● مباراة الزمالك مع الشرطة كانت الأهم فى كل مباريات الجولة التاسعة لمسابقة الدورى الممتاز،ليس لأن ما يفصلهما عن بعضهما البعض كان نقطة واحدة، ولا أن القمة كانت هدفا للفريقين.. ولكن لأن اللقاء كان بالفعل اختبارا حقيقيا لكليهما.. فالجميع كان ينتظر ماذا يفعل حسام حسن المدرب الصاعد الواعد ضد طلعت يوسف الملقب ب(مورينيو الشرق).. وبالفعل نال هذا الحوار الكروى اهتمام ومتابعة كل الجماهير بمن فيهم جمهور الأهلى الذى اطمأن وارتاح باله بعد فوز فريقه على بتروجيت العنيد بهدف فى مباراة صعبة. وأعتقد أن الزمالك تعامل مع المباراة بالشكل المناسب ولم يتعجل الفوز كما كان حاله فى المباريات السابقة وتمهل كثيرا وهو يلاعب الشرطة الذى اعتاد أن يمنح خصمه طعما للهجوم عليه ثم يرد بخطف الأهداف كما فعل من قبل أمام الإسماعيلى وغيره فى الأسابيع السابقة.. وأرى أن هذه المباراة من المباريات القليلة التى لعب فيها الزمالك باتزان فنى كامل من البداية وحتى صافرة النهاية وكان جميع اللاعبين على مستوى الحدث، كما كان حسام حسن حاضرا فى الزمان والمكان بداية من اختيار التشكيل حسب العناصر المتاحة لديه ومرورا بطريقة اللعب وانتهاء بالتغييرات.. أضف إلى ذلك تألق (شيكابالا) الذى توهج فنيا وتألق مهاريا وأضاء شباك الشرطة بهدفين من الزمن الكروى الجميل.. ومن قبل كل ذلك، صبغ هذا النجم الاسمر القمة باللون الابيض. أما اتحاد الشرطة فالوضع كان مختلفا كثيرا هذه المرة، ربما لأنه تخيل أن الزمالك سيلتهم الطعم ويجازف ويبادر بالهجوم غير المدروس.. وانتظر طلعت يوسف أن يقع الابيض فى الكمين المعتاد، لكن (شيكابالا) رد بكمين آخر وقع فيه الشرطة ولم يستطع الخروج منه ودفع الثمن بالتعرض للهزيمة الأولى هذا الموسم وخسر القمة. ● هذا ما كان من أمر مباراة القمة.. لكن كان هناك لقاء آخر بين أهل المقدمة وأقصد بطبيعة الحال ما دار بين الأهلى وبتروجيت.. ويمكننى القول إن الأهلى لعب وتألق فى شوط وفاز بهدف قبل أن يتألق منافسه ويتسابق فى إهدار أهداف فى الشوط الثانى.. لكن المحصلة فى النهاية كانت لمصلحة حامل اللقب الذى تعافى من صدمة الخروج الأفريقى وأظهر معدنه الأصيل فى مواجهة غاية فى الصعوبة قياسا بحجم النقص وغياب النجوم واللعب بدون رأس حربة صريح فى ظل غياب كل المهاجمين بسبب الاصابات.. وأعتقد أن حصوله على ثلاث نقاط بهدف ملعوب لمحمد ناجى (جدو) وتقدمه للنقطة الرابعة عشرة يؤكد أن الفريق قادر على البقاء قويا مهما كانت الظروف المعاكسة، ويكفيه انه مازال الفريق الوحيد الذى لم يخسر فى المسابقة حتى الآن، بينما سقط الجميع فى بئر الهزيمة.. كما أن رصيده من المؤجلات يمنحه حق التصدر والتربع على القمة إذا ما فاز فيها. أما فريق بتروجيت فلم يقصر فى تلك المواجهة وإذا كان الأهلى لعب وتألق فى شوط، فالفريق البترولى أجاد فى الشوط الثانى وكان بإمكانه التعديل فى أكثر من مناسبة غير أن الكرة أعطته ظهرها وخسر فى لقاء كان يستحق فيه التعادل على أقل تقدير. ● عموما الجولة التاسعة من عمر الدورى أفرزت عدة حقائق مهمة كان لابد أن نتوقف امامها وهى أن الفرق الجماهيرية والشعبية استعادت قوتها ورصيدها التاريخى أمام فرق الهيئات والشركات، ففوز الأهلى والزمالك والإسماعيلى والاتحاد السكندرى وضع حدا للمد القادم من اندية الهيئات والشركات، وأعاد البسمة لجمهور الكرة الحقيقى!! أما الحقيقة الثانية فهى دور النجوم فى حسم المباريات وأهمية أن يكون فى كل فريق نجوم يحملون على عاتقهم مهمة إسعاد الجماهير.. فما فعله (شيكابالا) مع الزمالك و(جدو) مع الأهلى و( جودوين وعبدالله سعيد وأحمد سمير فرج ) مع الإسماعيلى لم يكن إلا عزفا بالأقدام وألحانا فى الشباك.. نتمنى أن يتكرر فى كل المباربات كما كان فى الماضى.