شهدت الساعات التى سبقت مباراة المنتخب الوطنى مساء الأحد أمام نظيره الجزائرى فى الجولة الثانية للتصفيات القارية المؤهلة لنهائيات كأس العالم القادمة فى جنوب أفريقيا العديد من المفارقات. قضت بعثة المنتخب ليله عصيبة ما بين محاربة التسمم الغذائى الذى أصاب كلا من حسن شحاتة المدير الفنى وحمادة صدقى مساعد المدرب وأحمد عبدالغنى مهاجم الفريق بعد تناولهم للعشاء ليلة وصولهم إلى الجزائر، وهو ما حرم الثلاثى من حضور التدريب الرئيسى ليلة المباراة بسبب ارتفاع درجات حرارتهم بشدة وزاد القلق عليهم بعد تدهور حالتهم وهو ما جعل أحمد ماجد طبيب المنتخب يسهر بجوارهم طوال الليل حتى تحسنت حالة شحاتة وعبدالغنى واستمر حمادة صدقى حتى قبل المباراة بساعات. وقد أدت التلميحات التى خرجت من بعض وسائل الإعلام المصرية ورددها بعض مقدمى البرامج من تعرض المنتخب الوطنى لمؤامرة وتناوله لوجبة غذائية فاسدة قدمها له الجزائريون إلى إشعال نار الفتنة بين المسئولين فى المعسكرين. ورفض المسئولون الجزائريون كل التلميحات التى تخرج من بعض وسائل الإعلام الجزائرية وأكد محمد روراوة رئيس الاتحاد الجزائرى أنه اطمأن بنفسه على حالة البعثة فور سماعه الأخبار وأن ما يتردد فى هذا الأمر سخافات من شأنها أن تزيد نار التعصب الأعمى بين البلدين مؤكدا أن إدارة الفندق الجزائرى قدمت نفس الوجبة لبعثة المنتخب بالكامل وعددها 40 شخصا فلماذا أصيب الثلاثى فقط إذا كان ما يتردد عن وجود تسمم فى تلك الوجبة الغذائية وأكد رئيس الاتحاد الجزائرى أن المباراة بين مصر والجزائر تتم بروح رياضية بعيدا عن جو المؤامرات التى يتم التحدث عنها. وأكد سمير زاهر فى تصريحات خاصة ل«الشروق» أن مجرد التلميح إلى تعرض البعثة المصرية للتسمم من قبل الجزائريين أمر غير مقبول على الإطلاق وأن الحديث فى هذا الأمر تم من أشخاص غير مسئولين مؤكدا أنه تابع التشخيص الطبى للثلاثى وأن حمادة صدقى وأحمد عبدالغنى إصابتهما عبارة عن نزلة برد شديدة أدت إلى الارتفاع فى درجات الحرارة وأن المسئولين فى الجزائر يقومون بدورهم على أكمل وجه والجميع يلقى الترحيب من المسئولين الجزائريين. واتفق شوقى غريب المدرب العام مع كلام رئيس الاتحاد وأشار إلى أن نفس الحالة التى أصابت شحاتة وصدقى وعبدالغنى تعرض لها وائل جمعة أثناء معسكر عمان فهل قام العمانيون بتسميم المنتخب المصرى. وأكد أن جميع البعثة أكلت نفس الوجبات فى الفندق فلماذا أصيب هذا الثلاثى فقط؟، مؤكدا أن ما يلقاه المنتخب المصرى من المسئولين الجزائريين أمر أكثر من رائع ومن غير المعقول إلصاق التهم بالجانب الجزائرى بهذا الشكل. ومن ناحية أخرى تسببت الجماهير الجزائرية فى تحديد إقامة المنتخب المصرى داخل الفندق بعد أن تحول الشارع المقابل لفندق المنتخب والإعلاميين إلى ساحة للاحتفالات الصاخبة من الجماهير الجزائرية التى مارست كل أنواع التشجيع وأشعلت الشماريخ والصواريخ النارية وحملت أعلام الجزائر وطافت بسياراتها أمام فندق المنتخب واستمرت عملية التشجيع لساعات طويلة من الليل الأمر الذى دفع الشرطة الجزائرية لتفريقهم لكن دون جدوى حتى الساعات الأولى من صباح يوم المباراة وغادرت الجماهير المكان. ولم يختلف الحال فى باقى أنحاء الجزائر خصوصا منطقة بليدة التى اكتظت شوارعها بالسيارات التى امتلأت بالجماهير حاملة الأعلام الجزائرية للهتاف للمنتخب الجزائرى ومطالبة سعدان بالنصر وهو ما دفع الشرطة الجزائرية إلى مطالبة بعثة المنتخب والبعثة الإعلامية بعدم مغادرة الفندق حرصا على سلامتهم وقد علق المسئولون فى الاتحاد الجزائرى بأن ما يقوم به الجمهور الجزائرى قبل المباراة هو شىء عادى تمارسه الجماهير قبل المباريات المهمة فى الدورى المحلى ولم يقصد بها إرهاب المنتخب المصرى. أما على الجانب الفنى فقد شهدت الساعات التى سبقت المباراة اشتعال حرب التصريحات والمناورات بين حسن شحاتة المدير الفنى للمنتخب المصرى ورابح سعدان المدير الفنى للمنتخب الجزائرى. حيث أكد حسن شحاتة أنه يعد مفاجأة لرابح سعدان فى المباراة وأن خبرة وحنكة لاعبى المنتخب الوطنى قادرة على حسم المباراة وناور شحاتة كعادته فى إعلان التشكيل الذى سيخوض المباراة. وأكد أنه سيعلن التشكيل قبل المباراة بساعات قليلة وحذر من دخول جواسيس من المنتخب الجزائرى وأعطى تعليمات مشددة للأمن بمنع دخول الكاميرات إلى تدريبات المنتخب كما حرص أثناء التقسيمة بعمل عدد من التغييرات كنوع من المناورة للجانب الجزائرى وأكد أنه ليس لديه دخل بما يقال داخل المعسكر الجزائرى من إصابة بعض اللاعبين كنوع من الحركات التى تهدف إلى تراخى اللاعبين المصريين وهذا لن يحدث بينما رفض رابح سعدان دخول أى إعلامى إلى معسكر المنتخب الجزائرى سواء المصريين أو الجزائريين. وأكد فى تصريحات صحفية أن هذا الإجراء يعد نوعا من الحرص من جانبه على عدم إطلاع المنافس المصرى على استعدادات المنتخب الجزائرى للمباراة وأكد أن ما يشاع داخل المنتخب المصرى عن إصابة محمد زيدان نجم الفريق وبروسيا دورتموند الألمانى غير صحيح لأنه يعلم أن زيدان سليم وسيبدأ المباراة.