يري تيري يانج عضو مجلس إدارة ياهوو وأحد مؤسسيها أن شركة الانترنت الشهيرة تمر بمرحلة تحول وأن كل أعضاء مجلس الإدارة يساندون تيري سيميل رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي للشركة فيما يفعله. ومن جانبه يقول ميج وايتمان رئيس شركة التجارة الالكترونية إيباي التي تشارك ياهوو إعلانيا أن سيميل يبذل جهودا مثيرة للإعجاب وأنه محبوب جدا في ياهوو وله كثير من الأنصار ذوي النفوذ الذين قد يحتاج إلي تأييدهم في الوقت الراهن. وتذكر مجلة "الإيكونوميست" أن سيميل أمضي حتي الاَن 6 سنوات في قيادة ياهوو التي قدم إليها من هوليوود في مايو 2001 حيث كان رئيسا لشركة الاستديوهات وارنر برازرز، وقد كانت بدايته رائعة في ياهوو حيث حول الخسارة إلي مكسب، وساعده علي ذلك أن سوق إعلانات الانترنت كان قد بدأ في التعافي من اَثار أزمة انهيار شركات التكنولوجيا.. ولكن سيميل فوجيء بعد ذلك بالصعود السريع لشركة الانترنت المنافسة جوجل التي تسيطر حاليا علي سوق استكشاف الانترنت وسوق الإعلانات أيضا تاركة ياهوو خلفها بمسافة بعيدة ولذلك فإن مصير سيميل صار معلقا بقدرته علي الوقوف في وجه هذا المنافس الشرس. ويتزايد اعتقاد خبراء وول ستريت أن ياهوو لن تستطيع وحدها اللحاق بجوجل، ومن هنا فإن عليها إما أن تندمج مع شركة أخري مناسبة مثل إيباي أو أن تبيع نفسها بأعلي سعر ممكن لشركة البرمجيات العملاقة مايكروسوفت التي تعاني هي الأخري من فشل مشروعها علي الانترنت MSU. وتجدر الإشارة إلي أن المفاوضات المتقطعة تجري بين مايكروسوفت وياهوو حول هذا الأمر منذ نحو عام.. وهذا الاندماج بين الاثنين يستند إلي خلفية منطقية حيث إن مايكروسوفت سبق أن اعتمدت علي تكنولوجيا الاستكشاف والإعلانات الخاصة بياهوو قبل أن تصنع تكنولوجياتها الخاصة ولذلك فإن التكامل الفني بين الاثنين أسهل.. وبجانب ذلك فإن عدد مستخدمي البريد الالكتروني والرسائل الفورية عن طريق MSN وياهوو معا أكثر من نظرائهم لدي جوجل.. ومع ذلك فإن إحداث تجانس بين MSN وياهوو يحتاج إلي عام كامل علي الأقل قد تستغله جوجل في التفوق عليهما أكثر وأكثر. وعلي جانب اَخر فإن بيع ياهوو لمايكروسوفت قد يحرم سيميل 64 عاما من مكافأة تقاعد سخية يتطلع إليها.. والطريف أننا لو رجعنا بالذاكرة إلي عام 2002 سنجد أن سيميل فكر في شراء جوجل التي كانت شركة ناشئة حينذاك لا تزيد قيمتها السوقية علي 9 مليارات دولار، أما الاَن فإن القيمة السوقية لجوجل تناهز ال 145 مليار دولار أي 3 أضعاف قيمة ياهوو السوقية ولكن سيميل اَنذاك اشتري أداة الاستكشاف إنكتومي وشركة الإعلان أوفيرتشر ولم يحسن استخدامهما. وتقول مجلة "الإيكونوميست" إن سيميل حاول أن يجعل من ياهوو شركة ميديا من نوع جديد وأقام شركة خاصة من أجل إنتاج المحتوي وأوكل قيادتها إلي لويد براون أحد رجاله عندما كان في هوليوود. وقد ثبت أن هذا كله كان قراءة خاطئة لمستقبل الاستثمار في الانترنت وعمد إلي تصحيح موقفه وقام في الشتاء الماضي بتصفية شركة المحتوي لاجئا إلي المحتوي الذي يصنعه المستخدمون للانترنت. وخلال تلك السنوات كانت جوجل تناور عليه بمهارة سواء تكنولوجيا أو استراتيجيا، فبينما كان سيميل يفاوض تام وارنر علي شراء ذراعها الالكترونية أمريكا أون لاين AOL سبقته جوجل بشراء حصة في AOL لحرمانه من النجاح في شرائها.. وعندما حاول شراء شركة الانترنت يوتيوب You Tube قامت جوجل بشرائها بدلا منه والأمثلة علي ذلك كثيرة حيث كانت جوجل تتحرك بخفة الفهد من أجل اقتناص أية فريسة يسعي سيميل إلي اصطيادها لمساعدته علي تطوير ياهوو. ولم يتبق أمام سيميل سوي أن يقنع بما هو متاح لا بما هو أصلح لشركته.. وقد قام سيميل في ابريل الماضي بشراء شركة الإعلانات دوبل كليك التي تعمل في مجال إعلانات البث.. أما في مجال إعلانات البحث التي تعد نقطة الضعف الرئيسية لدي ياهوو فقد قام سيميل بإطلاق نظام جديد تحت اسم باناما الذي يعد أمل الشركة في زيادة الإيرادات زيادة كبيرة. والاَن يتساءل حملة الأسهم وأعضاء مجلس إدارة ياهوو: هل هذا يكفي؟ ويرد سيميل وأنصاره بأنهم يجب أن يتعادلوا مع جوجل أولا قبل أن يقفزوا ليسبقوها خصوصا أن جوجل مشهورة بابتكاراتها المتنوعة التي لا تتوقف.. ولكن مهندسي وادي السيليكون لهم رأي مختلف، فهم يرون أن سيميل غريب علي صناعة الانترنت بل والالكترونيات بصفة عامة فهو أمضي معظم حياته العملية في هوليوود ونجح فيها ولكنه غير مؤهل للعمل بنجاح في شركة كبري للانترنت مثل ياهوو.. ويذكر رجال وادي السيليكون أن قادة جوجل علماء كمبيوتر بارزون ومؤسس مايكروسوفت هو بيل جيتس مهندس البرمجيات الذي لا يشق له غبار.. صحيح أن سيميل قد تعلم الكثير منذ توليه قيادة ياهوو قبل 6 سنوات ولكن أحد خبراء إعلانات الانترنت الذين يتعاملون معه يري أنه لا تزال تنقصه خبرة التعامل مع الابتكارات والمبتكرين.. وهكذا تتعالي الأصوات التي تعتبر سيميل السبب الرئيسي لمشكلة ياهوو وتطالب بعزله.