اهتمت الصحف العربية، الصادرة اليوم الاثنين، بعدة قضايا مصرية، أهمها الاستعدادات لتظاهرات 25 يناير، من الأحزاب والكنيسة والإخوان المسلمين والأمن في المقابل. كما تناولت جميع الصحف تقريبا إعلان السلطات الأمنية المصرية ضلوع "جيش الإسلام" الموجود في غزة في تفجيرات كنيسة القديسين، وأخيرا، الاعتداءات الواضحة على نهر النيل تحت سمع وبصر المسؤولين. هل يستنسخ المصريون الثورة التونسية غدا؟ جاء مقال وسام متى في صحيفة "السفير" اللبنانية، يتناول مظاهرة غدٍ، الثلاثاء 25 يناير، باعتباره اليوم الذي يريد له المصريون أن يوازي يوم 14 يناير في تونس، يوم الإطاحة بالرئيس التونسي وعائلته خارج البلاد. ورغم أن هناك توازنا بين الحزب الحاكم في مصر وحركات المعارضة والإخوان المسلمين والمستقلين، فإن المصريين يريدون أن ينعموا بثورة كما حدث في تونس. وعلى غرار الشاب بوعزيزي رمز ثورة تونس، اختار المصريون الشاب السكندري خالد سعيد رمزا للتظاهرات المقررة غدا، وهو الشاب الذي قتل على أيدي مخبرين في قسم شرطة سيدي جابر بعد ضربه بشكل مبرح. ويؤكد الشباب أن التغيير ما زال ممكنا، رغم أن الشعب المصري يبدو اليوم متعايشا مع بؤسه أكثر من أي وقت مضى. ومن المقرر أن يشارك أكثر من 17 حزباً وجمعية في تظاهرات 25 يناير، من بينها "حزب الغد"، و"الحزب العربي الناصري"، و"التجمع"، و"الوفد"، و"الجمعية الوطنية للتغيير"، وحركة "شباب 6 أبريل"، وجماعة "كلنا خالد سعيد"، بالإضافة إلى نقابات المحامين والصحفيين والأطباء والمهندسين. مصر تتهم تنظيما إرهابيا في غزة بتفجير الكنيسة وذكرت صحيفة "الشرق الأوسط"، أن الأزمة نشبت بين مصر وحركة حماس الحاكمة لقطاع غزة، بسبب اتهام مصر لتنظيم "جيش الإسلام الفلسطيني"، ومقره غزة، بالضلوع في تفجيرات كنيسة القديسين بالإسكندرية في بداية يناير 2011، ما أدى إلى مقتل وإصابة العشرات من المواطنين المصريين. وأعلن حبيب العادلي وزير الداخلية، خلال احتفالات عيد الشرطة أمس الأحد، أن التنظيم الفلسطيني المرتبط بالقاعدة هو المسؤول عن الهجوم، مؤكدا أن الداخلية لديها أدلة قاطعة على هذا. وفي غزة، نفى تنظيم "جيش الإسلام" على الفور "أي علاقة من قريب أو بعيد" بتفجير الكنيسة، محملا جهاز المخابرات الإسرائيلي (الموساد) مسؤولية هذا الاعتداء، وهو ما كررته حماس، نافية أي وجود للقاعدة في غزة، مطالبة القاهرة بكشف كل الملابسات المتعلقة بالحادث. "مصر تختار كبش فداء من أبناء غزة" وكتبت صحيفة "القدس العربي" في مقالها الافتتاحي اليوم الاثنين، تنتقد قيام العادلي وزير الداخلية بإلقاء اللوم على تنظيم جيش الإسلام الموجود في غزة، مؤكدة أن الاتهام لم يكن مفاجأة؛ لأن "العادلي وحكومته كانوا يبحثون منذ اليوم الأول عن كبش فداء خارجي لإلقاء اللوم عليه بمسؤولية هذه المجزرة"، حسبما قالت الصحيفة. وقالت إن مصر فيها تنظيمات أصولية متشددة، وفيها احتقان طائفي، مشيرة إلى أن "مصر هي التي أنجبت تنظيم الجهاد الذي اغتال الرئيس الراحل أنور السادات، وأن الجماعة الإسلامية التي ارتكبت مجزرة الأقصر لم تكن فلسطينية، ولم تضم فلسطينيا واحداً متشددا في صفوفها". واتهمت الصحيفة وزير الداخلية المصري أنه "اختار الفلسطينيين من أبناء قطاع غزة لأنهم الحلقة الأضعف، ولتبرير الحصار الظالم الذي تفرضه حكومته عليهم، ولتكريه المصريين، مسيحيين ومسلمين، بكل ما هو فلسطيني، بما في ذلك قضية العرب المركزية العادلة". الأمن يتوعد الإخوان المسلمين وأشارت صحيفة "الخليج" الإماراتية، إلى تهديد القوات الأمنية المصرية لأفراد جماعة الإخوان المسلمين بالبطش والاعتقال والمواجهة العنيفة وربما الدامية في حالة النزول إلى الشارع، لإعلان المطالب التي دعت إليها الجماعة بشأن الإصلاح والتغيير. واعتبرت الجماعة في بيان لها، أن حملات الاستدعاء لمسؤوليها تأتي كرد "متعجل يخلو من الحكمة والكياسة" على دعوة الجماعة إلى تحقيق متطلبات وطلبات الإصلاح السياسي، واحترام حقوق الشعب ومحاربة الفساد ومحاسبة المفسدين. الكنيسة تدعو للاعتكاف في يوم الغضب وذكرت "الجريدة" الكويتية أن قيادات قبطية وكنسية دعت المواطنين الأقباط إلى عدم المشاركة في اليوم الاحتجاجي والاتجاه إلى الاعتكاف غدا 25 يناير. وقال القمص عبد المسيح بسيط راعي كنيسة العذراء مريم الأثرية، إنه دعا شباب الأقباط إلى عدم الخروج في يوم الغضب، متهما تيارات إسلامية بالسيطرة على الاحتجاجات، لافتا إلى أن قضايا الأقباط بدأت تجد لها حلولا قانونية من قبل الدولة. التجمع يرفض والوفد متردد و6 أبريل تجهز دروعا بلاستيكية في الوقت نفسه، رفض بيان حزب "التجمع" اليساري المشاركة في التظاهرات، مؤكدا أن يوم عيد الشرطة ليس ملائما لذلك، بينما أشار مصدر في حزب الوفد إلى أن موقف الحزب لم يقرر بعد. من جانبها، أعلنت حركة شباب "6 أبريل" الأماكن والنقاط التي من المفترض أن تبدأ مظاهرات 25 يناير منها، بعد التنسيق مع المجموعات الشبابية داخل مصر وخارجها، إذ أنه من المقرر أن تبدأ التظاهرات في القاهرة والمحافظات في تمام الساعة 2 ظهرا. وقال محمد عادل مدير المكتب الإعلامي للحركة، إن الحركة أعدت دروعا بلاستيكية لحماية المتظاهرين من ضربات الأمن، وأنها دربت العديد من الناشطين والمشاركين على استخدام هذه الدروع وطرق تفادي ضربات الأمن. البرادعي: المصريون قادرون على تحقيق غايتهم ونقلت "القدس العربي" تصريحات د. محمد البرادعي المدير العام السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية لصحيفة "دير شبيجل" الألمانية، التي قال فيها إنه إذا كان الشعب التونسي قد نجح في الإطاحة بالنظام الذي تفرد بالحكم طيلة 23 عاما، فإنه يمكن للمصريين أن ينجحوا في ذلك أيضا، مؤكدا على أن المصريين قادرون على تحقيق غاياتهم، كما فعل التونسيون. الاعتداء رسميا على نهر النيل والرقابة غائبة تناولت صحيفة "الوطن" القطرية، قضية اعتداء المستثمرين على نهر النيل المستمرة، رغم زيادة مخاطر نقص المياه بسبب انفصال الجنوب عن شمال السودان مما يهدد حصة مصر من النيل. وأدت تلك التعديات لضيق مجرى النيل في بعض المناطق؛ مما أثر على كمية تصريف المياه حتى إن وقت الفيضان الصيفي يُحدث ارتفاعا في نسبة المياه في المجرى مما نتج عنه غرق مساحات من أراضي الجزر الواقعة في النهر كجزيرة الوراق التي غرقت مساحات كبيرة منها الصيف قبل الماضي، بالإضافة إلى غرق أجزاء أخرى في جزر الذهب والمرازيق والبدرشين وغيرها. وفي حلوان، تعدى أحد رجال الأعمال على النيل بردم مساحة 15 فدانا من مجرى النهر بهدف الاستيلاء عليها، وتحويلها لمنتجعات سياحية، حيث قام بعمل جسور من الحجارة في نهر النيل وتقسيمها لمربعات. أما في رشيد ودسوق وفوه، فيعاني النيل من تعدي أصحاب النفوذ الذين قاموا بردم مساحات منه بهدف بناء أبراج شاهقة تباع بأسعار عالية، مستغلين حالة الارتفاع الجنوني في أسعار الشقق وغياب الرقابة عن حماية النيل.