دعا فاروق حسني، وزير الثقافة، اليوم الثلاثاء، الدكتور محمود حمدي زقزوق، وزير الأوقاف، إلى عقد اجتماع مشترك بين مسؤولي وزارتي الثقافة والأوقاف، لبحث وضع حد لسرقة المساجد الأثرية، وبحث إمكانية الاستعانة بشركة أمن متخصصة لحراسة المساجد الأثرية، والمواقع الأثرية المشتركة بين الأوقاف والآثار، خاصة وأن هناك أعدادا ضخمة من تلك المواقع التابعة للأوقاف، والتي تتولى الآثار ترميمها وصيانتها، منها 517 موقعا في القاهرة فقط. وقال وزير الثقافة، اليوم الثلاثاء، "إنه أحال واقعة سرقة منبر مسجد (قانباي الرماح) الأثري الذي يقع ضمن مجموعة مسجد السلطان حسن الشهير بوسط القاهرة إلى النائب العام، لتحديد المسؤول عن وقعة السرقة"، مشيرا إلى أنه قام بالاطلاع على ملف القضية، ووجد أنه لا يمكن السكوت عن المتسبب فيها تحت أي ظرف من الظروف، وأن الواجب يحتم عليه نقل ملف القضية إلى النيابة العامة، للتحقيق وتحديد المتسبب في ضياع هذا الأثر المهم. ومن جانبه، أرسل الدكتور زاهي حواس، أمين عام المجلس الأعلى للآثار، مذكرة بالواقعة إلى النائب العام، ليتم التحقيق وكشف ملابسات حادث اختفاء المنبر، وذلك بناء على تعليمات وزير الثقافة، الذي شدد على أهمية كشف ملابسات وقعة الاختفاء، وتحديد المسؤول عنها. وكانت أزمة سرقة منبر (قانباي الرماح) قد تصاعدت بين وزارتي الثقافة والأوقاف، وتبادل الطرفان الاتهامات بالمسؤولية عن ضياع المنبر، حيث أصر الدكتور زاهي حواس على أن المسؤولية كاملة على الأوقاف مالكة المسجد، وأن دور المجلس انتهى بترميمه وتسليمه الأوقاف، بينما قالت الأوقاف، إن المسجد يتبع المجلس الأعلى للآثار، ويخضع له تماما، ولم تتم فيه أية شعائر دينية منذ عامين، حيث إن مفتاح المسجد في حوزة مشرف الآثار، كما أن المنبر المسروق كان داخل أحد المخازن التابعة للمجلس الأعلى للآثار بمجموعة السلطان حسن. ويذكر أن مسجد (قانباي الرماح)، الذي توجد صورته على أكبر فئة من العملة المصرية، وهي فئة المائتي جنيه، قد اختفى منبره المسجل كأثر برقم 136، ويعود إلى العصر المملوكي، وهو مصنوع من الخشب الهندي، وتم تشييده على طراز المدارس المملوكية، حيث يتألف من صحن أوسط مكشوف تحيط به 4 إيوانات، أهمها وأكبرها إيوان القبلة ومحراب القبلة، والتي تعد من أجمل نماذج المحاريب المملوكية، الحافلة بالزخارف الرخامية والمذهبة. وكان المنبر الخشبي، وهو صغير الحجم إلى جانب المحراب، يتكون من حشوات خشبية من الخشب الهندي، ومجمعة على شكل الأطباق النجمية، وقد طعمت هذه الحشوات بالسن، وعلى جانبي إيوان القبلة شبابيك نقشت أعتابها بزخارف دقت في الحجر، ما يبرهن على أن أرجاء المسجد كانت حافلة بالزخارف المترفة، وحول صحن المسجد 4 أبواب، سجل على كل واحد منها نص إنشاء المسجد، وتؤدي هذه الأبواب إلى ملحقات المسجد، كما يوجد بالقبة ضريحان، أحدهما للأمير قانيباي مشيد المسجد.