من منا لا يذكر حكاية الونش الذي سرق في وسط القاهرة, اليوم نتحدث عن سرقة منبر مسجد قاني باي الرماح, والغريب هنا أن المسجد يقع وسط القاهرة الفاطمية, فلا تعرف كيف خرج به اللصوص وكيف سرقوه وأين المسئولون عنه, ومسجد قاني باي الرماح لمن لا يعرفه توجد صورته علي أكبر فئة من العملة المصرية, وهي فئة المائتي جنيه, اختفي منبره المسجل كأثر برقم136, و هو يعود إلي العصر المملوكي, وهو مصنوع من الخشب الهندي, وتم تشييده علي طراز المدارس المملوكية, حيث يتألف من صحن أوسط مكشوف تحيط به4 إيوانات, أهمها وأكبرها إيوان القبلة ومحراب القبلة, والتي تعد من أجمل نماذج المحاريب المملوكية, الحافلة بالزخارف الرخامية والمذهبة, و المنبر الخشبي, المسروق, يتكون من حشوات خشبية من الخشب الهندي, ومجمعة علي شكل الأطباق النجمية, وقد طعمت هذه الحشوات بالسن. المشكلة أنه بعد سرقة المنبر وبعد أن بدأ البحث عن المسئول ضاعت القضية بين وزارتي الأوقاف, والثقافة, كل يتبرأ من الضحية, حيث تمت إحالة قضية سرقة المنبر إلي النيابة الإدارية حتي تقرر من المسئول عن الحادث الآثار أم الأوقاف. المجلس الأعلي للآثار نفي أن يكون لديه محضر تسلم أو مسجد قاني باي الرماح, حيث إنه عندما تقوم الآثار بعمل ترميم لأي مسجد تتسلمه الآثار بمحضر رسمي من وزارة الأوقاف, ويصبح بعدها مسئولا من الآثار, وتظل مسئولة عنه أثناء عملية الترميم, وبعد الانتهاء منها تقوم الآثار بتسليمه بمحضر رسمي أيضا إلي الأوقاف, بينما قالت الأوقاف, إن المسجد يتبع المجلس الأعلي للآثار, ويخضع له تماما, ولم تتم فيه أي شعائر دينية منذ عامين, حيث إن مفتاح المسجد في حوزة مشرف الآثار, كما أن المنبر المسروق كان داخل أحد المخازن التابعة للمجلس الأعلي للآثار بمجموعة السلطان حسن. ودعا وزير الثقافة, زميله وزير الأوقاف, إلي عقد اجتماع مشترك بين مسئولي وزارتي الثقافة والأوقاف, لبحث وضع حد لسرقة المساجد الأثرية, وبحث إمكان الاستعانة بشركة أمن متخصصة لحراسة المساجد الأثرية, والمواقع الأثرية المشتركة بين الأوقاف والآثار, خاصة ان هناك أعدادا ضخمة من تلك المواقع التابعة للأوقاف, والتي تتولي الآثار ترميمها وصيانتها, منها517 موقعا في القاهرة فقط. ما أخشاه أن نظل نعقد اجتماعات لنعرف من المسئول عن المسجد, وفي النهاية ننسي القضية الرئيسية: أين ذهب منبر مسجد قاني باي؟ [email protected]