رحل عام 2008 ولا يزال الإنترنت - الذي يسبح في فضاءه أكثر من مليار ونصف المليار نسمة – يتغير ويتطور ليثري عالم الإقتصاد والسياسة والثقافة والحياة اليومية لكل أهل الأرض. عامٌ مليء بالأحداث في عالم الإنترنت، نستعرض منها بعض اللقطات. ياهوو ومايكروسوفت.. رقص الأفيال شهد 2008 سجالاً درامياً بين عملاقي الإنترنت "ياهوو" و"مايكروسوفت". فبعد أن رفضت ياهوو عرضاً من مايكروسوفت لشراءها بمبلغ 44،6 مليار دولار، عادت ياهوو لتتمنى لو كانت قد وافقت ، خصوصاً بعد التعثر الكبير الذي لم تشهده ياهوو منذ سنوات. وبعد انسحاب سريع لجووجل من اتفاقية شراكة مع ياهوو ، عادت مايكروسوفت لتعلن أنها مهتمة فقط بشراء الجزء الخاص بمحرك ياهوو للبحث ، الشيء الذي رفضته الأخيرة بالطبع لأنه سيحرمها من أكبر مميزاتها ويهدد مستقبلها. ياهوو حالياً تبحث عن رئيس جديد لها بعد أن أعلن الرئيس الحالي جيري يانج عن تركه منصبه بمجرد العثور على رئيس جديد ، على أمل أن يتمكن خليفته من إنقاذ عملاق الإنترنت من كبوته. الشبكات الإجتماعية تزدهر في 2008 لا تزال الشبكات الإجتماعية وعلى رأسها "فيس بوك" و"ماي سبيس" تحقق نجاحات كبيرة في 2008، حيث وصل مثلاً عدد الأعضاء المسجلين في فيس بوك إلى حوالي 140 مليون مستخدم مُسجّل ، قد يصلوا إلى 200 مليون مستخدم بحلول مارس القادم ، بمعدلات تصل إلى 7 مستخدمين جدد كل ثانية. يأتي هذا رغم تهديدات أمنية عانت منها الشبكات الإجتماعية مثل إجتياح بعض الفيروسات لها مؤخراً ، إلا أن الخدمات الإجتماعية على الإنترنت في زيادة كبيرة ويكاد لا يخلو منها موقع ، مثل برامج إدارة المحتوى الإجتماعية والمحادثات بكل أشكالها وصورها وخدمات تبادل الصور وملفات الفيديو وبالطبع التدوين. إنه نجاح مرشح بقوة للاستمرار في 2009. تويتر.. (زقزقة) يسمعها العالم شهد عام 2008 بعض التراجع لمعدلات التدوين التقليدي، بينما شهد نمواً ملفتاً لخدمات التدوين (شديد الصغر) ، بقيادة موقع "تويتر" أو "المغرد" والذي يتيح لأعضاءه تدوين رسائل لا يتعدى طولها 140 حرفاً ، يذكر فيها المستخدم لأصدقاءه ما يفعله أو شيء رآه أو حدث له، إلخ. وهي الرسائل التي أصبح الصحفيون في الغرب يتابعونها عن كثب بعد أن أعطتهم أخباراً قيّمة أثناء هجمات مومباي الأخيرة وغيرها من الأحداث ، أو مثل ذلك الرجل الذي كتب لأصدقاءه عن طريق تويتر بعد نجاته من حادث طائرة بلحظات. تويتر يحقق زيادة في عدد مستخدميه المسجلين بنسبة تصل إلى 10,000 مستخدم جديد يومياً، ويسعى بجدية لتحقيق مكاسب مادية في 2009 تتناسب مع هذا النمو. عام انقطاع الكابلات بدأ عام 2008 بقطعين في كابلات للإنترنت في البحر المتوسط والخليج العربي ، أثرا على مستخدمي الإنترنت في مصر ودول أخرى عديدة. ولم يُعرف وقتها سبباً واضحاً لهذا القطع ، وسط شكوك حول تخريب متعمد أو سفن عابرة أو هزات أرضية.