أدان مدير إدراة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا فى وزارة الخارجية البريطانية كريستيان تيرنر الاستيطان الإسرائيلى فى الأراضى الفلسطينية المحتلة، وفيما رأى أن سلوك إسرائيل ليس من السهل تغييره، اعتبر أن المفاوضات هى الخيار الأمثل أمام الفلسطينيين. ففى لقاء مع وفد إعلامى عربى فى لندن، بينهم موفد من «الشروق»، قال تيرينر ردا على سؤال للجريدة عن موقف بلاده من الاستيطان: «إن الاستيطان الاسرائيلى فى الأراضى المحتلة غير قانونى؛ لذا لا بد على إسرائيل أن توقفه وأن تجلس إلى مائدة المفاوضات». المسئول البريطانى رأى أن «هناك خيارات أمام الفلسطينيين فى حال رفضت إسرائيل وقف الاستيطان، من بينها اللجوء لمجلس الأمن أو إعلان الدولة الفلسطينية من جانب واحد للمرة الثانية، لكن أعتقد أنها خيارات أسوأ من التفاوض، فالتفاوض هو الخيار الأمثل». وردا على سؤال حول ما يمكن للندن القيام به أمام رفض رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو وقف الاستيطان، قال إن «الوضع صعب جراء ارتفاع شعبية نتنياهو بين الإسرائيليين وتدنى شعبية الرئيس (الأمريكى باراك) أوباما.. ليس من السهل تغيير سلوك إسرائيل». وفى الوقت الذى زار فيه وفد من مجلس العموم البريطانى قطاع غزة المحاصر للوقوف على الوضع الإنسانى هناك، نفى تيرنر وجود أى نية لبريطانيا للتحاور مع حركة حماس، معتبرا أنها «لم تلتزم بشروط الرباعية الدولية، وأهمها نبذ العنف والاعتراف بحق إسرائيل فى الوجود.. التحاور مع حماس من شأنه أن يزيد من إضعاف الرئيس محمود عباس». وعلى صعيد مكافحة الإرهاب، اعتبر المسئول البريطانى أن «أكبر خطر يهدد أمن بريطانيا بعد أفغانستان وباكستان يأتى من اليمن، حيث الصعود المتنامى لتنظيم القاعدة، وهو ما يفسر اهتمامنا الكبير باليمن». وأوضح أن «هناك تعاونا قائما بين بريطانيا وكل من الحكومتين السعودية واليمنية لدعم الإصلاحات الاقتصادية فى اليمن، بغية تجنب الاحتقان الذى أدى إلى تأزم الوضع وبروز موجات العنف والإرهاب». ثم انتقل تيرنر إلى الحديث عن إيران، قائلا إن بلاده تنتهج طريقة تجمع ما بين الضغط عبر العقوبات الدولية والحوافز المكثفة فى التعامل مع طهران»، مشددا على إيمان بريطانيا ب«حق إيران فى امتلاك التكنولوجيا النووية السلمية». ومضى قائلا إنه «فى الوقت الذى يجتمع فيه ممثلو الدول الدائمة فى مجلس الأمن الدولى، بجانب ألمانيا، مع المسئولين الإيرانيين فى مدينة جنيف، فإنه «يأمل فى حدوث تقدم»، مشددا على أن بلاده «تحاول منع أمرين من الحدوث، وهما: امتلاك إيران للسلاح النووى، والثانى هو توجيه ضربة عسكرية لإيران».