تبدأ اليوم عروض المسابقة الرسمية لمهرجان كان السينمائى الدولى بعرض فيلمين لاثنتين من المخرجات الأربع المتنافسات على جائزة السعفة الذهبية لتكون البداية نسائية احتفالا بوجود أفلام من إخراج نسائى فى المهرجان وبهذا الكم للمرة الاولى فى تاريخ المهرجان الفيلم الأول هو الإنجليزى «نحن فى حاجة للتحدث عن كيفين». الذى يعيد المخرجة لينى رامساى للوقوف مرة أخرى خلف الكاميرا بعد ثمانى سنوات حيث إن آخر أعمالها الاخراجية كان فيلم «مورفيرن كولر» عام 2002 والذى فازت عنه بجائزتى فى مهرجان كان. وقصة فيلمها الجديد تدور حول سيدة تدعى ايفا تضع كل طموحاتها وآمالها ومستقبلها المهنى جانبا لترزق بابنها كيفين، ونرى من البداية إن علاقة الأم بابنها مختلفة منذ طفولته إلى ان يبلغ الخامسة عشرة، ويرتكب شيئا غير عقلانى ولا يمكن التسامح فيه من وجهة نظر المجتمع. فتتصارع ايفا للتغلب على مشاعرها الخاصة من حزن وإحساس بالمسئولية ويطرح الفيلم العديد من الأسئلة، هل أحبت بالفعل إيفا ابنها؟ وإلى أى حد كان ما فعله كيفين من خطاها.. وما مسئوليتها تجاه أفعاله؟ كل هذه الأسئلة يحاول الفيلم الإجابة عنها من خلال أفكار وتصرفات إيفا. كتبت رامساى سيناريو الفيلم بالمشاركة مع رورى ستيوارت كينيار، ويقوم بدور إيفا الممثلة تيدا سوينتون ودور كيفين عزرا ميلر، ويشارك فى البطولة جون سى ريلى. وقد صرحت رامساى بأنها سعيدة بعودتها إلى العمل مرة أخرى ومشاركتها فى مهرجان كان واختياره لفيلمها ليكون ضمن الأفلام المنافسة فى المهرجان قائلة: «اكتشفت أن صناعة السينما ليست فقط عمل ولكنها تصبح جزءا من حياتك كلها، أما عن كونى أعمل بالإخراج، وهو أمر غير شائع فى هذا التخصص السينمائى، حيث يحتله الرجال بشكل اكبر فلا أستطيع أن أجيب عن السؤال الذى يطرحه علىَّ الكثيرون، وهو كيف يبدو الأمر كونى مخرجة؟ ولا أستطيع الإجابة عنه لأننى لا أعلم ما الذى أضفته إلى الأفلام بصفتى امرأة وإن كان الأمر مختلفا مع المخرجين الرجال، ولكن أتمنى أن أقدم دائما ما يستحق المشاهدة ويضيف إلى تاريخى الفنى». الفيلم الثانى هو «الجمال النائم» وتشعر من لحظة قراءتك للعنوان أنك سترى قصة قريبة من القصة الخيالية، التى يعرفها الجميع عن الاميرة النائمة التى لا يقظها من نومها سوى قبلة الأمير، ولكن فى هذا الفيلم الذى تقدمه المخرجة الأسترالية جوليا لى الأمر يختلف تماما فهى تعبر عن الجمال النائم هنا بفتاة تدعى لوسى طالبة جامعية تعمل فى وظيفة لا تتطلب سوى النوم فى غرفة جميلة وعندما تستيقظ لا تتذكر بفعل المخدر ما حدث لها وكأن هذه الساعات لم تمر عليها والحقيقة أنها تمارس الدعارة مع رجال كبار فى السن يرغبون فى التجربة الجديدة والمختلفة مع فتاة صغيرة لا تشعر بشىء، ولكنها تعرف ما يحدث لها. ولهذا قال عنه النقاد لا تدع العنوان يخدعك لأنك بعد رؤية الفيلم تجد القصة ليس بها اى براءة وإنما هو فيلم ينقل صورة من صور الدعارة ولكن فى شكل جديد ومختلف. كتبت جوليا السيناريو ايضا، ويقوم بالبطولة ايملى براونينج وراتشل بلاكى وايوين ليسلى. ويعتبر هذا الفيلم هو التجربة الاخراجية الاولى لجوليا التى قالت: «أردت أن اقدم فيلما يستجيب له المشاهدون، ويتساءلون: هل فعلا شاهدت ذلك.. وهل فى الحقيقة أى فى عالمنا الواقعى يمكن أن يوجد أمر كهذا؟ وافضل ان يتعجبوا على ان يصدموا، أما بالنسبة لمشاركتى فى المهرجان فأنا أشعر بالامتنان لكونى جزءا من هذا المهرجان الذى طالما مثل حبى للسينما، وأعتز بأن فيلمى هو الفيلم الأسترالى الوحيد فى المسابقة الرسمية». ومن الجدير بالذكر أن الفيلم به العديد من المشاهد الساخنة، والتى ربما ستثير انتقاد البعض وينتظر ردود الأفعال، والتى ربما تظهر فى المؤتمر الصحفى بعد عرض الفيلم اليوم.