بنات الأصول فى الريف والحضر لا يترددن فى خلع ذهبهن وإعطائه بكل الرضا إلى أزواجهن إذا ما تعرضت بيوتهن لضائقة مالية، هؤلاء النساء اللاتى يعرفن التضحية. أما بعض رجالات البيت الزملكاوى الموشك على الإفلاس من أثرياء البلد الذين اعتلوا درجات الشهرة المجتمعية بانتسابهم إليه والذين صدعوا رءوسنا ليل نهار بحب الزمالك جعلوا أذنا من طين والأخرى من عجين وهم يسمعون أنات المستشار جلال إبراهيم رئيس النادى المكلف من الأزمة المالية التى تحتاج إلى 170 مليون جنيه لحلها، إنهم يعتبرون أن مبادرة «ناديك يناديك» لا تليق باسم وتاريخ وعراقة نادى الزمالك وهى كذلك فعلا ولكنها قبل ذلك عار عليهم وعلى من أوصل النادى إلى هذه الحالة! لا يمكن أن نلوم جلال إبراهيم لأنه لجأ إلى محاولة تنال من قيمة ومكانة الزمالك كقلعة رياضية مصرية.. ولكن من يستحقون الحساب أولئك الذين يمتلكون الثروات ويتركون ناديهم فى هذا المأزق منتظرين أن يسارع بسطاء المحبين لكى يقطعوا من أقواتهم وأقوات أسرهم ويتبرعوا بجنيهات قليلة لأنهم لا يتحملون أن يناديهم ناديهم ولا يعيرونه اهتماما كما يفعل من يطلقون على أنفسهم رموز النادى!! الحلول العملية للخروج من الأزمة المالية كثيرة بعيدا عن حملة التبرعات منها أن يعيد النادى صياغة سياسة الاحتراف وأن يتعامل بمنظور اقتصادى وليس عاطفيا مع فريق الكرة فليس من المقبول أن يتبرع الزملكاوية البسطاء ليحصل عدد من اللاعبين على عشرات الملايين رغم أن منهم من لعبوا للفريق سنوات ولم يحصدوا أى بطولة بل باعوا النادى أكثر من مرة وهربوا هنا وهناك. فلماذا لا يوافق مجلس المستشار على عقد بيع شيكابالا مع كل التقدير لموهبته ليستفيد بأكثر من 20 مليون جنيه قيمة آخر عرض تلقاه النادى من بلجيكا فهو قطعة الذهب التى يجب أن يخلعها النادى ليخرج بها من أزمته بدلا من أن يبقيه وهو لا يستطيع أن يدفع له الملايين التى يطلبها فتكون النتيجة عدم استمراره هو وغيره لأن زمن التضحية انتهى؟! ولماذا لا يتولى المجلس القومى تقديم إعانة عاجلة تصرف فى الأوجه المُلحة بعيدا عن تمويل نشاط كرة القدم وأن تتولى إدارة الاستثمار فى المجلس القومى للرياضة مشروع المركز التجارى الضخم الذى تم التخطيط له منذ سنوات وتوقف بسبب صراعات واتهامات بين مجالس الإدارة المتعاقبة!! وبضمان الإيرادات المتوقعة من هذا المشروع يمكن تقديم تمويل لخزانة النادى يتم سداده على سنوات حق الانتفاع به وهو ما يضمن السرعة فى التنفيذ والشفافية فى الإدارة. ويمكن أيضا وبسرعة فتح باب الاشتراكات فى فرع النادى فى السادس من أكتوبر من حصيلة الرسوم الإنشائية يدفع النادى جزءا فى المنشآت ليستقل الأعضاء فى المقر الجديد ويصبح فيما بعد مصدرا جيدا للتمويل. فى فيلم سواق الأتوبيس تخلى أثرياء عائلة حسن الفنان الزملكاوى نور الشريف عنه وهو يحاول إنقاذ والده عماد حمدى من حجز الضرائب وإغلاق ورشته والمستشار جلال يعيش نفس السيناريو فهل يتحرك أحد قبل أن يلقى الزمالك مصير ورشة أبوحسن؟!