فى الوقت الذى ساد فيه «هدوء بقوة الجيش» فى منطقة إمبابة، حيث «مهد آخر أحداث الفتنة»، زادت الإثارة أمام مبنى الإذاعة والتليفزيون، حيث انضم مسلمون إلى المعتصمين من الأقباط، هاتفين معا «مسلم مسيحى إيد واحدة»، ومشكلين معا لجانا شعبية «لحماية منطقة الاعتصام فى ماسبيرو». تزامن ذلك مع كشف تحريات الأجهزة الأمنية، وتحقيقات النيابة العسكرية، عن معلومات جديدة حول وقائع المواجهات الدامية بين أقباط ومسلمين فى منطقة إمبابة، التى انتهت بحرق كنيستى مار مينا، والعذراء، وعدد من المنازل، وخلفت 11 قتيلا وما يزيد على 200 مصاب من الجانبين. التحريات التى اطلعت عليها النيابة فى تحقيقاتها أمس أفادت بأنه «فور وقوع الأحداث بين الطرفين، تجمع عدد من المشايخ والقساوسة لتهدئة الأجواء بين الطرفين من خلال مكبرات الصوت، بحضور قيادات من أمن الجيزة، وحينها انطلقت رصاصات من أحد المنازل المجاورة للكنيسة، ليبدأ تبادل إطلاق النار بين الطرفين». إلى ذلك تكثف مباحث الجيزة جهودها لضبط 3 من رجال الحزب الوطنى (المنحل) الذين «دبروا إشعال النار فى كنيسة العذراء أثناء انشغال البعض أمام كنيسة مار مينا، وجار القبض على المتورطين بعد تحديد هوية البلطجية الذين كانوا يقودون دراجات بخارية أثناء ارتكابهم جريمة حرق الكنيسة، وفق ما أفاد به مصدر أمنى. يذكر أن النيابة قررت أمس، حبس 26 متهما على ذمة القضية، واستكمال التحقيقات مع باقى المتهمين، وسماع أقوال شهود العيان الذين كانوا فى موقع الإحداث الأخيرة، تمهيدا لتسلم النيابة العامة التحقيقات وإحالتها إلى محكمة أمن الدولة العليا. ومن المنتظر استدعاء عبير فخرى الفتاة التى تسبب فى الفتنة لسماع أقوالها فى التحقيقات، وسؤالها عن احتجازها بمبنى ملحق بكنيسة مارمينا والمحادثة الهاتفية التى جرت بينها وبين المتهم الرئيسى فى الواقعة ومسئوليتها عن أحداث الفتنة. وكشفت تحريات مباحث الجيزة حول الواقعة «عدم زواج ياسين ثابت المتهم الرئيسى فى الأحداث من عبير فخرى» وأنها كانت «حامل من زوجها المسيحى أثناء هربها من أسيوط، بعدما تعرف عليها فى معهد الخطوط العربية بعد حصولها على دبلوم التجارة وعلم منها أنها تريد اعتناق الإسلام والهرب من أسيوط للابتعاد عن زوجها، ووافق على مساعدتها فى الهرب واعتناق الإسلام وسافر معها إلى القاهرة حيث أشهرت إسلامها، وكان يساعدها فى المعيشة ويزورها فى قرية بالمنوفية»، وأنه «اختفى من حياتها بعض الوقت». وفى ماسبيرو دخل عدد من القيادات الأمنية فى مفاوضات مباشرة مع المتظاهرين الأقباط أمام مبنى الإذاعة والتليفزيون، يتقدمهم القس ميتاس، فى محاولة لفض الاعتصام وتسيير حركة المرور وإنهاء حالة القلق التى يعيشها أهالى المنطقة، وهو ما رفضه المعتصمون، معربين عن استيائهم من مطالب فض الاعتصام قبل تحقيق مطالبهم. وأكد المعتصمون أنهم لن يبرحوا مكانهم حتى يستجيب المجلس الأعلى للقوات المسلحة والحكومة لمطالبهم، وعلى رأسها «محاكمة قيادات وشيوخ سلفيين حرضوا على حرق الكنائس». ودعوا إلى مظاهرة مليونية، يوم الجمعة المقبل، للتنديد بخطورة الفتنة الطائفية والاعتداء على الكنائس القبطية. على صعيد ذى شأن قال مصدر أمنى مسئول، أمس إن الأجهزة الأمنية «ألقت القبض على 10 أشخاص على خلفية إذاعة تسجيل مصور على شبكة الانترنت يدعو لحرق كنائس إمبابة بمحافظة الجيزة».