دعا محمد البرادعى المعارض السياسى والمرشح المحتمل فى الانتخابات الرئاسية الأحزاب وجماعة الإخوان المسلمين إلى تقييم مواقفها من المشاركة فى الانتخابات البرلمانية المقبلة المقرر إجراؤها يوم 28 نوفمبر المقبل، بعد الاعتقالات الأخيرة التى طالت أعضاء فى الجماعة، وانعدام تكافؤ الفرص بين المرشحين. وقال البرادعى فى تدوينة جديدة كتبها أمس عبر صفحته على موقع «تويتر» للمدونات المصغرة، باللغتين العربية والإنجليزية: «فى ضوء الاعتقالات وانعدام أى تكافؤ للفرص، لعل من قرروا المشاركة فى الانتخابات الصورية يعيدون النظر ليسقط قناع الديمقراطية عن وجه النظام». وتطرق البرادعى لحكم المحكمة الإدارية العليا الصادر مؤخرا بطرد الحرس الجامعى، منتقدا تفسيرات الحكومة للحكم، وما وصفه ب«تلاعبها فى تفسيره» من خلال تصريحات المسئولين، وقال: «عدم تنفيذ أحكام القضاء والتلاعب فى تفسيرها هى سمة نظام لا يفهم معنى القانون، القضاء هو الملاذ الأخير للشعب للدفاع عن حقوقه، وتحقيق العدالة». يأتى ذلك فيما شارك البرادعى خلال الأيام الثلاثة الماضية فى الاجتماع نصف السنوى «لمجموعة الأزمات الدولية» ومقرها العاصمة البلجيكية بروكسل بصفته عضوا فى مجلس إدارتها. وأبدى المجتمعون خلال المناقشات قلقا متزايدا من الطريق المسدود الذى آلت إليه عملية السلام لحل القضية الفلسطينية، وتداعيات ذلك على منطقة الشرق الأوسط، وفقا لمصادر مقربة من البرادعى. كما أعرب المشاركون فى الاجتماع عن تخوفهم البالغ من الآثار التى قد تترتب على استفتاء تقرير المصير فى السودان وما سيترتب عليه من آثار على الأوضاع داخل السودان وفى إطاره الإقليمى، وكان هناك شبه إجماع على أن الاستفتاء سيسفر عن انفصال الجنوب. ولم يخف المشاركون فى اجتماع «جماعة الأزمات الدولية» قلقهم أيضا لعدم وجود رؤية واضحة لمستقبل العراق، وأيضا إزاء الوضع الذى يزداد تفاقما فى أفغانستان، إضافة إلى ما قد يسفر عنه قرار المدعى العام للمحكمة الدولية من توجيه اتهامات لبعض العناصر اللبنانية من تهديد لاستقرار الوضع فى لبنان. وتعد جماعة الأزمات الدولية أكبر منظمة غير حكومية تعمل من خلال فروعها المنتشرة فى عواصم العالم، وتقريرها الدورية على منع تفاقم الأزمات الدولية وإدارتها ووضع التوصيات الخاصة بحلها. ويتشكل مجلس إدارة الجماعة من 45 عضوا بينهم رؤساء دول سابقين، وكذلك عدد من وزراء الخارجية السابقين، والعديد من الخبراء فى الشئون الدولية، ومن بين أعضاء مجلس الإدارة، خافيير سولانا الممثل الأعلى للسياسة الخارجية فى الاتحاد الأوروبى، ويوشكا فيشر وزير خارجية ألمانيا السابق.