تكريم الطلاب الفائزين في مسابقة القرآن الكريم بجامعة قناة السويس    رئيس جامعة بني سويف يرأس اجتماع مديري الكليات    تاجر أسماك: تجار الجملة والقطاعي اضطروا لتخفيض الأسعار بسبب المقاطعة    شركة إير فرانس-كيه ال ام للطيران تتكبد خسائر خلال الربع الأول    بعد تراجع الأوفر برايس .. سعر شيري تيجو 8 العائلية 2024 الجديدة    «المالية»: مشروع رأس الحكمة يؤكد قدرة مصر على جذب التدفقات الاستثمارية    محافظ القاهرة يوجه بتكثيف أعمال الرقابة على الأسواق والمخابز    مع دخولها الأسبوع الثاني.. ماذا تريد الاحتجاجات الطلابية في أمريكا من إسرائيل؟    الفلسطينيون في قطاع غزة يعانون مأساة جديدة جراء ارتفاع درجات الحرارة.. تفاصيل    عضو ب«الشيوخ»: اقتحام الاحتلال الإسرائيلي لرفح الفلسطينية أمر لن تقبله مصر    بالأرقام.. حجم التبادل التجاري والاستثماري بين مصر والكويت تزامنا مع زيارة الأمير للقاهرة    واشنطن: لا نؤيد تحقيق المحكمة الجنائية الدولية بشأن ممارسات إسرائيل في غزة    حسين لبيب يكشف مفاجأة عن هدفي الزمالك الثاني والثالث ضد دريمز    «الأرصاد» تحذر من رياح نشطة ومثيرة للرمال على الطرق السريعة والصحراوية    «بيطري المنوفية»: ضبط 8 أطنان لحوم ودواجن وأسماك غير صالحة للاستهلاك الآدمي    «الداخلية» تنفي مزاعم الإخوان حول انتهاكات في سجن القناطر: مغلق ولا يوجد به نزلاء    18 مليون جنيه حصيلة الاتجار غير المشروع بالنقد الأجنبي خلال 24 ساعة    هل وجود سيدنا موسى في مصر حقيقة أم جدل؟.. "الافتاء" ترد علي زاهي حواس    الموضوع وصل القضاء.. محمد أبو بكر يرد على ميار الببلاوي: "أنا مش تيس"    أسهل طريقة لتحضير كيكة البسكويت الباردة.. «جهزيها من غير دقيق وبيض»    أسترازينيكا: لقاح كورونا يسبب أثارا جانبية مميتة| فما مصير من تلقي اللقاح؟    سعر الدولار في البنوك المصرية اليوم الثلاثاء 30 أبريل 2024    موعد مباراة الزمالك القادمة ضد البنك الأهلى فى الدورى والقناة الناقلة    مواعيد مباريات الثلاثاء 30 إبريل - ريال مدريد ضد بايرن.. وكلاسيكو السعودية    وزير الإسكان: نعمل على الاستثمار في العامل البشري والكوادر الشبابية    الزراعة: زيادة إنتاجية فدان القمح إلى 26 أردبا بالأقصر .. تفاصيل    اليوم.. آخر موعد لتلقي طلبات الاشتراك في مشروع العلاج بنقابة المحامين    افتتاح المعرض السنوي لطلاب مدارس التعليم الفني بالقاهرة تحت شعار "ابدع واصنع"    قرار قضائي عاجل ضد المتهم المتسبب في وفاة تسنيم بسطاوي طبيبة التجمع    مؤسسة ساويرس تقدم منحة مجانية لتدريب بحارة اليخوت في دمياط    "صدى البلد" يحاور وزير العمل.. 8 مفاجآت قوية بشأن الأجور وأصول اتحاد عمال مصر وقانون العمل    سفير فنلندا في زيارة لمكتبة الإسكندرية    مفتي الجمهورية مُهنِّئًا العمال بعيدهم: بجهودكم وسواعدكم نَبنِي بلادنا ونحقق التنمية والتقدم    دعاء آخر أسبوع من شوال.. 9 أدعية تجعل لك من كل هم فرجا    بروتوكول تعاون بين كلية الصيدلة وهيئة الدواء المصرية في مجالات خدمة المجتمع    البنتاجون يكشف عن تكلفة بناء الرصيف المؤقت قبالة ساحل غزة    "أسترازينيكا" تعترف: آثار جانبية قد تكون مميتة للقاح فيروس كورونا    حسام موافي في ضيافة "مساء dmc" الليلة على قناة dmc    ألقوه من فوق مبنى.. استشهاد فلسطيني على يد قوات الاحتلال في الضفة الغربية    اليوم.. استئناف فتاة على حكم رفض إثبات نسب طفلها للاعب كرة شهير    اليوم.. الحُكم على 5 مُتهمين بإزهاق روح سائق في الطريق العام    إمام: شعبية الأهلي والزمالك متساوية..ومحمد صلاح أسطورة مصر الوحيدة    مساعد وزير الصحة: قطعنا شوطًا كبيرًا في تنفيذ آليات مواجهة تحديات الشراكة مع القطاع الخاص    ظهور خاص لزوجة خالد عليش والأخير يعلق: اللهم ارزقني الذرية الصالحة    هل أكل لحوم الإبل ينقض الوضوء؟.. دار الإفتاء تجيب    هل ذهب الأم المتوفاة من حق بناتها فقط؟ الإفتاء تجيب    شقيقة الأسير باسم خندقجي: لا يوجد أى تواصل مع أخى ولم يعلم بفوزه بالبوكر    موعد عيد شم النسيم 2024.. حكايات وأسرار من آلاف السنين    بمشاركة 10 كليات.. انطلاق فعاليات الملتقى المسرحي لطلاب جامعة كفر الشيخ |صور    المتحدث باسم الحوثيون: استهدفنا السفينة "سيكلاديز" ومدمرتين أمريكيتين بالبحر الأحمر    حشيش وشابو.. السجن 10 سنوات لعامل بتهمة الاتجار بالمواد المخدرة في سوهاج    عفت نصار: أتمنى عودة هاني أبو ريدة لرئاسة اتحاد الكرة    ميدو: عامر حسين ب «يطلع لسانه» للجميع.. وعلى المسؤولين مطالبته بالصمت    تصريح زاهي حواس عن سيدنا موسى وبني إسرائيل.. سعد الدين الهلالي: الرجل صادق في قوله    إيهاب جلال يعلن قائمة الإسماعيلي لمواجهة الأهلي    ليفاندوفسكي المتوهج يقود برشلونة لفوز برباعية على فالنسيا    برج القوس.. حظك اليوم الثلاثاء 30 أبريل: يوم رائع    أخلاقنا الجميلة.. "أدب الناس بالحب ومن لم يؤدبه الحب يؤدبه المزيد من الحب"    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



وكيل وزارة الأوقاف ل (الشروق): 50% من مساجد الأوقاف خارج سيطرة الوزارة
نشر في الشروق الجديد يوم 11 - 03 - 2011

ماذا يحدث فى وزارة الأوقاف؟.. سؤال تردد عقب ظهور الشيخ محمد حسان فوق منبر مسجد النور بالعباسية التابع للوزارة، وظهور الشيخ محمد حسين يعقوب فى نفس اليوم بمسجد الرحمة التابع للأوقاف أيضا، ليقفز سؤال أخطر: هل سيطر السلفيون على المساجد الكبرى بالقاهرة؟.. فى حواره مع «الشروق» يكشف الشيخ سالم عبدالجليل وكيل وزارة الأوقاف لشئون الدعوة، عن عدة مفاجآت أهمها أن بعض التيارات الدينية التى كانت ممنوعة قبل ثورة 25 يناير سيطرت بالفعل على عدد من المساجد ومنعت أئمة الوزارة من إلقاء خطبة الجمعة، كما يكشف عن أسباب تقدمه بالاستقالة التى رفضها شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب، فقرر بعدها ترك العمل الإدارى نهائيا والعودة للعمل الدعوى.
وإلى نص الحوار :
● تقدمت بإجازة مفتوحة ثم عدت وتقدمت باستقالة رفضها شيخ الأزهر فقررت ترك العمل الإدارى نهائيا.. ماذا حدث خلال الأسابيع التى أعقبت الثورة؟
أولا: نأمل أن تكون مصر بعد 25 أفضل من مصر قبل هذا التاريخ، لكن للأسف هناك بعض السلبيات التى حدثت بالمساجد والدعوة الإسلامية فى مصر، وهناك إقصاء متعمد لبعض الأئمة فى المساجد وربما بعض القادة والإداريين وأمام هذا الوضع لم أكن أستطيع أن أذود عن الدعوة ولا أن أحمى هؤلاء الأئمة أو أمكن هؤلاء القادة للقيام بمهمتهم ووظائفهم وبالتالى رأيت أن بقائى فى العمل لا قيمة له ومن هنا طلبت إجازة بدون راتب، ورفض وزير الأوقاف التوقيع على طلب الإجازة وطلب منى العودة للعمل، كما طلب منى الإمام الأكبر شيخ الأزهر العودة للعمل، وقال لى إن كل قيادات الدعوة الآن فى خندق واحد وعلى الأوقاف وأئمتها ومساجدها أن تحمى الدعوة، ووجدت أن هذه مهمة ورسالة دينية وأعتقد أنه من الواجب على أن أستجيب، وبالفعل قطعت الإجازة وعاودت العمل بعد انقطاع دام أسبوعا كاملا.
بالمناسبة لا توجد بينى وبين قيادات الأوقاف ولا أى شخص من القائمين على الدعوة على مستوى الجمهورية، أية مشكلة، ولا حتى مع ممثلى التيار السلفى أو الإخوانى أو الجهادى، ونؤمن أنهم أصحاب فكر ورؤى، ولهم الحرية فى اعتناق ما يريدون من أفكار ولا يمكن إطلاقا مصادرة هذه الرؤى، والمسألة هى الحفاظ على تراث الأوقاف ومساجدها وتمكين أئمتها من أداء وظيفتهم وكذلك الحفاظ على باعتبارنا أزهريين ومنهجنا هو الوسطى.
● ماذا حدث فى اجتماع شيخ الأزهر مع الأئمة.. وما أسباب تركك الوزارة والتفرغ للعمل الدعوى؟
فى لقاء الإثنين فى قاعة الإمام محمد عبده، حملنى فضيلة الإمام إخفاقات بعض الأئمة وفساد بعض الإداريين، لأجل هذا قررت أن أعود إلى العمل الدعوى بعيدا عن المسئوليات الإدارية، فتحسب على إخفاقاتى وحدى وتحسب لى إن شاء الله نجاحاتى، ولا أحمل ظلما وزورا أوزار غيرى. سائلا الله تعالى أن يبدلهم فى هذا الموقع الخطير من هو خير منى وأن يعيننى على إيصال رسالتى الدعوية عبر الوسائل المختلفة، وللعلم فإنه ليس بينى وبين أحد أية خصومة، لكن هناك عدة أمور يجب أن نلتفت لها، ولا أريد أن يعتقد البعض أن المشايخ كغيرهم يتشبثون بالكراسى ويقاتلون عليها.
لقد قدمت الأئمة الحاصلين على الدراسات العليا وغيرهم من النابهين، خصوصا فى المساجد الكبرى وفى الإعلام، ليكونوا صورة جميلة للأوقاف وقطعا للأزهر الشريف ضمن خطة تغيير فى الوزارة اتفقت عليها مع الدكتور زقزوق، وقطعا هذا لم يعجب الكثيرين ممن لا يملكون أدوات التميز وكانوا يقدمون على أصحاب الكفاءات لاعتبارات أخرى.
لقد كنت حازما أشد الحزم فى اختبارات الابتعاث ولم أكن أقبل المجاملة على الإطلاق لإدراكى أن المبتعث يجب أن يكون صورة مشرفة لمصر ومن ثم للأزهر الشريف، وهذا أيضا خلق لى بعض العداءات ممن كانوا ينتظرون السفر بالرشاوى والمحسوبية.
اجتهدت فى تقديم الأصلح للإدارات الفرعية بالديوان والمديريات فى إطار معايير واضحة بعيدا عن الوساطة والمحسوبية وهذا أيضا خلق لى بعض العداءات ممن كانوا ينتظرون مناصب بالرشاوى والمحسوبية.
كل هذا وغيره جعل أصحاب الأهواء وأصحاب المصالح الشخصية يعادوننى،. وإذا كان ثمن الكرسى فى هذه الآونة التنازل عن المبادئ فليذهب الكرسى إلى الجحيم وأنجو أنا بخلقى وقيمى.
● هل تستشعر خطورة صعود التيارات الدينية خصوصا مع مطالبة التيار السلفى بإعادة مساجدهم، والسيطرة على منابر مساجد لا تخصهم ومنع أئمة الأوقاف بالقوة من صعود منابرهم؟
أحب أن أوضح أنه صدر قرار جمهورى فى عهد الرئيس الراحل عبدالناصر سنة 1962 بأن وزارة الأوقاف تشرف على جميع المساجد بلا استثناء، وتم ضم عدد كبير جدا من المساجد لإشراف وزارة الأوقاف طبقا لميزانية الدولة، ومن بين هذه المساجد كانت تشرف عليها الجمعية الشرعية ومساجد أخرى كانت تشرف عليها أنصار السنة، ومساجد بناها الإخوان المسلمون، ولما نجحت ثورة 25 يناير رأت هذه التيارات أن يستردوا هذه المساجد وأنه من حقهم إقصاء أئمة الأوقاف والعاملين، وأن يكونوا هم القائمين، وهذا قطعا لا يقره عقل، لأن هذه المساجد عندما آلت إلى الأوقاف لم تكن لأشخاص وبالتالى لم تكن مغتصبة وإنما آلت إلى مؤسسة حكومية تقوم بالدعوة تحت إشراف الدولة، وأئمتها معينون لا يجوز إقصائهم ولا يجوز تعطيلهم عن القيام بأعمالهم، أو أداء وظيفتهم وهذا الذى جعلنى فى الحقيقة أشعر باستياء شديد حينما يتم تعطيل إمام مسجد عن أداء وظيفته فى الدعوة، وهذه مخالفة قانونية كبيرة.
وأنا أهيب بإخواننا فى الجمعية الشرعية وأنصار السنة والتيار السلفى والجهادى والجماعة الإسلامية، ولهم جميعا التقدير، أن يحترموا المساجد ويقدروا العاملين بها، وأن يمكنوا الأئمة من القيام بمهمتهم، وإذا أرادوا ممارسة أنشطتهم فهناك طرق أخرى يمارسون من خلالها أنشطتهم وتحددها الدولة فى ظل الحرية الممنوحة، سواء عن طريق القنوات الفضائية أو عن طريق المحاضرات فى القاعات المختلفة أو المؤتمرات أو الجمعيات أو مساجدهم التى مازالت تحت أيديهم، وبعيدا عن المساجد التى ضمتها الأوقاف لأنه لا يجوز إطلاقا تعطيل إمام عن أداء مهمته.
وإذا كان هناك إمام لا يصلح للخطابة عليهم إبلاغنا ونحن نتخذ ضده إجراء مناسبا، وأناشد العقلاء من هؤلاء الإخوة احترام قدسية المسجد وأن يتركوا الإمام يؤدى وظيفته ويمارسوا أنشطتهم فى مكان آخر.
● يرى البعض أن وزارة الأوقاف هى من أعطت الضوء الأخضر للسلفيين بعد موافقة وزير الأوقاف على صعود الشيخ محمد حسان منبر مسجد النور بالعباسية يوم الجمعة، ونفس الأمر حدث مع الشيخ محمد حسين يعقوب فى مسجد الرحمة بالهرم، فما رأيك خصوصا أنه تم الربط بين تقدمك بالإجازة وموافقة وزير الأوقاف على خطبة حسان؟
أولا أنا تقدمت بالإجازة يوم الأحد والشيخ محمد حسان جاء للوزارة يوم الثلاثاء لأخذ موافقة الوزير، وأنا أحيى الشيخ حسان لأنه دخل البيت من بابه واستأذن فى إلقاء خطبة الجمعة بمسجد النور. أما موافقة الوزارة فقد سبقتها الموافقة للشيخ حافظ سلامة عندما أعلن فى وقت سابق أنه سيتم تكريم أسر شهداء ثورة 25 يناير بمسجد النور، وهو طلب لا يمكن رفضه، وقال فى إعلانه أن خطيب الجمعة هو الشيخ محمد حسان، وهو بذلك وضع الوزارة أمام الأمر الواقع، لأنه وبالتالى لن تجد الوزارة بدا من الموافقة خصوصا أن حسان لم يعتمد على كلام الشيخ حافظ بل جاء للوزارة لكى يستأذن، ولكن هذه الموافقة لا تعنى أن هذا إذن لكل من يطلب.
لكننا فوجئنا بالشيخ حافظ سلامة بعد صلاة الجمعة وخطبة الشيخ حسان يعلن أن الدكتور عمر عبدالعزيز وهو عالم جليل، سيخطب الجمعة المقبلة، فكان السؤال: هل يصح أن يتجاوز الشيخ حافظ سلامة قيادات الدعوة فى الوزارة ويحدد من يخطب فى مسجد النور، مع العلم بأن هذا المسجد له خطيبان ممتازان هما الشيخ أحمد تركى، والآخر الدكتور أحمد السنكرى، وكلاهما فى الموقع يؤدى واجبه.
● هل لدى الوزارة إجراءات أو خطط خصوصا مع إعلان التيارات السلفية الوجود فى المساجد والسيطرة عليها ومنع أئمة الأوقاف من اعتلاء منابر مساجدهم؟
أنا أكرر.. نحن فى الأوقاف لا توجد لدينا أى أزمة فى وجود تيار دينى ينشد الاعتدال والمصلحة وخير هذا الوطن، إنما الأزمة الحقيقية أن يتم تجاوز الوزارة فتهتز صورتها وتنحى سلطتها جانبا ويتم إبعاد أئمتها من المساجد، وبالتالى خطتنا أن يحشد الأئمة قواهم، وأذكر بالخير أئمة محافظة الجيزة الذين اجتمعوا فى الجمعة الماضية بعد الصلاة من تلقاء أنفسهم، واجتمعوا للتباحث فى كيفية الحفاظ على مساجدهم، وتباحثنا معهم لنصل بعد اتفاق فضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر ووزير الأوقاف، على عقد اجتماع بقاعة الأمام محمد عبده بالدراسة، وسيحضر الاجتماع مديرى المديريات ووكلاؤها ومديرو الدعوة ويرافقهم عشرة أئمة، لنبث فيهم هذا الهم الذى نحمله وهو الحفاظ على المساجد وقدسيتها، لذلك نحن نتوجه إلى الجماهير العريضة الذين لم يلمسوا من الأوقاف إلا الوسطية أن يقفوا خلف الشرعية، وخلف أئمة المساجد المعينين من قبل الوزارة.
● معنى هذا أن وزارة الأوقاف ستكون تحت إشراف شيخ الأزهر فى المرحلة المقبلة؟
نحن نعتبر الإمام الأكبر والد كل أزهرى ونعتبره المسئول الأول عن الدعوة الإسلامية فى مصر لمكانته، وهو بالفعل لا يشرف إداريا على وزارة الأوقاف لكنه معنويا هو قائد الدعوة الإسلامية فى مصر سواء كان فى جانبها التعليمى بالأزهر الشريف، أو جانبها الدعوى والممارسة الدعوية من قبل الوزارة.
● ماذا عن تهديد الجمعيات السلفية باللجوء للقانون لاستعادة مساجدها من الأوقاف؟
نحن دولة القانون وليست عندنا أية إشكالية فى أن يحتكم من يشاء إلى القانون وما يقضى به القانون سنحترمه، وإذا أقام أحد دعوى قضائية ضدى أنا شخصيا على أن أتنحى من الوزارة، القضية هنا أننا لا نريدها فوضى، وسنسلمهم هذه الحقوق وقت أن يقضى القانون بذلك.
● فى رأيك ما سبب هذه الفوضى، هل حدثت بسبب الفراغ الأمنى بعد الثورة، أم بسبب عدم وضع وزير الأوقاف استراتيجية لإدارة المساجد؟
أولا: أنا لن أدافع عن وزير الأوقاف فهو جدير بأن يدافع عن نفسه، والأمر ليس تهمة لكى يدافع عن نفسه، إنما دعنى أقل أن هناك اجتماعات مكثفة يعقدها الوزير بنفسه مع الأئمة لحل مشكلة المساجد، ويعقد اجتماعات مع الإداريين المضربين عن العمل، وهناك للأسف اعتصامات فئوية بوزارة الأوقاف بغض النظر إذا كان أصحابها محقين أم لا، وهذه الاحتجاجات تمنع الوزير من التعامل مع الموقف، وهنا أناشد الجميع بالعودة للعمل لأننا فى ظل هذا الوضع لا يوجد وقت للتفكير ولا هناك خطة وإذا وضعت هناك خطة لا يمكن تنفيذها على الإطلاق إلا بعد عودة الهدوء، لذا نناشد المحتجين بالعمل معنا على عودة الهدوء والاستقرار، ودعنى أقول بشكل واضح إن وزارة الأوقاف موجودة فى الساحة قبل وبعد الثورة، لكن هناك أئمة وموظفون يقولون الآن أن قيادات الوزارة إن لم تكن خائنة فهم خدام ويجب أن نأمرهم، وهناك أناس بعد قيام الثورة لم يفهموا الحرية بمعناها الصحيح وحولوها إلى فوضى. فبدلا من وجود الأئمة فى مساجدهم نجدهم الآن فى الشارع ونسمع أصواتا تطالب بتوحيد الأزهر والأوقاف فى مؤسسة واحدة، لابد أن نتخطى هذه الفترة العصيبة أولا، ولا بد أن يفهم الدعاة شيئين، الأول أننا لسنا ضد مطالبهم لأنها مشروعة وستعود علينا بالفائدة، وأنا قطعت الإجازة لأن الإمام الأكبر قال لى أنت كالغثاء يوم البعث.
لقد عملت ثلاث عشرة سنة فى مساجد الأوقاف بمنطقة مصر الجديدة ومدينة نصر (وكان يطلق عليها عندئذ: شرق القاهرة)، وكنت محل تقدير من الجميع (الجمهور على اختلاف مشاربهم، والإدارة بمن فيهم الوزيران الدكتور المحجوب، والدكتور زقزوق، وكانت لى شعبيتى وكان يصلى خلفى الآلاف فى الوقت الذى كان فيه الشيخ محمد حسين يعقوب يصلى ربما فى زاوية قريبة وكنت ألقى درسا، يحضره ما بين ألفين وثلاثة آلاف، ومجيئى إلى وزارة الأوقاف عقاب بسبب التفاف الناس حولى، وهو ما أقلق جهات الأمن فى حينها وقرروا أن ألتحق بعمل إدارى بعيدا عن لقاء الجماهير بالمساجد، وظللت على هذا النحو ستة أشهر، حتى فوجئت بالأستاذ الدكتور حمدى زقزوق ينتدبنى للعمل مديرا عاما للإرشاد الدينى، فبذلت قصارى جهدى لأثبت أنى على قدر المسئولية والحمد لله وفقت فى هذا لأبعد مدى، حتى إننى رقيت للعمل وكيلا للوزارة ورئيسا لأهم الإدارات (الإدارة المركزية لشئون الدعوة) وكنت أصغر وكيل وزارة على مستوى الجمهورية وبذلت من الجهد ما وفقنى الله تعالى له.
لكنى فوجئت فى هذه الآونة بأن النجاحات التى تحققت نسبت إلى غيرى وإخفاقات غيرى ألصقت بى، وهذا ما حصل فى اجتماعنا مع شيخ الأزهر.
● اعترفت العام الماضى أن الأزهر والأوقاف يعانيان من انتشار التيارات المتشددة والتأخر فى تجديد الخطاب الدينى، ماذا فعلتم لوقف هذا الانتشار وما هى خطواتكم لتجديد الخطاب؟
بالأرقام نحن نشرف على 107 آلاف مسجد وزاوية، والمساجد التى يصلى فيها الجمعة تقترب من 90 ألف مسجد وزاوية، ويصعد فيها أئمة معينون من قبل الوزارة عددهم 50 ألفا فقط، منهم 5 آلاف خارج البلاد إعارة أو إجازات، ومثلهم للأسف خطباء مكافأة، بعضهم يحمل فكرا وسطيا ومتميزا والبعض الآخر للأسف له أفكار مختلفة ولا نستطيع توجيههم، ولا نستطيع إرشادهم ولا تدريبهم لأن هؤلاء يأتون للوزارة ضيوفا لأداء خطبة الجمعة وإعطاء درسين فقط دون الالتزام بنسق إدارى، وأقول إن 50% من مساجد الأوقاف إذا كنا نسيطر عليها على الورق، فإننا لا نسيطر عليها فكريا، وبالتالى فإن وزارة الأوقاف تعانى غزوا فكريا وكذلك جامعة الأزهر والمعاهد الأزهرية.
● هل تطلب من المجلس العسكرى التدخل ووضع ضوابط تحدد آليات عمل هذه التيارات فى هذه الفترة الحساسة؟
لا أستطيع أن أحمل المجلس العسكرى فوق طاقته ولا يمكننى أن أقول له تعال احمِ المسجد، فالمساجد يحميها أبناؤها وجماهيرها وأنا باسمى الشخصى كداعية أناشد جماهير المساجد أن يحموها، فهم يصلون خلف هذا الأمام لسنوات عديدة ماذا حدث؟ لا أريد أن أعود لما قبل الثورة وأن يحمى الأمن أو ينظم العمل داخل المساجد، وأنا أحمل الأئمة هنا مسئولية ما حدث، فلو أن الإمام أقنع جماهيره لما لجأت إلى بديل، فما الذى يجعل الجمهور يقف مع هذا أو ذاك ضد الإمام؟
● ما رأيك فى دعوة التيارات الدينية بإقامة دولة إسلامية؟
الدولة تعنى شعبا وأرضا وحكومة ودستورا، ودولة دينية أيا كانت الديانة تعنى أن يكون فيها الحكم لله، أو كما يدعى أصحابها ويصبح المتكلم فيها رئيسا أو مرجعا أو عالما كأنه يتحدث نيابة عن الله، ولا تجوز معارضته ولا تخطئته والخارج عليه خارج على حكم الله، وهذا غير موجود فى الإسلام. نحن نرحب بالدولة المدنية بمعناها الصحيح التى تعنى أن نستفيد من مقتنيات العصر، وتحترم دين الأغلبية.
● كيف ترى خطوة إعلان الإخوان إنشاء حزب هل هى بداية خلط النشاط الدعوى بالسياسى؟
لا بد أن نقرر أن لكل إنسان الحق فى أن يعتقد ما يشاء من دين ولا بد أن نقرر هذا الحق وأن نقر لكل إنسان مبدأ الحرية فى أن يعتقد ما يريد، لذلك من حق هذه التيارات ممارسة السياسة ومن حقها تقديم مرشح للرئاسة ما دامت القوانين تسمح بذلك.
ولكن أن أنشئ حزبا دينيا مثل حزب الله يقال إن من خرج عليه خارج على الدين، هذا بالطبع لا، فإذا أرادوا حزبا سياسيا فليقوموا بذلك ولكن بعيدا عن الدين، وأنا أحذر من خلط السياسة.
● هناك إجماع على رفض ما يقوم به القذافى من قمع للمتظاهرين، ولكن ما رأيك فى فتوى الشيخ القرضاوى بإهدار دمه؟
الشيخ القرضاوى تأخر فى إصدار فتوى إهدار دم القذافى، وأنا أحسب أن القذافى يوم أن جعل الكتاب الأخضر أقدس من القرآن الكريم كان يجب أن يفتى بهذا من وقتها وليس من أسابيع قليلة، لأنه للأسف نموذج لحاكم وقائد أسوأ ما تكون القيادة وأقصى الدين بشكل كبير، وأعتقد أن هذه الفتوى تأخرت عشرات السنين.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.