لم يجد مدير صندوق النقد الدولي "دومينيك شتراوس كان"، أفضل من القضاء لوقف ما وصفه بالحملة التي تستهدف تشويه صورته، بإعطاء الانطباع للناخب الفرنسي بأنه يحيا حياة البذخ والرفاهية منذ أن تم تعيينه على رأس الصندوق، في الوقت الذي يفكر فيه بشكل جدي في ترشيح نفسه للانتخابات الرئاسية الفرنسية عن الحزب الاشتراكي الفرنسي (حزب المعارضة الرئيسي). فقد أعلن شتراوس كان، عن ملاحقة كل من صحيفة "فرانس سوار" الفرنسية ، وباسكال تورنييه الصحفية بنفس الصحيفة أمام محكمة القضاء العالي بباريس، بتهمة تشويه صورته بعد أن نشرت فرانس سوار معلومات ذكرت فيها أنه يشترى "البدلة" بنحو 35 ألف دولار (200 ألف جنيه مصري تقريبا) لدى واحد من أشهر ترزية أمريكا يدعى جورج دو باري. وأضاف شتراوس كان، في بيان نشره على موقعه على شبكة الإنترنت، أنه كلف اثنين من محاميه لملاحقة "فرانس سوار" والصحفية التي نشرت المعلومة "الكاذبة"، بعد أن أصبح فريسة لحملة تقوم بها بعض الصحف الفرنسية لتشويه صورته أمام الرأي العام الفرنسي، خاصة وأنه ينتمي لحزب يساري التوجه يرفض مؤيدوه من يحيا حياة البذخ. وقد ردت صحيفة "فرانس سوار" على شتراوس كان، بالتأكيد على أن المعلومات التي نشرتها هي نتاج معلومات مؤكدة وتحقيق صحفي جاد، وأنها تمتلك جميع الأدلة للتأكيد على صحة ما نشرته أمام القضاء الفرنسي. ويذكر أن صحيفة "لوباريزيان" الفرنسية قد نشرت الأسبوع الماضي صورة لشتراوس كان خلال إجازة أمضاها مؤخرا في باريس، وهو بصدد الصعود على متن سيارة فاخرة من طراز بورش لا يقل ثمنها عن 100 ألف يورو. وكانت هذه الصورة قد عرضت شتراوس كان، لانتقادات شديدة سواء من قبل حزب الاتحاد من أجل الحركة الشعبية (اليميني الحاكم) أو من قبل منافسيه داخل الحزب الاشتراكي، وكان شتراوس قد نفى أن تكون البورش ملكا له، مؤكدا أنها من ممتلكات أحد أصدقائه. يشار إلى أن شتراوس كان، لم يخف إمكانية خوضه للانتخابات الداخلية للحزب الاشتراكي الفرنسي للفوز ببطاقة الترشح عن الحزب للانتخابات الرئاسية الفرنسية المقرر إجراؤها في مايو 2012. وتشير استطلاعات الرأي العام إلى أن شتراوس كان -وهو يهودي الديانة- هو الأوفر حظا للفوز بترشيح الحزب الاشتراكي ثم الفوز بالانتخابات الرئاسية القادمة.