أثار تقرير «الشروق»، أمس، حول اجتماع ممثلى «فريق العمل الأمريكى بشأن مصر» مع مستشارى الرئيس الأمريكى، باراك أوباما، فى مجلس الأمن القومى، ردود أفعال متفاوتة على المستوى المحلى، فيما تهربت السفارة الأمريكية من التعليق المباشر على اجتماع واشنطن. وكانت «الشروق» قد كشفت عن اجتماع ممثلى فريق العمل الأمريكى بشأن مصر، مع مستشارى أوباما فى مجلس الأمن القومى لحث الإدارة الأمريكية على ممارسة مزيد من الضغوط على الرئيس مبارك من أجل إجراء انتخابات برلمانية ورئاسية نزيهة. ورفضت سفارة أمريكا فى القاهرة التعليق مباشرة على تقرير «الشروق»، وقال مصدر مسئول فى السفارة: «إذا نظرت لما تقوله سكوبى طوال الوقت سترون أن موقفنا واضح». وأضاف المصدر الأمريكى أن «هناك اجتماعات طوال الوقت فى البيت الأبيض بشأن كل المواضيع، والانتخابات المصرية ليست استثناء. واختلف المحللون والسياسيون والحقوقيون على أهمية اجتماع واشنطن بشأن مصر، وربط بهى الدين حسن، مدير مركز القاهرة لدراسات حقوق الإنسان، بين الاجتماع، وما سماه «مرحلة انتقال السياسة الأمريكية تجاه الديمقراطية فى الشرق الأوسط، خاصة مصر». وأكد حسن أن هذا الاجتماع «ليس الأول من نوعه ولكنه يعتبر الأهم لأنه جمع كل هذه الشخصيات، ومنهم سمانتا باور، المشرفة على العلاقات الدولية فى مجلس الأمن القومى». وفسر حسن، ما يعتبره «تحولا فى السياسة الأمريكية» ب«القلق المهول حول مستقبل الوضع فى مصر»، على حد تعبيره وقال: «الانتخابات انتهت ومعروف نتائجها ويوم 28 مجرد مناسبة لإعلان النتيجة». «أعتقد أن قصارى ما يمكن أن تقوم به الإدارة الأمريكية الآن وبعد هزيمة الحزب الديمقراطى فى انتخابات التجديد النصفى للكونجرس، لا يتجاوز الضغط الناعم، أو بعض النصائح تتم فى قفاز حريرى»، هكذا علق د. نبيل عبدالفتاح. فيما قال حافظ أبوسعدة، رئيس المنظمة المصرية لحقوق الإنسان، إن حدود الضغوط الأمريكية على مصر ليست كبيرة، نظرا لدور مصر فى عملية السلام والتخوف من سيطرة الإسلاميين على السلطة. ورفض حزب الوفد أى تدخل أمريكى فى شئون مصر الداخلية وقال فؤاد بدراوى، نائب رئيس الوفد، إن حزبه يرفض الرقابة الدولية فى أية انتخابات داخلية. وقال حسين عبدالرازق، قيادى حزب التجمع، إن التجربة مع الإدارات الأمريكية المختلفة أثبتت أن حديثها عن الديمقراطية فى مصر لا يتجاوز حدود الكلام، مرجعا ذلك لكون النظام الحالى حليفا تابعا للإدارة الأمريكية يحقق لها مصالحها. وأكد سعد الكتاتنى، المتحدث الرسمى باسم جماعة الإخوان، على «رفض الجماعة التام لمناقشة شئون تتعلق بمصر فى الكونجرس الأمريكى»، وقال: «الإخوان بشكل عام يرفضون أى تدخل خارجى فى الشأن المصرى لأن الأمور المصرية لا تحل إلا بقرار مصرى خالص»، مطالبا النظام بإجراء حوار موسع مع قوى المعارضة فى هذا الشأن. أعد التقرير علياء حامد وصفاء عصام الدين وياسمين سليم ومحمد خيال ورانيا ربيع ودنيا سالم