عباس شراقي: فيضانات السودان غير المعتادة بسبب تعطل توربينات سد النهضة    البداية الرقمية للنقل الذكي في مصر.. تراخيص إنترنت الأشياء للمركبات تدخل حيز التنفيذ    وزير الإسكان: بدء تصنيف حالات الإيجار القديم وفق شرائح الدخل    لماذا كل هذه العداء السيساوي لغزة.. الأمن يحاصر مقر أسطول الصمود المصري واعتقال 3 نشطاء    مقتل شخص وإصابة 15 في هجوم روسي على مدينة دنيبرو الأوكرانية    تشكيل منتخب مصر أمام نيوزيلندا في كأس العالم للشباب    سلوت عن جلوس صلاح على مقاعد البدلاء أمام جالاتا سراي: رفاهية الخيارات المتعددة    خطة إطاحة تتبلور.. مانشستر يونايتد يدرس رحيل أموريم وعودة كاريك مؤقتا    مصرع 7 عناصر إجرامية وضبط كميات ضخمة من المخدرات والأسلحة في مداهمة بؤرة خطرة بالبحيرة    الأرصاد: الخريف بدأ بطقس متقلب.. واستعدادات لموسم السيول والأمطار    مفتي الجمهورية يبحث مع وفد منظمة شنغهاي آليات التعاون ضد التطرف والإسلاموفوبيا    مواقيت الصلاة فى أسيوط غدا الأربعاء 1102025    ماجد الكدوانى ومحمد على رزق أول حضور العرض الخاص لفيلم "وفيها ايه يعنى".. صور    أمين الفتوى: احترام كبار السن أصل من أصول العقيدة وواجب شرعي    ولي العهد يتسلم أوراق اعتماد سفراء عدد من الدول الشقيقة والصديقة المعينين لدى المملكة    محافظ القاهرة يناقش ملف تطوير القاهرة التراثية مع مستشار رئيس الجمهورية    من القلب للقلب.. برج القاهرة يتزين ب لوجو واسم مستشفى الناس احتفالًا ب«يوم القلب العالمي»    بعد رصد 4 حالات فى مدرسة دولية.. تعرف علي أسباب نقل عدوى HFMD وطرق الوقاية منها    جارناتشو يقود هجوم تشيلسى ضد بنفيكا فى ليلة مئوية البلوز    البورصة المصرية.. أسهم التعليم والخدمات تحقق أعلى المكاسب بينما العقارات تواجه تراجعات ملحوظة    هل يجوز للمرأة اتباع الجنازة حتى المقابر؟ أمين الفتوى يجيب.. فيديو    "أنا حاربت إسرائيل".. الموسم الثالث على شاشة "الوثائقية"    أحمد موسى: حماس أمام قرار وطنى حاسم بشأن خطة ترامب    محافظ قنا يسلم عقود تعيين 733 معلمًا مساعدًا ضمن مسابقة 30 ألف معلم    داعية: تربية البنات طريق إلى الجنة ووقاية من النار(فيديو)    نقيب المحامين يتلقى دعوة للمشاركة بالجلسة العامة لمجلس النواب لمناقشة مشروع قانون "الإجراءات الجنائية"    بلاغ ضد فنانة شهيرة لجمعها تبرعات للراحل إبراهيم شيكا خارج الإطار القانوني    "الرعاية الصحية" تطلق 6 جلسات علمية لمناقشة مستقبل الرعاية القلبية والتحول الرقمي    البنك الزراعي المصري يحتفل بالحصول على شهادة الأيزو ISO-9001    محمود فؤاد صدقي يترك إدارة مسرح نهاد صليحة ويتجه للفن بسبب ظرف صحي    مصر تستضيف معسكر الاتحاد الدولي لكرة السلة للشباب بالتعاون مع الNBA    بدر محمد: تجربة فيلم "ضي" علمتنى أن النجاح يحتاج إلى وقت وجهد    «العمل» تجري اختبارات جديدة للمرشحين لوظائف بالأردن بمصنع طوب    بعد 5 أيام من الواقعة.. انتشال جثمان جديد من أسفل أنقاض مصنع المحلة    المبعوث الصينى بالأمم المتحدة يدعو لتسريع الجهود الرامية لحل القضية الفلسطينية    اليوم.. البابا تواضروس يبدأ زيارته الرعوية لمحافظة أسيوط    حسام هيبة: مصر تفتح ذراعيها للمستثمرين من جميع أنحاء العالم    موعد إجازة 6 أكتوبر 2025 رسميًا.. قرار من مجلس الوزراء    الأمم المتحدة: لم نشارك في وضع خطة ترامب بشأن غزة    انتشال جثمان ضحية جديدة من أسفل أنقاض مصنع البشبيشي بالمحلة    وفاة غامضة لسفير جنوب أفريقيا في فرنسا.. هل انتحر أم اغتاله الموساد؟    برج القاهرة يتزين ب لوجو واسم مستشفى الناس احتفالًا ب«يوم القلب العالمي»    لطلاب الإعدادية والثانوية.. «التعليم» تعلن شروط وطريقة التقديم في مبادرة «أشبال مصر الرقمية» المجانية في البرمجة والذكاء الاصطناعي    تعليم مطروح تتفقد عدة مدارس لمتابعة انتظام الدراسة    التقديم مستمر حتى 27 أكتوبر.. وظائف قيادية شاغرة بمكتبة مصر العامة    كونتي: لن أقبل بشكوى ثانية من دي بروين    «مش عايش ومعندهوش تدخلات».. مدرب الزمالك السابق يفتح النار على فيريرا    «الداخلية»: تحرير 979 مخالفة لعدم ارتداء الخوذة ورفع 34 سيارة متروكة بالشوارع    احذر من توقيع العقود.. توقعات برج الثور في شهر أكتوبر 2025    عرض «حصاد» و «صائد الدبابات» بمركز الثقافة السينمائية في ذكرى نصر أكتوبر    بيدري يعلق على مدح سكولز له.. ومركزه بالكرة الذهبية    الملتقى الفقهي بالجامع الأزهر يحدد ضوابط التعامل مع وسائل التواصل ويحذر من انتحال الشخصية ومخاطر "الترند"    قافلة طبية وتنموية شاملة من جامعة قناة السويس إلى حي الجناين تحت مظلة "حياة كريمة"    انكماش نشاط قناة السويس بنحو 52% خلال العام المالي 2024-2025 متأثرا بالتوترات الجيوسياسيّة في المنطقة    ضبط 5 ملايين جنيه في قضايا اتجار بالنقد الأجنبي خلال 24 ساعة    التحقيق مع شخصين حاولا غسل 200 مليون جنيه حصيلة قرصنة القنوات الفضائية    السيسي يجدد التأكيد على ثوابت الموقف المصري تجاه الحرب في غزة    الأهلي يصرف مكافآت الفوز على الزمالك في القمة للاعبين    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



في عالم الإنترنت .. عفوا الإباحية ممنوعة!
نشر في الشروق الجديد يوم 21 - 05 - 2009

قرر القضاء المصرى مؤخرا التدخل لحجب المواقع الإباحية على الإنترنت إلا أن البعض يشكك فى جدوى هذا القرار وإمكانية تطبيقه فى الواقع، فمن يرد الاكتشاف يجد دائما الوسيلة والمكان المناسبين.
خطوط مموجة تصل أعلى المنحدر للرسم البيانى مع انخفاضه فى شهر رمضان على «جوجل» كفيلة بنقلك لحقيقة الوضع. فحفاظ مصر على المركز السابع عالميا فى البحث عن كلمة «جنس» منذ عام 2004 وحتى اللحظة طبقا لبيانات محرك البحث «جوجل»، تظهر مدى الرغبات الدفينة لدى المصريين خاصة فى القاهرة والجيزة ثم الإسكندرية.
ابتسم كريم الطالب فى الصف الأول الثانوى بطريقة ساخرة حين قرأ فى الصحف عن قرار المحكمة الإدارية بمنع المواقع الإباحية على الإنترنت. وردد «حكمة» قالتها نيكول سابا فى التجربة الدنماركية: «الجنس ده سبب وجود البشرية كلها، وجودك ووجودى! عشان كده لازم نعرفه كويس».
بضغطة واحدة على الكيبورد يكتب الشاب كلمة معينة عرفها خلسة ليتعرف على تفاصيلها وكيفية ممارستها على أرض الواقع. وهكذا كلمة تجرها صورة ففيديو فموعد افتراضى فرقم تليفون فكاميرا تعرض لك ما تطلب فلقاء على الساحة. ويسير الفرد وراء أهوائه والموقع يعلن عن الآخر والشغف والتطفل يدفع صاحبه إلى ما لا نهاية ليحيط علما بصغائر الموضوع وكبائره. يقول كريم: «لازم أعرف كل حاجة علشان مكنش أهبل وسط صحابى».
اندهش كريم كيف يمكنهم منع هذه المواقع عموما ورد بتهكم: «فيه قنوات تليفزيون.. وفيه عندنا مخزون على الموبايل ومش إحنا لوحدنا البنات كمان.. مرة الميس لقطت واحدة بتتفرج على فيلم كده على الموبايل فوبختها من أول دور حتى وصلت للمدير ولما جاءت والدتها بقت مرتبكة تقولها إيه. ثم بادرت: بنتك كانت بتتفرج على حاجات فى موقع الفيس بوك والحاجات دى على المحمول. فقالت الأم: طب أنا أعمل إيه أمنعها من المحمول؟»
حال ولية الأمر هذه رصده مؤخرا الدكتور شريف اللبان أستاذ الإعلام بجامعة القاهرة خلال مؤتمر الأسرة والإعلام هذا العام موضحا أن غياب وعى الأهل هو السائد، 60% من الآباء لا يعرفون ما يفعله أبناؤهم عند استخدامهم للإنترنت و٪40 منهم لا يعرفون كيفية استخدامه و68% لا يوجههم والديهم أثناء استخدامهم للإنترنت مقابل ٪88 يتعرضون لمخاطر أخلاقية على الشبكة الإلكترونية. ثم أشار إلى أن المصريين يلجأون إلى هذه المواقع لأسباب مختلفة: 34% أشاروا لانخفاض القيم الدينية و٪17 لتدنى الظروف الاجتماعية و٪10 لانعدام القدوة لدى الشباب و٪6.7 لعدم وجود تثقيف جنسى داخل المدارس.
ويضيف الدكتور شريف اللبان: «الإباحية أضحت صناعة ضخمة، فهناك ما يزيد على 420 مليون صفحة إباحية، يدخلها حوالى 65 مليون زائر من الشباب والمراهقين».
الإباحية لا تتوقف على فئة تعليمية أو اجتماعية بعينها، فحسن هو أول مدرسته ويعرف بأخلاقه الحميدة ورغم ذلك لم يقاوم رغبته فى اكتشاف هذا العالم السرى الذى جذبه إليه أحد الأصدقاء منذ أن كان فى العاشرة. ويروى: «خد الموقع الحلو ده اتفرج عليه.. إزاى انت لحد دلوقتى متعرفش الولاد بيجوا إزاى؟».
كانت أول مرة يسمع فيها حسن كلمة «سكس». «انتظرت حتى بقت الدنيا رايقة فى البيت ودخلت على الموقع فلم أفهم شيئا. صرت انتقل من صورة إلى فيديوهات ولما يئست قعدت أطقّس من صحابى الكبار لغاية ما جبت المفيد».
فى البداية قابلوه بضحكات مريرة ثم شرحوا له الحكاية من الألف إلى الياء حتى أدمن حسن هذه المواقع ليشبع رغبته المكبوتة. والدة حسن صارت تشك فيه من كثرة استخدامه للإنترنت إلا أنه كان يحطاط لنفسه بحفظ كل ما يريد على الكمبيوتر بشكل مخفى يحتاج لخبير كمبيوتر لكشفه، فهو لا يريد أن يكرر خطأه أيام براءته حين أفشى إلى أمه بوجود أفلام «مش كويسة» على محموله فكان عقابه أن سحب منه لفترة.
غض طرف والدة حسن لا يمكن مقارنته بحرص عبد الحميد 40 عاما على أبنائه من المراهقين، يقف من بعيد ليراقبهم وهم أمام شاشات الإنترنت، لا يتردد فى فتح بريدهم الإلكترونى على غفلة ليتطلع على أحوالهم،وعبر ذاكرة الجهاز يعرف المواقع التى تم زيارتها.
وهو يبتعد قدر الإمكان عن المباشرة مع اتباعه سياسة التأنيب، يجالس أبناءه وينقل لهم رسالة تحذيرية بشكل قصصى ويذكرهم بعذاب الله أو يترك لهم موقعا يدعو لمكافحة الرذيلة.
ويقول: «أحاول توصيل الرسالة إليهم بلغتهم، فهذا جيل الإيميل ينصحهم والكلمة تجرفهم». لم يفكر عبدالحميد فى فرض رقابة من قبل شركة خدمات الإنترنت لأنه يعى أن كل ممنوع مرغوب، ذلك على النقيض من جاره الذى يفرض الوصاية بشكل مستفز على أبنائه فقبل أن يتوصل إلى كم البرامج التى يمكن حجبها والتى دله عليها أحد أصحاب مقاهى الإنترنت كان صراخه يسمع فى حال فتح صفحة تلقائيا على الإنترنت بها صورة مخلة إلخ...
ممنوع فى المقهى!
بعيدا عن حصار المنازل يلجأ كثيرون من كبار السن وصغاره إلى مقاهى الإنترنت (السايبر) باعتبارها متنفسهم من الحصار العائلى. أمجد 12 عاما تارة يتلصص على غرفة والديه فى الخفاء وتارة أخرى يتابع من ثقب الباب ما يشاهده أخوه الكبير من صور «صايعة» على حد تعبيره. وعندما تتملكه الرغبة فى تقليد كل الأطراف يذهب إلى «السايبرات»، وهو خبير فى حصر المقاهى المحيطة بمدرسته.
«دائما نذهب لسايبرات نتفرج على المواقع اللى مش بنقدر نفتحها فى المدرسة.. بعضها يمنعونا مثل المقهى الموجود فى الكوربة بمصر الجديدة أما فى الأحياء الشعبية فلا أحد يحاسبنا لأن المهم عندهم أن ندفع الحساب فى الآخر وبس.. نحفظ كل شىء على الموبايلات ممكن تلاقى أفلام عربى أو حتى كارتون فيها الحاجات ديه كلها طبعا احنا فى الفسحة بنلعب كورة ولما حد يجيب حاجة بنقله ابعت ابعت لإنه ببساطة لو اتجمهرنا المدرسين هيتلموا علينا».
الفوضى التى تسود مقاهى الإنترنت فى مصر بشهادة أهل المهنة تترك الباب مفتوحا على مصراعيه، فالبعض يعاون المراهقين على تلبية رغباتهم والبعض يفرض الغرامات على زبائنه فى حال تطرقوا لمواقع إباحية وهناك أيضا من يمنع باسم العيب والمسئولية الاجتماعية.
لائحة تستقبلك فى «سايبر المبتكرون» بمدينة نصر: «استماع الموسيقى.. الدخول على المواقع الإباحية.. إرسال رسائل تحمل فيروسات» كلها تسبقها كلمة «ممنوع» التى تصدم الكثير من رواد المكان وتجعلهم يظنون أنها رفاهية أو كلام على حائط، كما يقول صلاح إبراهيم مدير المحل. وفى إطار وضعه لهذه اللوائح الصارمة أخذ يحد من زواره وينتقيهم، قائلا: «من يأتينا ليقضى مصالحه يخضع لشروطنا، وهذا مبدأنا فى التعامل. لا شك أن الأمر كان صعبا فى البداية ولو لم أكن مقتنعا تماما بمسئولية ما أفعل لكنت غيرت النشاط من زمان، لكن رغبتى فى تحسين سمعة المكان دفعتنى للاستمرار».
صلاح مدير المقهى يلاحظ أن أكثر من 70 % من السايبرات تعمل بشكل غير مقنن، تفتح أبوابها للناس وتتركهم لرغباتهم لأن هدفهم المال. «كان عندى سايبر فى السعودية وكنت أديره بذات النظام، لو كان هدفى ماديا كان بديهى أن أقفل المشروع لكن فى النهاية أنا المتحكم». تحكم صلاح إبراهيم يمارسه الكثير من أصحاب المقاهى التى تمارس دورها بوعى، يخصص هؤلاء لوحة مراقبة أمامهم لمراقبة المواقع التى يطرقها الزبائن فى حال دخول موقع ممنوع يتم لفت نظر المستخدم وإيقافه فى المرة الأولى أو طرده فى الثانية.
الرقابة التى يعتمدها صلاح إبراهيم ليست إلكترونية، فقط مجتمعية. فطبيعة تصميم «السايبر» من الداخل جعلت كل جهاز مستقلا ومغلقا من ثلاث جهات لتتوافر الخصوصية للمستخدم، ولكن فى حال لمح أحدهم شيئا مشينا لدى الجيران يبلغ عنه. يعلق صاحب المقهى: « كلنا فى مركب واحد قد تغرق بنا، من يرد النجاة فليتوقف ويساعد فى ذلك.
«ولكن فى حالة الحجب كما نص حكم القضاء فما الذى يندرج تحت بند الإباحية؟ وما حدود المسموح؟ لذا تتوجس بعض الفئات المثقفة من معنى موقع إباحى لدى المشرع ويتوقف القلق هنا على طبيعة المنع ومفهوم الإباحية.
من أجل إنترنت «أنقى»
رغبات كل فرد تتفاوت وكل يبحث عما يشغله، وأمام رغبات الشباب الملحة على أصحاب «السايبرات» لظنهم أنها المورد الأساسى للأفلام الثقافية هناك طلب متزايد من قبل أولياء الأمور للحصول على برامج رقابية مثل “anti porno”للتحكم فى أجهزة أبنائهم. كذلك يحاول بعض الآباء التحكم عبر اختيار أرقام dial up التى تتيح لهم المزيد من الرقابة على محتوى الإنترنت، فتظهر رسالة تفيد المستخدم أن هذا الموقع محجوب. وقد اتبعت بعض الشركات نفس هذه الطريقة تحت شعار «النت الأخضر» فى خطوة لجعل العالم الافتراضى على الشبكة أنقى مما هو عليه الآن.
فكرة الإنترنت النقى هذه يؤيدها مهندس الشبكات أحمد عبد الحليم موضحا أن موضوع الرقابة ليس جديدا على مصر، ويشير إلى مشروع pure net” «الذى يعمل على فلترة الأنترنت، مضيفا: «الصح ألا أغلق المواقع على كل الناس بل كل فى محيطه».
وبخبرته المهنية يرى أنه يمكن تحقيق قرار الحجب ولكن ذلك يحتاج وقتا لوضع السياسات وسن القوانين وتحديد ما نريد منعه، إضافة إلى توافر تقنيات عالية للسيطرة شبه الكاملة على المحتوى الواضح والخفى. ويقول المهندس أحمد عبد الحليم: «كل إجراء يتطلب مراحل متعددة ولن يتم فى خطوة واحدة. عامة الناس هم المستهدفون من الحجب لأن المحترفين يمكنهم الوصول إلى ما يريدون. الخوف كل الخوف على من يقتحم مجال الإنترنت بدافع حب الاستطلاع فتجذبه خبايا الموضوع».
موضوع الرقابة الخارجية لا يحلو لجميع رواد الإنترنت، فأحمد شاب مؤسس مواقع إلكترونية وهو فى السادسة عشرة من عمره ومعروف بالهدوء بين زملائه، ويكره رؤية صاحب السايبر وهو يقف بجواره أثناء تفحصه لبريده الإلكترونى قائلا: «ممكن أشوف إنت فاتح إيه؟» تذمر أحمد ورد عليه: عاوز تشوف شوف.. أنا مبفتحش المواقع اللى فى بالك». ورمى له الماوس، قبل أن يشرع المسئول فى تقليبها نادى عليه زميله فى السايبر وقال: «مش ده اللى فى آخر الزاوية قولتلك».
فاعتذر وذهب إلى الجهاز المشتبه فيه لتوبيخ صاحبه ثم طرده من المكان. هكذا روى أحمد أحد المواقف المتكررة، مضيفا: «حتى البنات لو انفضح أمرها بتلاقيها بترمى الخمسة جنيه غرامة وتجرى على طول، يعنى الحكاية مش واقفة علينا بس»!
تمارس بعض الدول نوعا من الرقابة عبر مرور هيئة المصنفات على أماكن الإنترنت لمعاينة الوضع العام، وبهذا الشأن يحذر صلاح إبراهيم صاحب المقهى من هذه الإجراءات: «العيب يتوقف أيضا على هيئة المصنفات التى تجرى حملات من آن لآخر على المقاهى لتطمئن على سير الأمور بشكل سليم، ولكن للأسف بعضها يولى الناحية المادية جل اهتمامه، ممكن يشوف حد فاتح موقع ميكلمهوش المهم يطمئن إن الفلوس راحت لطريقها السليم».
لا جدوى من الرقابة
«بعد سنتين لا هيكون فى حجب ولا رقابة بما إننا هنعيش عصر علم «الثرى كونفنشين» أو 3 convention «هكذا يقول الخبير الإلكترونى الدكتور محمد الألفى، مضيفا: «فى حال قامت الحكومة بمنع فتح هذه المواقع الإباحية ستضع مرشحات وفلاتر لتقنين ومنع الدخول لها بألفاظ مشهورة مثل سكس بورنو.
الحل يجب أن يأخذ أبعادا أخرى، فهل يجوز للمحكمة أن تتابع الأبناء؟ الأولى أن يتابع الأهالى أبناءهم ويفعل دور المؤسسات الدينية والإعلامية لنشر المزيد من الثقافة والوعى. مش لازم كل حاجة تيجى بالمنع. فخلال عامين سينتشر علم ال«3 convention» أى معاهدة أو تزاوج بين شبكة الإنترنت مع الاتصالات والأقمار الصناعية وهنا لن تتمكن الحكومة من السيطرة على المحتوى».
يشير الدكتور الألفى إلى الآثار التى نراها يوميا فى الشارع من جراء الكبت من ناحية والإباحية من ناحية أخرى، فزيادة اللجوء لهذه المواقع يؤدى إلى الإتيان بتصرفات غير محسوسة من تحرش واحتكاك.. «ضغوط المجتمع وافتقادنا للقنوات الصحية الواضحة والصريحة لإقامة علاقات سوية بين النوعين هى السبب «جاء هذا التفسير على لسان الدكتور محمد محيى الدين أستاذ علم الاجتماع بكلية الآداب جامعة المنوفية مضيفا أنه قبل عصر الإنترنت كانت هناك قنوات أخرى للتنفيس عن المكبوت، ولكن الإنترنت فى متناول اليد يسر كل الأمور بشكل كبير.
يقسم أستاذ الاجتماع زوار المواقع الإباحية إلى قسمين: شباب وفئة عامة تنتمى إلى مستوى ثقافى متدنٍ، يحرص هؤلاء على زيارة المواقع الإباحية بشكل منتظم بحثا عن علاقات طويلة الأجل خارج نطاق الزواج أو لرغبة فى معرفة الجنس الآخر عملا بمبدأ «اعمل الغلط من وراء الحيطة واوعى حد يشوفك وانت بتعمله» كما يقول الدكتور محيى الدين ليدلل على ازدواجية المعايير فى مجتمعنا.
يترتب على المواقع الإباحية خلل نفسى على حد قول المحللين فمحاولة ربط الافتراضية على مجتمع الإنترنت بأرض الواقع توقع المستخدم فى هوة الارتباك، ففى وقت من الأوقات يجب أن تطبق ما تراه واقعيا حيث لا يقوى الإنسان على العيش طويلا على الافتراض. « عندئذ يحدث نوع من الاستباحة لدى الجنسين ولا تكون هناك علاقات سوية حتى بعد الزواج» كما يوضح أستاذ الاجتماع. نستهلك مساحات من الوقت والعمر فى حوارات ومناقشات حول الحجب والمنع إلا أن المسألة لا تحسم بقرار حكومى.
أرقام وحقائق
فى كل ثانية
- 3.075.64- دولار تنفق على المواد الإباحية
28.258- شخصا يشاهدون الإباحية على الإنترنت.
372- شخصا يكتبون كلمة إباحية فى مواقع البحث.
- كل 39 دقيقة: فيلم إباحى جديد يصدر فى الولايات المتحدة الأمريكية.
- عدد المواقع الإباحية 4.2 مليون ( 12% من مجموع المواقع).
- عدد الصفحات الإباحية 420 مليون.
- عدد مرات البحث عن الإباحية على موقع بحث 68 مليون بحث (25% من مجموع البحوث).
- عدد الرسائل الإباحية اليومية 2.5 مليون (%8 من مجموع الرسائل الإلكترونية).
- عدد مرات تحميل مواد إباحية شهريا 1,5 بليون تحميل (35% من مجموع التحميلات)
- عدد الزوار للمواقع الإباحية فى العالم 72 مليون زائر شهريا.
- مبيعات الإباحية على النت $4.9 مليار دولار
نقلا عن موقع أمريكى خاص بمحاربة الإباحية:
www.cyber-eddiction.com


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.