حققت شركة "جوجل" العالمية للبحث علي الانترنت 5 مليارات دولار لأرباح التشغيل في الربع الأول مقابل 3 مليارات دولار لمنافستها "ياهوو". وكانت "جوجل" قد أعلنت مؤخرا عزمها شراء شركة "دوبل كليك" مقابل 1.3 مليار دولار وهي أكبر شركة لإعلانات الانترنت التي يدفع فيها المعلن عند كل مرة يظهر فيها إعلانه.. ورغم أن هذه الشريحة هي أصغر شرائح إعلانات الانترنت فإنها الأسرع نموا. وبعد يوم واحد عقدت "جوجل" صفقة أخري مع "راديو كلير تشانيل" التي تضم 675 محطة إذاعة تسمح لها بأن تبيع جزءا من حصتها في وقت البث إلي المعلنين علي مواقع شبكة "جوجل". وكانت "جوجل" قد أعلنت في بداية ابريل عزمها بث إعلاناتها عبر شاشات شركة "إيكو ستار" التي تضم 125 قناة تليفزيونية فضائية.. وهي بالمناسبة شركة أمريكية.. كما أعلنت أنها تسعي للإعلان حتي في الصحف الورقية التقليدية.. وبهذا الجهد المركب يمكن القول بأن "جوجل" تسعي للسيطرة ليس علي إعلانات الانترنت وحدها وإنما علي سوق الإعلان كله بمختلف أجزائه الرئيسية. وبهذه التحركات النشطة فإن "جوجل" تضيق الخناق علي "ياهوو" التي أعلن رئيسها تيري سيميل منذ أيام أنها لاتزال الشركة القائدة في شريحة إعلانات العرض التي يدفع فيها المعلن عند كل مرة يعرض فيها إعلانه. ويري سيميل إن نجاح "جوجل" في شراء "دوبل كليك" يعطي أهمية لاستراتيجيته في التركيز علي إعلانات العرض ولكننا يجب ألا ننسي أن "ياهوو" مع كل من "مايكروسوفت" و"تايم وارنر" كانت جميعا تسعي لشراء "دوبل كليك" ولهذا نستطيع القول بأن فوز "جوجل" بها هزيمة استراتيجية جديدة لسيميل. لقد كان سيميل يأمل نتيجة أفضل فهو لم يكن يناوئ "جوجل" في شريحة إعلانات العرض فحسب وإنما كان أيضا يريد أن يهاجمها في شريحة إعلانات البحث المدفوع، ونحن نعرف أن ياهوو كانت تضع الإعلانات علي صفحات البحث الخاصة بها وتحصل ثمن الإعلان حسب عدد مرات البحث عن مصطلح محدد متفق عليه، أما "جوجل" فتحصل ثمن الإعلان مع كل ضغطة ماوس ولذلك كانت إيرادات "جوجل" أكبر. وفي فبراير الماضي وضعت "جوجل" نظاما جديدا للمحاسبة علي إعلانات "البحث المدفوع" أسمته باناما Panama ولكن تأثير هذا النظام الجديد علي زيادة الإيرادات لم يظهر بعد لدي "ياهوو" التي أعلنت أخيرا أن أرباحها عن الربع الأول من العام الحالي قد هبطت بنسبة 11% عما كانت عليه في الربع الأول من العام السابق وذلك علي عكس ما كان يتوقعه خبراء وول ستريت.. وإن كان هناك من يري أن باناما سوف يؤتي ثماره الإيجابية اعتبارا من الربع الثاني من العام الحالي وفي مقدمتهم سوزان ديكر مساعدة سيميل بينما يقول البعض إن باناما سيحمي "ياهوو" فقط من التقهقر ولكنه لن يمكنها من التفوق علي "جوجل" في الإيرادات. وتقول "الإيكونوميست" إن أحد خطوط دفاع سيميل في صراعه مع "جوجل" هو استثمار مخاوف قادة شركات الميديا التقليدية منها لأجل بناء تحالف مهمته احتواء هذا العدو المشترك.. ففي مارس الماضي وقعت كل من "ياهوو" وAOL وMSN اتفاق شراكة جديدا مع كل من NBC ونيوز كوربوريشان التي يملكها روبرت ميردوخ.. وهدف هذا الاتفاق هو إقامة مشروع مشترك لبث الفيديو عبر الانترنت لمنافسة يوتيوب التي تملكها "جوجل". ومنذ أيام مددت "ياهوو" تحالفها الإعلاني مع "فياكوم" كما أعلنت صفقة مع مجموعة من ناشري الصحف الورقية لبث محتوي هذه الصحف عبر شبكة "ياهوو" ووضع إعلانات "ياهوو" علي المواقع الالكترونية للصحف ذاتها. وإذا كان هذا هو حال "ياهوو" فإن الوضع أسوأ بالنسبة لشبكة MSN التي تملكها مايكروسوفت كما هو معروف.. وتقدر سارة فريار خبيرة جولدمان ساكس أن أرباح التشغيل في "جوجل" ستتجاوز ال 5 مليارات دولار هذا العام بزيادة 36% وأن هذا المعدل للزيادة سيستمر للسنوات الثلاث القادمة، أما "ياهوو" فإن أرباح التشغيل فيها لن تتجاوز ال 3 مليارات دولار بزيادة 20% فقط في حين أن MSN سوف تخسر ملياري دولار وسوف تزيد خسائرها علي ذلك في العامين القادمين. وما يعد كابوسا بالنسبة لمايكروسوفت هو أن "جوجل" سوف تنافسها في بيع البرمجيات عبر الانترنت، ومعروف أن البرمجيات هي مصدر الإيرادات الأول لمايكروسوفت ولذلك لم يكن مصادفة أن مايكروسوفت تتهم "جوجل" بالاحتكار منذ نجاحها في شراء "دوبل كليك"، وحتي الاَن لا يبدو أن هناك من يصغي لمثل هذه التهم في حق "جوجل" لأنها في الحقيقة تعمل في حقل مفتوح يتعذر احتكاره.