هاجم العاملون بوزارة الصحة، استمرار سياسة الرشاوى في التعامل مع الصحفيين، وهو النظام الذي كان معمولاً به قبل الثورة، وكان يكلف خزانة الدولة 4 ملايين جنيه في بند واحد فقط، واستمرارًا للرشاوى يسافر وفد إعلامي على نفقة الوزارة للحج من أموال المرضى، إضافة لعمل بعضهم في قناة الصحة التابعة للوزارة.
وطالب البيان –الذي حصلت "بوابة الشروق" على نسخة منه، نقابة الصحفيين المصرية والمرشحين في انتخاباتها –إذا كانوا صادقين- حماية المهنة، قائلاً: "لا زالت العلاقة القديمة بين الصحافة والمؤسسات الحكومية تدور في فلك تسبح خارج نطاق الثورة، فبعد عهود من الابتزاز المتبادل والتوازنات التي كانت تأتي دومًا على حساب المواطن وهمومه، يعيد القائمون على الإعلام في وزارة الصحة إنتاج نفس العلاقات القديمة.. فبعد فشل المحاولات المتتالية لعودة الإعلان الشهري والذي كان يكلف الوزارة 4 مليون جنيه سنويًا، هناك الآن ثمة ترضيات لبعض الصحفيين للعمل كمعدين ومذيعات في قناة "صحتي"، -التي بالكاد تدفع رواتب موظفيها-". وأضاف البيان، "كما انتدب بعضهم للعمل كعضو مجلس إدارة في التشكيل السابق للثورة مباشرة، ثم كانت الترضية الأخرى والطامة الكبرى هي اختيار مجموعة منهم للسفر على نفقة وزارة الصحة لتغطية مناسك الحج لهذا العام الأول بعد الثورة، الثورة التي كسرت الأصنام التي لا نعتقد أن هؤلاء سيجدونها عند أستار الكعبة ليتوسلوا إليها".
وأثار البيان عددًا من الأسئلة، من قبيل: "أليس من الأفضل أن تذهب أموال ونفحات وزارة الصحة لأبنائها؟، لماذا يتم قصر التغطية الصحفية على جريدتين فقط؟، فالوزارة تمتلك من الأدوات البشرية والتقنية ما يمكنها من توزيع بيان يومي عن مجمل نشاط بعثة الحج على جميع الصحف والمواقع الإلكترونية المصرية؟، ألا يعلم القائمون على أمر الإعلام أن هذا التصرف يثير حافظة وغضب العاملين المقهورين بالوزارة؟، ألا يعلم القائمون على أموال الشعب أن هذه الأموال ستذهب هباءً، لأن هذا النوع من الحج معروف أنه للمجاملات؟، هل من العدل أن يسافر محمد حلمي مندوب التليفزيون المصري للمرة الخامسة على نفقة وزارة لا يعمل بها؟، في حين أن الدكتور حاتم الجبلي- وزير الصحة الأسبق، عندما غضب عليه منعه في العام الماضي؟".
كذلك فمن المعروف لدى الجميع، بمن فيهم السادة الموكلين بأمر الإعلام، أن هناك بعثة رسمية للدولة المصرية تقوم بتغطية كافة مناسك الحج؟، وأن هذه الأمور التي كانت تفتعل في الماضي ليست إلا مجاملات بهدف كسب ود الصحافة، وليس لها مردود فعلي.
ونوه البيان إلى تذكير القائمين على وزارة الصحة، "بأن من الصحفيين من كان ينتفع من عبد الرحمن شاهين، ثم انقلب عليه وهاجمه، ومنهم من كان في بعثة العام الماضي".
واختتم البيان، "إن العاملين بوزارة الصحة يهيبون بالسادة المسئولين أن يعوا الدرس جيدًا، الشرعية الآن لم تعد في التلميع الإعلامي وتصدر المنشتات ومقالات الرياء، إنما هي الآن في يد الشعب، وفى رضاء العاملين البسطاء الذين أصبح لهم صوتًا في بلد طالما غرق في صمته، ويدركون أن من جعلت الثورة حدًا أقصى لاستقطاعاتهم من المال العام وحدًا أقصى لسلطانهم ونفوذهم أنهم لا يحبونها، ويعتبرون شبابها رعاعًا وغوغاء".