انتقد د.ناجح إبراهيم الرجل الثانى فى الجماعة الإسلامية بعض ما جاء فى رسالة «التحول الفكرى للجماعة الإسلامية وأثره فى ميزان الإسلام» للباحث محمد أبوعطية عضو الجماعة، والتى عرضتها «الشروق» الأسبوع قبل الماضى فى ثلاث حلقات بعنوان «القصة الكاملة لانقلاب الجماعة الإسلامية على نفسها». وقال إبراهيم تعقيبا على الحلقات: «فتحت مراجعات الجماعة الإسلامية باب النقد الذاتى والمراجعة أمام جميع فصائل العمل الإسلامى من أوسع أبوابه، وكسرت ذلك الحاجز النفسى المنيع الذى يعوق معظم محاولات الصدق مع النفس وإيثار الحق على كل ما سواه «إلا أنه يرى أن تلك الخطوة التى وصفها بالتاريخية «مراجعات الجماعة الإسلامية»، ما كان ينبغى لها أن تسطر بمعزل عن التدقيق التاريخى والمناقشة المنهجية الرصينة من قبل الباحث،وقال: «لاحظنا أن البحث قد حاد عنه فى بعض أجزائه دون قصد أو تعمد من الباحث حسبما يمليه علينا حسن الظن بالمسلمين». وأضاف: «تضمن البحث عدة روايات تاريخية نقلها الباحث من مصادر محددة، معروفة بعدم الحيادية، وابتنى عليها رؤى وأحكاما تاريخية لا تمت للحقيقة بصلة وقد كان بوسعه، أن يستوثق من صحة تلك الروايات، التى أوردها فى ثنايا بحثه ممن عاصروها وعايشوا أحداثها». وحدد إبراهيم بعض الأخطاء التاريخية والمنهجية، التى يرى أن الباحث وقع، وقال: اعتمد الباحث بشكل كبير على كتاب «الهجرة إلى العنف» للكاتب الصحفى عادل حمودة، وذلك فى استعراض مرحلة نشأة الجماعة الإسلامية، مؤكدا أن الكتاب لم يلتزم الحيادية فى سرده لتلك المرحلة التاريخية، وذلك لخلفيات أيدلوجية وشخصية تخص مؤلفه، مما جعل دقة إيراده لقصص النشأة مشكوك فيه. وأضاف: كان حريا بالباحث من باب الأمانة العلمية أن ينقل من مصادر أخرى متنوعة، كما فاته أن يرجع إلى الجماعة الإسلامية ذاتها لينقل عنها، خاصة أن الذين عاصروا مرحلة النشأة ما زال معظمهم على قيد الحياة». وتعليقا على ما أورده الباحث عن علاقة الجماعة الإسلامية بالإخوان المسلمين ،أكد إبراهيم «أنها قصة مختلقة ومكذوبة»، وكان الباحث محمد أبوعطية قد أشار فى بحثه إلى أن: الجماعة اعتبرت الإخوان جيلا لم يكن مخلصا فى هدفه نحو إقامة الدولة الإسلامية. وأن عمر التلمسانى مرشد الإخوان كان يستجيب لمطالب النظام، ويسعى لتهدئة الغضب الموجود فى صدور الشباب، ووصل الأمر إلى حد الاعتداء عليه من بعض أعضاء الجماعة الإسلامية فى أسيوط، وذلك اعتمادا على شهادة عادل حمودة. وقال الرجل الثانى فى الجماعة الإسلامية: رغم اختلافنا مع جماعة الإخوان، إلا أن هذا الخلاف لا ينسينا أبدا حقوقهم علينا كإخوة فى الإسلام أولا، وعاملين فى حقل الدعوة الإسلامية ثانيا، فكيف إذن نتهمهم فى نواياهم، مؤكدا أن الشيخ التلمسانى كان وما زال يحظى باحترام خاص من أعضاء الجماعة، وذلك لعطائه العظيم الذى لا ينكره إلا جاحد. كما أخذ أيضا على الباحث تقليله من شأن قادة الجماعة وفقهائها، وقال: يقول الباحث بنظرة بسيطة على هؤلاء القادة نجد أن معظمهم لم يتلق علما شرعيا متأصلا بل هم خريجو كليات علمية ثقافية، وقد تم إلقاء القبض عليهم، وهم فى سن الشباب، فلم يتمكنوا من تحصيل العلوم الشرعية بتأن وتأصيل، ولم يتوافر بعد ذلك إلا للشيخ أسامة حافظ. ويرى ناجح إبراهيم أن هذا الكلام عار عن الموضوعية والإنصاف، وقال: «لو أراد الباحث أن يتحرى الإنصاف فى كلامه لذكر أن قادة الجماعة رغم دخولهم السجن، وهم شباب صغير السن، إلا أنهم كانت لهم إسهاماتهم العلمية الرائعة، وما زالت أبحاثهم الرصينة، التى كتبوها خلف جدران السجون فى العمل الجماعى والعذر بالجهل والأمر بالمعروف والنهى عن المنكر وحكم تكفير المعين وغيرها من الأبحاث القديمة تشهد بنبوغهم على أقرانهم». ويضيف: كما لم يذكر الباحث كيف اجتهد هؤلاء القادة كثيرا فى تحصيل العلم الشرعى والأخذ بأدواته، وقد شهد لهم بذلك كل من التقاهم من أهل العلم حتى إن أحدهم، وهو الشيخ عبدالآخر حماد عندما سافر خارج مصر فى أوائل التسعينيات تصدر المركز الأول فى مسابقة شباب العلماء». وتابع: أما الشيخ أسامة حافظ، فبالرغم من علمه الغزير وفقهه الواسع إلا أن الجماعة لم تنزله يوما منزلة الأئمة الأربعة، كما أن له آراءه الفقهية، التى قد يختلف معها بعض قادة الجماعة، ويتفق معها البعض الآخر. وأكد إبراهيم أن الجماعة الإسلامية كانت، وما زالت تعظم دور العلماء فى بناء الأمة، وعلى رأسهم الشيخ ابن باز، والدكتور محمد سيد طنطاوى شيخ الأزهر، الذى ذكر الباحث أن الجماعة قالت عن «إنه من علماء البترول»،واتخذت من الثانى موقفا عدائيا، وقال: لا أدرى من أين جاء الباحث بهذا الكم الهائل من الاتهامات، وعلى أى أساس بنى تلك الرؤية؟ وأكد أن الجماعة منذ نشأتها توقر أهل العلم وتعترف لهم بالفضل، وإن اختلفت فى رؤيتها مع بعضهم، مشيرا إلى أن الخلافات التى حدثت بين الجماعة وبين بعض أهل العلم لم تخرج عن كونها خلافات علمية محضة لا تصل مطلقا إلى حد التشهير، خصوصا الشيخ ابن باز،والدكتور طنطاوى.