اعتبر الكاتب الصحفى سلامة أحمد سلامة، رئيس مجلس تحرير «الشروق» أن منصب وزير الإعلام الذى يقتصر على الدول العربية فقط حاليا دليل تخلف هذه الدول، واصفا من يتولى هذا المنصب بأنه «عسكرى المرور فيما يتعلق بالإعلام»، مطالبا بتشكيل مجلس أمناء يضم ممثلين عن الشعب والمجتمع المدنى، بدلا من اقتراح الحكومات العربية بمراقبة البث الإعلامى. وقال سلامة خلال ندوة «الإعلام بين السياسة والمهنية تجارب فى تغطية الانتخابات» أمس إن ما تشهده الصحف المصرية «من الإسراف فى الرياضة والحوادث على حساب ما يحدث فى باقى العالم» هو نوع من التغطية على العجز السياسى وتعويض عما يمكن أن تفعله الأحزاب السياسية والنوادى الرياضية»، مشير إلى أن الدور الذى يلعبه الإعلام فى مصر فى الحياة السياسية أصبح يحل محل الأحزاب فى أحيان كثيرة بل «يكاد يكون وقود الحراك السياسى فى الشارع المصرى» ضاربا مثالا بقضية التوريث التى كان الإعلام أول من أثارها وليس الأحزاب السياسية. وأشار سلامة إلى التطورات التى شهدها الإعلام المصرى منذ عام 2004 التى شملت اتساع وتنوع الخريطة الإعلامية بظهور الصحف المستقلة والفضائيات والانترنت والمحمول، واختلاف البيئة الدولية والاهتمام بحقوق الإنسان والديمقراطية من قبل المنظمات الدولية وإصدار تقارير دورية وضعت الإعلام فى بؤرة التحدى وجعلت رصد الديمقراطية والحريات من السياسات لتوجيه الرأى العام فى مصر. من جانبه رفض د. عمرو الشوبكى، رئيس منتدى البدائل العربى المنظم المشارك فى الندوة مع بعض الملاحظات للخريطة الإعلامية المصرية كان أهمها المساحات الواسعة التى أخذها الإعلام الرياضى والفنى فى الفترة الأخيرة على حساب جوانب أخرى، وحديث مقدمى البرامج الرياضية فى أمور سياسية لا يعلمونها بطرق أدت إلى كوارث سياسية مثلما حدث فى مباراة مصر والجزائر. كما انتقد الشوبكى إغراق الإعلام المصرى فى محليته وغياب الاهتمام بما يجرى فى الخارج مما أدى لعدم فهم بديهيات ما يجرى فى الخارج، مضيفا أن مشكلة إصلاح الإعلام الحكومى غير مرتبطة بالإصلاح السياسى والديمقراطى فقط، إنما هى مشكلة ذات طابع مهنى واجتماعى ووظيفى. من جانبها أشارت نجلاء العمرى مدير البرامج بشبكة «بى. بى. سى العربية» إلى عدد من المشاكل التى يواجهها مراسلو الشبكة فى المنظفة العربية والتى أهمها الخوف الذى يسيطر على الناس عند الحديث فى أى مواضيع وعدم وضوح القواعد للقيام بالعمل الإعلامى رغم وجود 50 هيئة لعمل المراسلين ورغم هذا يتم إيقافهم من قبل الشرطة والأمن. كما لفتت إلى المعاناة التى تواجهها (بى. بى. سى) فى إقناع الزملاء الجدد من العالم العربى للتعامل بندية مع المسئولين بالإضافة إلى نظرة المسئول العربى للإعلام حيث يرفض التحدث معه إلا عندما يرغب المسئول نفسه، وكذلك مشكلة الدلالات الدينية عند الحديث عن أى شىء فى العالم العربى.