استنكرت الجمعية الوطنية للتغيير، اليوم السبت، الأحداث التي وقعت خلال فعاليات جمعة "توحيد الصف"، أمس الجمعة، التي وصفتها بأنها "جمعة هدم الثورة"، داعية الشعب المصري إلى الانتباه إلى ما وصفته بالمخطط الذي يرمي إلى إعادة العجلة إلى الوراء واستبدال ديكتاتورية النظام السابق بأخرى تتبع للتيارات المحافظة. وذكرت الجمعية، في بيان لها اليوم السبت، إن تلك التيارات المحافظة لا تمتلك أي مشروع لبناء دولة حديثة، وليس لديها ما تقدمه للشعب المصري الذي علق آمالا عريضة على الثورة في أن تحقق له الحرية والعدالة والكفاية. وأوضح البيان أن المصريين جميعا تابعوا ما جرى في ميدان التحرير وغيره من الميادين المصرية خلال فعاليات جمعة 29 يوليو من خروج على "التوافق الوطني"، والعمل على ما وصفته بانحراف الثورة عن مسارها الصحيح الذي قام حول شعار "عيش.. حرية.. كرامة إنسانية"، ومحاولة تصوير الأمر وكأن هناك حربا على الإسلام، أو أن هناك خلافا حول أصالة هذا الدين في تكوين الهوية والشخصية المصرية. وأضاف البيان، أن القوى المنغلقة والمتطرفة وبعض عملاء أمن الدولة في النظام السابق وبقايا الإرهابيين الذين تورطوا في سفك دماء المصريين الأبرياء قبل سنين يستغلون التدين الفطري لشعبنا، في محاولة تصوير القوى التي أطلقت الثورة وحررت "الوهابيين" وغيرهم من السجون وكأنهم يعملون ضد الإسلام، من خلال مطالبتهم بالحرية والقضاء على الفقر والبطالة وبناء الدولة الديمقراطية العادلة الأبية. وأشارت الجمعية الوطنية للتغيير، في بيانها، إلى أن الذين احتشدوا في الميادين وخانوا الاتفاقات التي أبرمتها معهم القوى الوطنية من أجل الاحتفاظ بروح التوحد والإخلاص لمصر، إنما ضربوا الثورة في مقتل، ورسموا صورة للعالم تخدم الفزاعة التي كان يعيش عليها نظام مبارك. وأكد البيان أن هذا الموقف من جانب التيارات الإسلامية سيجعل قوى خارجية تتكتل لهدم ثورتنا، ويعطي في الوقت نفسه لأتباع الثورة المضادة فرصة للقضاء على الثورة، بدعوى أنها ستستبدل نظام مبارك بقوى سياسية لا تؤمن بالوطنية المصرية ولا ترى إلا مصالحها الضيقة وتنتمي إلى دول وثقافات ومصالح لا تخدم مسيرة الوطن، بدليل رفع أعلام دول وميليشيات وإمارات إرهابية في ميدان التحرير.