استيقظت روسيا بعد سبات اعياد راس السنة الجديدة الذي يطول رسميا لمدة عشرة ايام مع مطلع كل عام . وعادت الصحف الى الصدور وهي التي وعلى غير تقاليد الصحافة العالمية تحتجب ايضا خلال الاعياد الرسمية وايام العطلات الاسبوعية في الوقت الذي تتصدر صفحاتها الاولى عبارة " الثمن حسب الاتفاق " اي ان سعر الصحيفة يخضع لزمان ومكان توزيعها وربما احيانا لمزاج بائعها !!!. بداية العام الجديد شهدت العديد من المفاجآت التي كان منها ما اشارت اليه الصحيفة الرسمية للدولة " روسيسكايا جازيتا" اي " الجريدة الروسية " حول الغاء زيارة الرئيس دميتري ميدفيديف لاسرائيل والتي كان مقررا ان يقوم بها في السابع عشر من يناير الجاري . الجريدة الروسية اعادت طرح ما اعلنه الكرملين حول ان اضراب العاملين في الخارجية الاسرائيلية يحول دون اتمام اول زيارة لميدفيديف لاسرائيل وهو ما ابلغه الرئيس الاسرائيلي شيمون بيريز لنظيره الروسي ميدفيديف في اتصال تليفوني قبيل نهاية العام الماضي. الصحيفة الروسية اشارت الى اعتذار بيريز وقبول ميدفيديف لهذا الاتذار معربا عن امله في الا يؤثر ذلك على العلاقات الثنائية وعلى الجهود الرامية الى تحقيق التسوية السلمية في الشرق الاوسط وان كشفت ايضا عن احتمالات الغاء زيارة ميدفيديف لرام الله والتي كانت مصادر الكرملين اعلنت انها ستتم في موعدها مع زيارة الرئيس الروسي للاردن في موعدها خلال يناير الجاري . اما صحيفة " كوميرسانت " وهي اقدم الصحف الروسية التي عادت الى الصدور في عام 1992 بعد فترة توقف اعقبت ثورة اكتوبر الاشتراكية في عام 1917 فقد بدت اكثر اهتماما بقضية الاحكام التي صدرت مع نهاية العام الماضي بحق الملياردير اليهودي الروسي ميخائيل خودوركوفسكي صاحب مؤسسة يوكوس النفطية ونائبه بلاتون ليبيديف لمدة 14 عاما وردود الافعال من جانب الدوائر الغربية التي تتوعد روسيا بالثبور وعظائم الامور . الصحيفة استعرضت مواقف ممثلي الاتحاد الاوروبي واعلانهم حول احتمالات اعادة النظر في الشراكة الاستراتيجية مع روسيا وبحث معاقبة كل من شارك بشكل مباشر او غير مباشر في استصدار مثل هذا الحكم من الرسميين في روسيا وهو موقف يبدو مشابها لما اشارت اليه صحيفة " فيدومستي " التي تعني بقضايا المال والاعمال وتصدر بالتعاون مع " فاينانشال تايمز " البريطانية . ونتحول الى القضايا العربية التي تناولتها الصحيفة المستقلة " نيزافيسيمايا جازيتا " التي احتفلت في ديسمبر الماضي بالذكرى العشرين لتاسيسها قبيل انهيار الاتحاد السوفييتي السابق . من هذه القضايا تناولت الصحيفة ما جرى من تطورات دموية في كل من تونس والجزائر عزتها الصحيفة الى غياب الحريات وانتهاك حقوق الانسان في هاتين الدولتين وإن قالت انها من المستبعد ان تسفر عن الاطاحة بالنظامين الحاكمين هناك . واوردت تقديرات بعض الخبراء في شأن المغرب العربي حول صعوبة تدخل الدوائر الاوروبية الى جانب المعارضة في هذين البلدين خشية ان يؤدى ذلك الى وصول القوى الاسلامية الى سدة السلطة هناك . ومن صحيفة " ازفيستيا " احدى اقدم الصحف السوفيتية والروسية والتي يعود تاريخ صدورها الى عام 1917 تاريخ اندلاع ثورة اكتوبر الاشتراكية نختار ما اوردته تحت عنوان " كذب المنجمون ولو صدقوا " . قالت الصحيفة ان الخبراء عادة ما يستهلون العام الجديد بالاشارة الى توقعاتهم حول نسبة النمو وحجم التضخم واهم الاحداث المنتظرة مؤكدة ان كل ما يجهد فيه المراقبون والخبراء انفسهم لا يأتي بالنتيجة المرضية . واشارت الى انه ما من احد توقع ما لحق بالدولة الروسية من ازمات مالية في عام 2008 . واستعرضت الصحيفة بعضا مما لحق بالبلاد من كوارث وازمات مع مطلع هذا العام ومنها الشلل الذي اصاب حركة المطارات بسبب هطول الثلوج وانقطاع التيار الكهربائي ومحاصرة الجليد للعديد من السفن في الشرق الاقصى وظهور مشكلة كاسحات الجليد التي اتضح ان معظمها لم تكن جاهزة للمشاركة في تخليص السفن المنكوبة في الوقت الذي كشفت فيه ان كثيرا من كاسحات الجليد العملاقة جرت خصخصتها وغدت غير تابعة لوزارة النقل الروسية وما قالت انه يدعو الى التساؤل حول مدى احتمالات تاثير ذلك على مصالح الامن القومي للدولة الروسية .