فى الذكرى المئوية لميلاد آخر سكرتير لحزب الوفد قبل ثورة يوليو فؤاد باشا سراج الدين ومؤسس حزب الوفد الجديد، التى احتفل بها الحزب مساء أمس الأول، بدا كما لو أن الباشا نجح فى لم شمل الكثير من الفرقاء بداية من الرئيس الحالى للحزب السيد البدوى ورئيسه السابق محمود أباظة انتهاء بمارجريت عازر، التى كانت قد وقعت للتو استمارة عضوية بالحزب بعد يوم من استقالتها من حزب الجبهة. مواقف سراج الدين الوطنية والسياسية بداية من دعم الفدائيين فى كفاحهم ضد الإنجليز فى القنال، وأوامره لقوات الشرطة المصرية المحاصرة من جانب قوات الاحتلال بالثبات فى مبنى محافظة الإسماعيلية، وغيرها كانت محل إشادة من قيادات وشباب الحزب فى كلماتهم التى ألقوها وفاء لذكرى «آخر باشوات مصر الكبار» بحسب تعبير الكثير من الوفديين. هكذا جاءت كلمة رئيس الحزب السيد البدوى، التى أشاد فيها بالتاريخ السياسى الحافل للباشا المولود فى قرية الجرايدة بمحافظة كفر الشيخ يوم 2 نوفمبر 1910، الذى حصل على ليسانس الحقوق من جامعة القاهرة عام 1931 وكان أصغر النواب سنا فى تاريخ الحياة النيابية المصرية وأصغر وزير مصرى يتولى الوزارة، وهو فى الحادية والثلاثين من عمره. استشهد البدوى بما ذكره وجيه أباظة أحد الضباط الأحرار عما دار فى لقائه بالباشا وقت أن كان وزيرا للداخلية قبل 1952 حين زاره طالبا الدعم للفدائيين، وموافقة الباشا على فتح مخازن السلاح لهم، كما أشاد بصلابة مؤسس الوفد الجديد، الذى تم اعتقاله قبل الثورة مرتين وبعد الثورة 4 مرات وحكم عليه بالسجن 15 عاما إلا أنه رغم ذلك لم يكتب التماسا واحدا للإفراج عنه». بعد فيلم تسجيلى يتناول صور ومشاهد لتاريخ الباشا السياسى المتقاطع مع عديد من الشخصيات والزعامات والأحداث التاريخية والسياسية المهمة فى تاريخ مصر، قام السيد البدوى بإزاحة الستار عن التمثال الجرانيتى، الذى نحته الفنان عصام درويش لسراج الدين فى مدخل القصر، الذى سبق وأعلن مؤسس الوفد الجديد عن حملة تبرعات لشرائه ليكون مقرا للحزب بعد إعادة تأسيسه. حول التمثال وقف مؤسس وفديون ضد التوريث هو وعدد من أعضاء الحركة ولجنة بلبيس حاملين لافتات تحاول أن تستلهم جانبا من تراث وكلمات الباشا بعضها يقول: «نحن ننحاز انحيازا كاملا للديمقراطية والحرية وحقوق الإنسان وكرامته» «لجنة بلبيس لن تنساك يا سراج الدين، ولدينا الأمل فى أعز أبنائك السيد البدوى». عقب الاحتفالية قال محمود أباظة، الرئيس السابق للوفد ل«الشروق»، «إن سراج الدين هو آخر الزعماء الوفديين فهو نموذج لجيل عظيم، خدم الوفد طوال حياته السياسية»، مشيرا إلى أن كل من خلفوه هم «رؤساء لهم أعمال إدارية ويمثلون الوفد أمام الرأى ولكن ليسوا زعماء».