تزايدت حدة حملات مرشحي الحزبين الجمهوري والديمقراطي في انتخابات الكونجرس، التي تُجرى غدا الثلاثاء، مع التركيز على الأزمة الاقتصادية، وارتفاع نسبة البطالة في البلاد. ففيما يركز مرشحو الحزب الجمهوري على اتهام الرئيس أوباما وفريقه الديمقراطي بالفشل في إنقاذ البلاد من الأزمة الاقتصادية، ويحملونه تبعات ذلك، لا يفوت الديمقراطيون في حملاتهم أيضا فرصة لتذكير الناخبين، بأن الأزمة هي من ذيول عهد الجمهوريين السابق. وركز أوباما من كليفلاند، في ولاية أوهايو، آخر محطة له في جولته لدعم الديمقراطيين، على أن الورطة التي وصلت إليها البلاد هي من مخلفات العهد السابق، وقال: "قامت إستراتيجيتهم السياسية الأساسية على أنكم مصابون بفقدان الذاكرة، لقد راهنوا على أنكم قد نسيتم كيف وصلنا إلى هنا، إذا عليكم يا أبناء كليفلاند أن تعلموهم بأننا لم ننس". واتهم أوباما الجمهوريين بخفض الضرائب على أصحاب الملايين، وتناسي الطبقتين المتوسطة والعاملة؛ بهدف تأمين مصالحهم الخاصة، داعيا الناخبين الديمقراطيين، وخاصة أصحاب الطبقة الوسطى الذين خسروا الكثير، إلى محاربة تلك السياسة ومنع تكرارها من خلال التصويت، ومنع الجمهوريين من العودة إلى تسلم زمام أمور البلاد. وقال: "أريدكم أن تستمروا في الكفاح وتستمروا في الإيمان بالفوز، وأريدكم أن تدقوا على الأبواب وتتحدثوا مع جيرانكم وأصدقائكم وتتوجهوا للاقتراع المبكر". وفي المقابل، هاجمت سارة بيلين، مرشحة الحزب الجمهوري لمنصب نائب الرئيس في الانتخابات الرئاسية السابقة، سياسة الرئيس أوباما، واعتبرت أنه فشل فشلا ذريعا خلال العامين من فترة حكمه، وقالت: "لقد منحناك سنتين للوفاء بوعودك التي قطعتها عن إعادة الحياة إلى اقتصادنا، ولكن بدلا من ذلك أرى الوضع قد بات أسوأ من ذلك، نعلم أن صرف رزمة حفز الاقتصاد، التي قُدرت بنحو 3 مليارات دولار، خلقت المزيد من الدين، ولم تجد نفعا، ولكن الرئيس أوباما لا يزال يتحدث عن المزيد من الحوافز ومن خطط الإنقاذ المالي". ويرى عدد من المرشحين والمراقبين، أن انتخابات الكونجرس هي بمثابة استفتاء على السياسات التي يتبعها الرئيس أوباما. وقد أظهر استطلاع للرأي في الولاياتالمتحدة، أن حوالي نصف الناخبين المسجلين يرغبون في أن يسيطر الجمهوريون على الكونجرس؛ إثر الانتخابات التشريعية التي تجري غدا الثلاثاء. ويقول أنتوني سالفانتو، مدير قسم الانتخابات في شبكة تليفزيون "سي بي إس نيوز": إن كلا من الحزبين الرئيسيين يعتمد على فئات معينة للحصول على أكبر عدد من الأصوات منها. وقال: إن الجمهوريين يعتمدون كثيرا على كبار السن والمحافظين، بينما يعتمد الديمقراطيون على الشباب والأقليات، ويرى أن المهمة الصعبة التي يواجهها الحزبان، غدا الثلاثاء، تتمثل في نجاح كل حزب في إقناع أكبر عدد ممكن من الفئات المؤيدة له، بالتوجه إلى مراكز الاقتراع. وقال: "في كثير من هذه المنافسات والدوائر التي تتقارب فيها احتمالات الفوز، فإن نسبة 1 أو 2% من أصوات تلك الفئات الرئيسية تكون مهمة جدًّا في دائرة أو منافسة، تتوزع فيها الأصوات بين المرشحين بنسبة 51 إلى 49%". ويقول سلفانتو: إن المهمة التي يواجهها الديمقراطيون هذه المرة مهمة صعبة، مضيفا: "تبين بعض المؤشرات أن الفئات التي يعتمد عليها الحزب الديمقراطي عادة، بما فيها الشباب، تميل إلى التصويت لصالح المرشحين الديمقراطيين، إلا أننا نعرف من التجارب الماضية أن هذا النوع من الناخبين لا يشارك بأعداد كبيرة في الانتخابات النصفية".