البنتاجون يعلن إصابة قائد الجيش الأمريكي في أوروبا وبعض الموظفين بفيروس كورونا    ترتيب الدوري المصري بعد تعثر الأهلي وبيراميدز وفوز الزمالك    نبيل شعيل ومحمود الليثي يتألقان في مهرجان ليالي مراسي بالساحل الشمالي (صور)    بعد غلق التسجيل اليوم.. متى تعلن نتيجة تنسيق المرحلة الثانية 2025؟    «التعليم العالي»: اليوم الفرصة الأخيرة لتنسيق المرحلة الثانية    قروض السلع المعمرة بفائدة 26%.. البنوك تتدخل لتخفيف أعباء الصيف    تعرف على أعلى شهادة ادخار في البنوك المصرية    الضرائب: 12 أغسطس آخر موعد لانتهاء التسهيلات الضريبية    حقائق جديدة حول اتفاقية الغاز بين مصر وإسرائيل يكشفها وزير البترول الأسبق    رئيس الوزراء يتابع جهود منظومة الشكاوى الحكومية خلال يوليو    صواريخ مصرية- إيرانية متبادلة في جامعة القاهرة! (الحلقة الأخيرة)    الجيش اللبناني يغلق بعض المداخل المؤدية للضاحية الجنوبية    البحرين ترحب بتوقيع اتفاق السلام بين أذربيجان وأرمينيا برعاية أمريكية    نعم لعبّاس لا لحماس    سعر الذهب اليوم وعيار 21 الآن في عطلة الصاغة الأسبوعية الأحد 10 أغسطس 2025    " مركز معايا ".. تفاصيل مشاهدة زيزو وحكم مباراة الأهلي ومودرن سبورت (فيديو)    أمير هشام: الأهلي ظهر بشكل عشوائي أمام مودرن.. وأخطاء ريبيرو وراء التعادل    دون فوز وضعف دفاعي.. ماذا قدم ريبيرو مع الأهلي حتى الآن؟    ريبيرو: كنا الأفضل في الشوط الثاني.. والتعادل أمام مودرن سبورت نتيجة طبيعية    20 صفقة تدعم كهرباء الإسماعيلية قبل بداية مشواره في الدوري الممتاز    داروين نونيز.. ماكينة أهداف تنتقل من أوروبا إلى الهلال    ننشر أسماء المصابين في حريق محلات شبرا الخيمة    طقس مصر اليوم.. ارتفاع جديد في درجات الحرارة اليوم الأحد.. والقاهرة تسجل 38 درجة    «بيت التمويل الكويتى- مصر» يطلق المدفوعات اللحظية عبر الإنترنت والموبايل البنكي    لهذا السبب.... هشام جمال يتصدر تريند جوجل    3 أبراج «حياتهم هتتحسن» بداية من اليوم: يحتاجون ل«إعادة ضبط» ويتخلصون من العشوائية    التفاصيل الكاملة ل لقاء اشرف زكي مع شعبة الإخراج بنقابة المهن التمثيلية    محمود العزازي يرد على تامر عبدالمنعم: «وعهد الله ما حصل» (تفاصيل)    شيخ الأزهر يلتقي الطلاب الوافدين الدارسين بمدرسة «الإمام الطيب»    دعاء صلاة الفجر.. أفضل ما يقال في هذا الوقت المبارك    من غير جراحة.. 5 خطوات فعالة للعلاج من سلس البول    يعاني ولا يستطيع التعبير.. كيف يمكن لك حماية حيوانك الأليف خلال ارتفاع درجات الحرارة؟    الشرطة البريطانية تعتقل أكثر من 470 مناصرا لحركة "فلسطين أكشن" (صور)    دعاء الفجر يجلب التوفيق والبركة في الرزق والعمر والعمل    مصدر طبي بالمنيا ينفي الشائعات حول إصابة سيدة دلجا بفيروس غامض    مصرع وإصابة طفلين سقطت عليهما بلكونة منزل بكفر الدوار بالبحيرة    وزير العمل: غرامة تصل إلى 200 ألف جنيه للأجنبي الذي يعمل بدون تصريح بدءا من سبتمبر    خالد الجندي: أعدت شقة إيجار قديم ب3 جنيهات ونصف لصاحبها تطبيقا للقرآن الكريم    القبض على بلوجر في دمياط بتهمة التعدي على قيم المجتمع    طلاب مدرسة الإمام الطيب: لقاء شيخ الأزهر خير دافع لنا لمواصلة التفوق.. ونصائحه ستظل نبراسا يضيء لنا الطريق    مصادر طبية بغزة: استشهاد أكثر من 50 فلسطينيًا 40 منهم من منتظري المساعدات    مراد مكرم: تربيت على أن مناداة المرأة باسمها في مكان عام عيب.. والهجوم عليَ كان مقصودا    جنايات مستأنف إرهاب تنظر مرافعة «الخلية الإعلامية».. اليوم    هل هناك مد لتسجيل الرغبات لطلاب المرحلة الثانية؟.. مكتب التنسيق يجيب    أندريه زكي يفتتح مبنى الكنيسة الإنجيلية بنزلة أسمنت في المنيا    سهام فودة تكتب: أسواق النميمة الرقمية.. فراغ يحرق الأرواح    ترامب يعين «تامي بروس» نائبة لممثل أمريكا في الأمم المتحدة    أمين الجامعات الخاصة: عملية القبول في الجامعات الأهلية والخاصة تتم بتنسيق مركزي    "حب من طرف واحد ".. زوجة النني الثانية توجه له رسالة لهذا السبب    منها محل كشري شهير.. تفاصيل حريق بمحيط المؤسسة فى شبرا الخيمة -صور    يسري جبر: "الباء" ليس القدرة المالية والبدنية فقط للزواج    نرمين الفقي بفستان أنيق وكارولين عزمي على البحر.. لقطات نجوم الفن خلال 24 ساعة    توقف مترو الأنفاق وإصابة 4 أشخاص.. تفاصيل حريق محلات شبرا الخيمة -آخر تحديث    ما تأثير ممارسة النشاط البدني على مرضى باركنسون؟    أفضل وصفات لعلاج حرقان المعدة بعد الأكل    أفضل طرق لتخزين البطاطس وضمان بقائها طازجة لفترة أطول    الدكتور محمد ضياء زين العابدين يكتب: معرض «أخبار اليوم للتعليم العالي».. منصة حيوية تربط الطلاب بالجماعات الرائدة    رئيس الوزراء يوجه بالاهتمام بشكاوى تداعيات ارتفاع الحرارة في بعض الفترات    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



وكيل وزارة الأوقاف ل (الشروق): 50% من مساجد الأوقاف خارج سيطرة الوزارة
نشر في الشروق الجديد يوم 11 - 03 - 2011

ماذا يحدث فى وزارة الأوقاف؟.. سؤال تردد عقب ظهور الشيخ محمد حسان فوق منبر مسجد النور بالعباسية التابع للوزارة، وظهور الشيخ محمد حسين يعقوب فى نفس اليوم بمسجد الرحمة التابع للأوقاف أيضا، ليقفز سؤال أخطر: هل سيطر السلفيون على المساجد الكبرى بالقاهرة؟.. فى حواره مع «الشروق» يكشف الشيخ سالم عبدالجليل وكيل وزارة الأوقاف لشئون الدعوة، عن عدة مفاجآت أهمها أن بعض التيارات الدينية التى كانت ممنوعة قبل ثورة 25 يناير سيطرت بالفعل على عدد من المساجد ومنعت أئمة الوزارة من إلقاء خطبة الجمعة، كما يكشف عن أسباب تقدمه بالاستقالة التى رفضها شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب، فقرر بعدها ترك العمل الإدارى نهائيا والعودة للعمل الدعوى.
وإلى نص الحوار :
● تقدمت بإجازة مفتوحة ثم عدت وتقدمت باستقالة رفضها شيخ الأزهر فقررت ترك العمل الإدارى نهائيا.. ماذا حدث خلال الأسابيع التى أعقبت الثورة؟
أولا: نأمل أن تكون مصر بعد 25 أفضل من مصر قبل هذا التاريخ، لكن للأسف هناك بعض السلبيات التى حدثت بالمساجد والدعوة الإسلامية فى مصر، وهناك إقصاء متعمد لبعض الأئمة فى المساجد وربما بعض القادة والإداريين وأمام هذا الوضع لم أكن أستطيع أن أذود عن الدعوة ولا أن أحمى هؤلاء الأئمة أو أمكن هؤلاء القادة للقيام بمهمتهم ووظائفهم وبالتالى رأيت أن بقائى فى العمل لا قيمة له ومن هنا طلبت إجازة بدون راتب، ورفض وزير الأوقاف التوقيع على طلب الإجازة وطلب منى العودة للعمل، كما طلب منى الإمام الأكبر شيخ الأزهر العودة للعمل، وقال لى إن كل قيادات الدعوة الآن فى خندق واحد وعلى الأوقاف وأئمتها ومساجدها أن تحمى الدعوة، ووجدت أن هذه مهمة ورسالة دينية وأعتقد أنه من الواجب على أن أستجيب، وبالفعل قطعت الإجازة وعاودت العمل بعد انقطاع دام أسبوعا كاملا.
بالمناسبة لا توجد بينى وبين قيادات الأوقاف ولا أى شخص من القائمين على الدعوة على مستوى الجمهورية، أية مشكلة، ولا حتى مع ممثلى التيار السلفى أو الإخوانى أو الجهادى، ونؤمن أنهم أصحاب فكر ورؤى، ولهم الحرية فى اعتناق ما يريدون من أفكار ولا يمكن إطلاقا مصادرة هذه الرؤى، والمسألة هى الحفاظ على تراث الأوقاف ومساجدها وتمكين أئمتها من أداء وظيفتهم وكذلك الحفاظ على باعتبارنا أزهريين ومنهجنا هو الوسطى.
● ماذا حدث فى اجتماع شيخ الأزهر مع الأئمة.. وما أسباب تركك الوزارة والتفرغ للعمل الدعوى؟
فى لقاء الإثنين فى قاعة الإمام محمد عبده، حملنى فضيلة الإمام إخفاقات بعض الأئمة وفساد بعض الإداريين، لأجل هذا قررت أن أعود إلى العمل الدعوى بعيدا عن المسئوليات الإدارية، فتحسب على إخفاقاتى وحدى وتحسب لى إن شاء الله نجاحاتى، ولا أحمل ظلما وزورا أوزار غيرى. سائلا الله تعالى أن يبدلهم فى هذا الموقع الخطير من هو خير منى وأن يعيننى على إيصال رسالتى الدعوية عبر الوسائل المختلفة، وللعلم فإنه ليس بينى وبين أحد أية خصومة، لكن هناك عدة أمور يجب أن نلتفت لها، ولا أريد أن يعتقد البعض أن المشايخ كغيرهم يتشبثون بالكراسى ويقاتلون عليها.
لقد قدمت الأئمة الحاصلين على الدراسات العليا وغيرهم من النابهين، خصوصا فى المساجد الكبرى وفى الإعلام، ليكونوا صورة جميلة للأوقاف وقطعا للأزهر الشريف ضمن خطة تغيير فى الوزارة اتفقت عليها مع الدكتور زقزوق، وقطعا هذا لم يعجب الكثيرين ممن لا يملكون أدوات التميز وكانوا يقدمون على أصحاب الكفاءات لاعتبارات أخرى.
لقد كنت حازما أشد الحزم فى اختبارات الابتعاث ولم أكن أقبل المجاملة على الإطلاق لإدراكى أن المبتعث يجب أن يكون صورة مشرفة لمصر ومن ثم للأزهر الشريف، وهذا أيضا خلق لى بعض العداءات ممن كانوا ينتظرون السفر بالرشاوى والمحسوبية.
اجتهدت فى تقديم الأصلح للإدارات الفرعية بالديوان والمديريات فى إطار معايير واضحة بعيدا عن الوساطة والمحسوبية وهذا أيضا خلق لى بعض العداءات ممن كانوا ينتظرون مناصب بالرشاوى والمحسوبية.
كل هذا وغيره جعل أصحاب الأهواء وأصحاب المصالح الشخصية يعادوننى،. وإذا كان ثمن الكرسى فى هذه الآونة التنازل عن المبادئ فليذهب الكرسى إلى الجحيم وأنجو أنا بخلقى وقيمى.
● هل تستشعر خطورة صعود التيارات الدينية خصوصا مع مطالبة التيار السلفى بإعادة مساجدهم، والسيطرة على منابر مساجد لا تخصهم ومنع أئمة الأوقاف بالقوة من صعود منابرهم؟
أحب أن أوضح أنه صدر قرار جمهورى فى عهد الرئيس الراحل عبدالناصر سنة 1962 بأن وزارة الأوقاف تشرف على جميع المساجد بلا استثناء، وتم ضم عدد كبير جدا من المساجد لإشراف وزارة الأوقاف طبقا لميزانية الدولة، ومن بين هذه المساجد كانت تشرف عليها الجمعية الشرعية ومساجد أخرى كانت تشرف عليها أنصار السنة، ومساجد بناها الإخوان المسلمون، ولما نجحت ثورة 25 يناير رأت هذه التيارات أن يستردوا هذه المساجد وأنه من حقهم إقصاء أئمة الأوقاف والعاملين، وأن يكونوا هم القائمين، وهذا قطعا لا يقره عقل، لأن هذه المساجد عندما آلت إلى الأوقاف لم تكن لأشخاص وبالتالى لم تكن مغتصبة وإنما آلت إلى مؤسسة حكومية تقوم بالدعوة تحت إشراف الدولة، وأئمتها معينون لا يجوز إقصائهم ولا يجوز تعطيلهم عن القيام بأعمالهم، أو أداء وظيفتهم وهذا الذى جعلنى فى الحقيقة أشعر باستياء شديد حينما يتم تعطيل إمام مسجد عن أداء وظيفته فى الدعوة، وهذه مخالفة قانونية كبيرة.
وأنا أهيب بإخواننا فى الجمعية الشرعية وأنصار السنة والتيار السلفى والجهادى والجماعة الإسلامية، ولهم جميعا التقدير، أن يحترموا المساجد ويقدروا العاملين بها، وأن يمكنوا الأئمة من القيام بمهمتهم، وإذا أرادوا ممارسة أنشطتهم فهناك طرق أخرى يمارسون من خلالها أنشطتهم وتحددها الدولة فى ظل الحرية الممنوحة، سواء عن طريق القنوات الفضائية أو عن طريق المحاضرات فى القاعات المختلفة أو المؤتمرات أو الجمعيات أو مساجدهم التى مازالت تحت أيديهم، وبعيدا عن المساجد التى ضمتها الأوقاف لأنه لا يجوز إطلاقا تعطيل إمام عن أداء مهمته.
وإذا كان هناك إمام لا يصلح للخطابة عليهم إبلاغنا ونحن نتخذ ضده إجراء مناسبا، وأناشد العقلاء من هؤلاء الإخوة احترام قدسية المسجد وأن يتركوا الإمام يؤدى وظيفته ويمارسوا أنشطتهم فى مكان آخر.
● يرى البعض أن وزارة الأوقاف هى من أعطت الضوء الأخضر للسلفيين بعد موافقة وزير الأوقاف على صعود الشيخ محمد حسان منبر مسجد النور بالعباسية يوم الجمعة، ونفس الأمر حدث مع الشيخ محمد حسين يعقوب فى مسجد الرحمة بالهرم، فما رأيك خصوصا أنه تم الربط بين تقدمك بالإجازة وموافقة وزير الأوقاف على خطبة حسان؟
أولا أنا تقدمت بالإجازة يوم الأحد والشيخ محمد حسان جاء للوزارة يوم الثلاثاء لأخذ موافقة الوزير، وأنا أحيى الشيخ حسان لأنه دخل البيت من بابه واستأذن فى إلقاء خطبة الجمعة بمسجد النور. أما موافقة الوزارة فقد سبقتها الموافقة للشيخ حافظ سلامة عندما أعلن فى وقت سابق أنه سيتم تكريم أسر شهداء ثورة 25 يناير بمسجد النور، وهو طلب لا يمكن رفضه، وقال فى إعلانه أن خطيب الجمعة هو الشيخ محمد حسان، وهو بذلك وضع الوزارة أمام الأمر الواقع، لأنه وبالتالى لن تجد الوزارة بدا من الموافقة خصوصا أن حسان لم يعتمد على كلام الشيخ حافظ بل جاء للوزارة لكى يستأذن، ولكن هذه الموافقة لا تعنى أن هذا إذن لكل من يطلب.
لكننا فوجئنا بالشيخ حافظ سلامة بعد صلاة الجمعة وخطبة الشيخ حسان يعلن أن الدكتور عمر عبدالعزيز وهو عالم جليل، سيخطب الجمعة المقبلة، فكان السؤال: هل يصح أن يتجاوز الشيخ حافظ سلامة قيادات الدعوة فى الوزارة ويحدد من يخطب فى مسجد النور، مع العلم بأن هذا المسجد له خطيبان ممتازان هما الشيخ أحمد تركى، والآخر الدكتور أحمد السنكرى، وكلاهما فى الموقع يؤدى واجبه.
● هل لدى الوزارة إجراءات أو خطط خصوصا مع إعلان التيارات السلفية الوجود فى المساجد والسيطرة عليها ومنع أئمة الأوقاف من اعتلاء منابر مساجدهم؟
أنا أكرر.. نحن فى الأوقاف لا توجد لدينا أى أزمة فى وجود تيار دينى ينشد الاعتدال والمصلحة وخير هذا الوطن، إنما الأزمة الحقيقية أن يتم تجاوز الوزارة فتهتز صورتها وتنحى سلطتها جانبا ويتم إبعاد أئمتها من المساجد، وبالتالى خطتنا أن يحشد الأئمة قواهم، وأذكر بالخير أئمة محافظة الجيزة الذين اجتمعوا فى الجمعة الماضية بعد الصلاة من تلقاء أنفسهم، واجتمعوا للتباحث فى كيفية الحفاظ على مساجدهم، وتباحثنا معهم لنصل بعد اتفاق فضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر ووزير الأوقاف، على عقد اجتماع بقاعة الأمام محمد عبده بالدراسة، وسيحضر الاجتماع مديرى المديريات ووكلاؤها ومديرو الدعوة ويرافقهم عشرة أئمة، لنبث فيهم هذا الهم الذى نحمله وهو الحفاظ على المساجد وقدسيتها، لذلك نحن نتوجه إلى الجماهير العريضة الذين لم يلمسوا من الأوقاف إلا الوسطية أن يقفوا خلف الشرعية، وخلف أئمة المساجد المعينين من قبل الوزارة.
● معنى هذا أن وزارة الأوقاف ستكون تحت إشراف شيخ الأزهر فى المرحلة المقبلة؟
نحن نعتبر الإمام الأكبر والد كل أزهرى ونعتبره المسئول الأول عن الدعوة الإسلامية فى مصر لمكانته، وهو بالفعل لا يشرف إداريا على وزارة الأوقاف لكنه معنويا هو قائد الدعوة الإسلامية فى مصر سواء كان فى جانبها التعليمى بالأزهر الشريف، أو جانبها الدعوى والممارسة الدعوية من قبل الوزارة.
● ماذا عن تهديد الجمعيات السلفية باللجوء للقانون لاستعادة مساجدها من الأوقاف؟
نحن دولة القانون وليست عندنا أية إشكالية فى أن يحتكم من يشاء إلى القانون وما يقضى به القانون سنحترمه، وإذا أقام أحد دعوى قضائية ضدى أنا شخصيا على أن أتنحى من الوزارة، القضية هنا أننا لا نريدها فوضى، وسنسلمهم هذه الحقوق وقت أن يقضى القانون بذلك.
● فى رأيك ما سبب هذه الفوضى، هل حدثت بسبب الفراغ الأمنى بعد الثورة، أم بسبب عدم وضع وزير الأوقاف استراتيجية لإدارة المساجد؟
أولا: أنا لن أدافع عن وزير الأوقاف فهو جدير بأن يدافع عن نفسه، والأمر ليس تهمة لكى يدافع عن نفسه، إنما دعنى أقل أن هناك اجتماعات مكثفة يعقدها الوزير بنفسه مع الأئمة لحل مشكلة المساجد، ويعقد اجتماعات مع الإداريين المضربين عن العمل، وهناك للأسف اعتصامات فئوية بوزارة الأوقاف بغض النظر إذا كان أصحابها محقين أم لا، وهذه الاحتجاجات تمنع الوزير من التعامل مع الموقف، وهنا أناشد الجميع بالعودة للعمل لأننا فى ظل هذا الوضع لا يوجد وقت للتفكير ولا هناك خطة وإذا وضعت هناك خطة لا يمكن تنفيذها على الإطلاق إلا بعد عودة الهدوء، لذا نناشد المحتجين بالعمل معنا على عودة الهدوء والاستقرار، ودعنى أقول بشكل واضح إن وزارة الأوقاف موجودة فى الساحة قبل وبعد الثورة، لكن هناك أئمة وموظفون يقولون الآن أن قيادات الوزارة إن لم تكن خائنة فهم خدام ويجب أن نأمرهم، وهناك أناس بعد قيام الثورة لم يفهموا الحرية بمعناها الصحيح وحولوها إلى فوضى. فبدلا من وجود الأئمة فى مساجدهم نجدهم الآن فى الشارع ونسمع أصواتا تطالب بتوحيد الأزهر والأوقاف فى مؤسسة واحدة، لابد أن نتخطى هذه الفترة العصيبة أولا، ولا بد أن يفهم الدعاة شيئين، الأول أننا لسنا ضد مطالبهم لأنها مشروعة وستعود علينا بالفائدة، وأنا قطعت الإجازة لأن الإمام الأكبر قال لى أنت كالغثاء يوم البعث.
لقد عملت ثلاث عشرة سنة فى مساجد الأوقاف بمنطقة مصر الجديدة ومدينة نصر (وكان يطلق عليها عندئذ: شرق القاهرة)، وكنت محل تقدير من الجميع (الجمهور على اختلاف مشاربهم، والإدارة بمن فيهم الوزيران الدكتور المحجوب، والدكتور زقزوق، وكانت لى شعبيتى وكان يصلى خلفى الآلاف فى الوقت الذى كان فيه الشيخ محمد حسين يعقوب يصلى ربما فى زاوية قريبة وكنت ألقى درسا، يحضره ما بين ألفين وثلاثة آلاف، ومجيئى إلى وزارة الأوقاف عقاب بسبب التفاف الناس حولى، وهو ما أقلق جهات الأمن فى حينها وقرروا أن ألتحق بعمل إدارى بعيدا عن لقاء الجماهير بالمساجد، وظللت على هذا النحو ستة أشهر، حتى فوجئت بالأستاذ الدكتور حمدى زقزوق ينتدبنى للعمل مديرا عاما للإرشاد الدينى، فبذلت قصارى جهدى لأثبت أنى على قدر المسئولية والحمد لله وفقت فى هذا لأبعد مدى، حتى إننى رقيت للعمل وكيلا للوزارة ورئيسا لأهم الإدارات (الإدارة المركزية لشئون الدعوة) وكنت أصغر وكيل وزارة على مستوى الجمهورية وبذلت من الجهد ما وفقنى الله تعالى له.
لكنى فوجئت فى هذه الآونة بأن النجاحات التى تحققت نسبت إلى غيرى وإخفاقات غيرى ألصقت بى، وهذا ما حصل فى اجتماعنا مع شيخ الأزهر.
● اعترفت العام الماضى أن الأزهر والأوقاف يعانيان من انتشار التيارات المتشددة والتأخر فى تجديد الخطاب الدينى، ماذا فعلتم لوقف هذا الانتشار وما هى خطواتكم لتجديد الخطاب؟
بالأرقام نحن نشرف على 107 آلاف مسجد وزاوية، والمساجد التى يصلى فيها الجمعة تقترب من 90 ألف مسجد وزاوية، ويصعد فيها أئمة معينون من قبل الوزارة عددهم 50 ألفا فقط، منهم 5 آلاف خارج البلاد إعارة أو إجازات، ومثلهم للأسف خطباء مكافأة، بعضهم يحمل فكرا وسطيا ومتميزا والبعض الآخر للأسف له أفكار مختلفة ولا نستطيع توجيههم، ولا نستطيع إرشادهم ولا تدريبهم لأن هؤلاء يأتون للوزارة ضيوفا لأداء خطبة الجمعة وإعطاء درسين فقط دون الالتزام بنسق إدارى، وأقول إن 50% من مساجد الأوقاف إذا كنا نسيطر عليها على الورق، فإننا لا نسيطر عليها فكريا، وبالتالى فإن وزارة الأوقاف تعانى غزوا فكريا وكذلك جامعة الأزهر والمعاهد الأزهرية.
● هل تطلب من المجلس العسكرى التدخل ووضع ضوابط تحدد آليات عمل هذه التيارات فى هذه الفترة الحساسة؟
لا أستطيع أن أحمل المجلس العسكرى فوق طاقته ولا يمكننى أن أقول له تعال احمِ المسجد، فالمساجد يحميها أبناؤها وجماهيرها وأنا باسمى الشخصى كداعية أناشد جماهير المساجد أن يحموها، فهم يصلون خلف هذا الأمام لسنوات عديدة ماذا حدث؟ لا أريد أن أعود لما قبل الثورة وأن يحمى الأمن أو ينظم العمل داخل المساجد، وأنا أحمل الأئمة هنا مسئولية ما حدث، فلو أن الإمام أقنع جماهيره لما لجأت إلى بديل، فما الذى يجعل الجمهور يقف مع هذا أو ذاك ضد الإمام؟
● ما رأيك فى دعوة التيارات الدينية بإقامة دولة إسلامية؟
الدولة تعنى شعبا وأرضا وحكومة ودستورا، ودولة دينية أيا كانت الديانة تعنى أن يكون فيها الحكم لله، أو كما يدعى أصحابها ويصبح المتكلم فيها رئيسا أو مرجعا أو عالما كأنه يتحدث نيابة عن الله، ولا تجوز معارضته ولا تخطئته والخارج عليه خارج على حكم الله، وهذا غير موجود فى الإسلام. نحن نرحب بالدولة المدنية بمعناها الصحيح التى تعنى أن نستفيد من مقتنيات العصر، وتحترم دين الأغلبية.
● كيف ترى خطوة إعلان الإخوان إنشاء حزب هل هى بداية خلط النشاط الدعوى بالسياسى؟
لا بد أن نقرر أن لكل إنسان الحق فى أن يعتقد ما يشاء من دين ولا بد أن نقرر هذا الحق وأن نقر لكل إنسان مبدأ الحرية فى أن يعتقد ما يريد، لذلك من حق هذه التيارات ممارسة السياسة ومن حقها تقديم مرشح للرئاسة ما دامت القوانين تسمح بذلك.
ولكن أن أنشئ حزبا دينيا مثل حزب الله يقال إن من خرج عليه خارج على الدين، هذا بالطبع لا، فإذا أرادوا حزبا سياسيا فليقوموا بذلك ولكن بعيدا عن الدين، وأنا أحذر من خلط السياسة.
● هناك إجماع على رفض ما يقوم به القذافى من قمع للمتظاهرين، ولكن ما رأيك فى فتوى الشيخ القرضاوى بإهدار دمه؟
الشيخ القرضاوى تأخر فى إصدار فتوى إهدار دم القذافى، وأنا أحسب أن القذافى يوم أن جعل الكتاب الأخضر أقدس من القرآن الكريم كان يجب أن يفتى بهذا من وقتها وليس من أسابيع قليلة، لأنه للأسف نموذج لحاكم وقائد أسوأ ما تكون القيادة وأقصى الدين بشكل كبير، وأعتقد أن هذه الفتوى تأخرت عشرات السنين.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.