيلم وعن رؤية النقاد له.
فى البداية فضلت رامساى التحدث عن أبطال العمل، قائلة: «لم تكن تيلدا هى اختيارى الأول للدور ولكن عند عرضه عليها أظهرت عاطفة وارتباط بالشخصية بشكل غير عادى، وهو ما جعلنى أشعر أنها الأفضل لأدائها، أيضا اختيار الطفل كيفين كان صعبا فقد شاهدت أكثر من خمسمائة طفل إلى أن وجدت عيزرا ميلر، فهو طفل ذكى وموهوب وشيئا نادرا أن تجتمع الصفتين فى شخصية واحدة خاصة الأطفال».
ثم ردت رامساى على بعض النقد الذى قيل عن فيلمها، وهو أنه فيلم يثير الجدل العنيف لعدم إنجاب الأطفال قائلة: «بعض الناس مرحين جدا، يجعلون مشاكلهم الخاصة تؤثر على رؤيتهم للأشياء لأن هذا النقد قيل من امرأتين من الجمهور وليس من عدد كبير من الجمهور أو النقاد». وأشارت رامساى إلى أن الرواية حملت الكثير من الأحداث لكيفن «فعل كيفين الكثير من الأشياء السيئة، ولم يكن هناك رد فعل من الآباء تجاه ذلك، فالأب بعيد والأم غير موجودة والابن يلعب بهما ضد بعضهما البعض طول الوقت، إنها مأساة أسرة تتحول إلى وضع رهيب متطرف».
وأوضحت رامساى أن تصوير الفيلم لم يأخذ وقتا طويلا «صورنا الفيلم فى ثلاثين يوما بأقل من سبعة ملايين دولار، ولكن تكلفة الفيلم الحقيقية كانت من أعصابنا».