فيما تعتزم الولاياتالمتحدة تغيير سياستها بالتواصل مباشرة مع جماعة الإخوان المسلمين، أبقت السلطات الروسية الجماعة على قائمة المنظمات الإرهابية رغم صعود الحركة سياسيا بعد الثورات العربية؛ وهو ما أرجعه خبراء إلى البيروقراطية الروسية التى لا تتماشى مع سرعة التغيرات فى العالم، بينما أشار آخرون إلى مخاوف روسية من وصول الاسلاميين للحكم مما يهدد المصالح الروسية، بحسب صحيفة «روسيسكايا جازيتا» الروسية. وكانت أجهزة الأمن فى روسيا قد نشرت قائمة المنظمات الإرهابية للمرة الأولى فى عام 2003، وضمت منذ البداية «الإخوان المسلمين»، وهو الوضع الذى استمر مع إعلان أحدث نسخة من القائمة فى وقت سابق من الشهر الحالى. وقالت مصادر روسية مطلعة للصحيفة مؤخرا إن وضع جماعة الإخوان المسلمين على هذه القائمة جاء بسبب «علاقاتها بالانفصاليين الشيشان فى تسعينيات القرن الماضى». وأرجع خبراء روس استمرار الجماعة على القائمة إلى «الآلة البيروقراطية الروسية الشهيرة التى تعمل ببطء شديد. وقالت الصحفية الروسية يلينا سوبوتينا إنه كان بالإمكان شطب الإخوان من القائمة على أساس أن العديد من الدبلوماسيين ورجال الأمن الروس على قناعة الآن بأنه لا توجد لهم علاقة بالانفصاليين الشيشان، غير أن الأمر يتطلب على ما يبدو قرارا سياسيا لم ينضج بعد، رغم أن الإخوان يشاركون بنشاط فى العملية السياسية بمصر والعديد من الدول العربية الأخرى. من جهة أخرى، رأى مراقبون أن عدم شطب «الإخوان» من قائمة الإرهاب ربما يعود إلى هواجس القيادة الروسية من احتمال وصول الإسلاميين إلى السلطة فى مصر، مشيرين إلى أن الرئيس الروسى ديميترى ميدفيديف عبر منذ اللحظة الأولى لثورة 25 يناير عن مخاوفه من وصول من سماهم بالمتطرفين إلى السلطة، معتبرا أن هذا «سيؤثر بصورة مباشرة على روسيا».