غابت جماعة الإخوان المسلمين عن السباق المحتدم بين الأحزاب والقوى السياسية لترشيح أسماء ودعم شخصيات لخوض الانتخابات الرئاسية المقرر إجراؤها فى 2011، رغم أن الجماعة تعتبر من أكبر الفصائل السياسية فى مصر خاصة أنها حصلت فى الانتخابات البرلمانية الأخيرة على 88 مقعداً فى مجلس الشعب، فهل يرفض الإخوان الإشتراك فى هذا السباق عن عمد، أم لديهم إستراتيجية مختلفة حول هذا الأمر وما هى فرص ترشيحهم لأسماء أو دعمهم لمرشحين فى الانتخابات الرئاسية المقبلة. قال الدكتور عصام العريان، القيادى بالجماعة، إن الإخوان غير مشغولين بهذا الأمر الآن، لأنهم ليس لهم مرشح، ويرى أن الأكثر أهمية من أسماء المرشحين المطروحة حاليا، هو أن تكون هناك انتخابات تتمتع بالحرية والشفافية وتكافؤ الفرص، وأن يكون هناك برنامج واضح يطرحه المرشحون على الشعب المصرى. وأضاف العريان أن ما يشغل الجماعة هو توافر ضمانات لنزاهة الانتخابات وعلى رأسها تعديل المادة 77، مؤكداً أنه فى ظل وجود المادة 76 أيضاً، لا يوجد مرشح لانتخابات الرئاسة إلا من يختارهم رئيس الجمهورية كما حدث فى الانتخابات الماضية. ووصف العريان الحالة السياسية الحالية وبحث الأحزاب عن مرشح لانتخابات الرئاسة ب«الحالة الضبابية» التى تدعو للقلق على مستقبل مصر واستقرارها، وقال إنها تعكس عدم وجود إرادة سياسية حقيقية للتحول الديمقراطى أو الحفاظ على استقرار البلد. وأضاف حسين إبراهيم، النائب الإخوانى، أن عدم وجود مرشح ل«الإخوان» فى انتخابات الرئاسة، أمر واقعى فى ظل وجود المادة 76 من الدستور. وأشار إلى أن الأسماء المطروحة لخوض انتخابات الرئاسة المقبلة أكثرها تداولاً هو اسم الدكتور البرادعى والذى لم تختلف مطالبه عن مطالب القوى السياسية، مؤكداً أن «الإخوان» لن يخوضوا انتخابات الرئاسة، وقال: قبل اختيارنا لمن ندعمه لابد من إصلاح سياسى يسمح بوجود مرشح حقيقى. وأوضح الدكتور محمد سعد الكتاتنى، رئيس الكتلة البرلمانية ل«الإخوان»، أن الجماعة لم تصدر قراراً حتى الآن فيما يخص مرشح الرئاسة، لأن الموضوع مازال قيد البحث والدراسة، وما يصدر من تصريحات من بعض أفراد الجماعة لا يعبر إلا عن وجهة نظرهم الشخصية. وأكد على عدم نية الإخوان ترشيح أحد لمنصب رئاسة الجمهورية، لافتا إلى إمكانية مساندة أحد المرشحين. وأرجع الدكتور وحيد عبد المجيد مدير مركز الأهرام للنشر والترجمة رفض «الجماعة» إعلان اسم مرشح أو إعلان دعمهم لأحد الشخصيات إلى أنه جزء من خطتهم وإستراتيجيتهم، فى عدم التنافس على المنصب الأول، فهم ينافسون على عدد مقاعد بمجلس الشعب، كما أنهم ينافسون فى النقابات للحصول على أكبر عدد من المقاعد وليس على منصب النقيب، فهم يسعون إلى الانطلاق من أسفل إلى أعلى وليس العكس، لافتاً إلى أن الجماعة لا تستطيع أن تتخذ قراراً بدعم مرشح ما، لأنهم «ما يقدروش يعلنوا دعمهم لمرشح». ووصف جورج إسحق، المنسق العام الأسبق لحركة «كفاية»، عدم إعلان «الإخوان» دعمهم لاسم مرشح بالموقف «الغامض»، وأرجعه إلى أن الجماعة غير مستعدة للاصطدام بالنظام، مشيراً إلى أن الجماعة لديها نظام محدد فهى تعمل على التمكين أولاً قبل المخاطرة بالصدام، ولفت إلى أنه سأل أعضاء «الجماعة» بمجلس الشعب عن موقفهم من دعم اسم الدكتور البرادعى فى انتخابات الرئاسة، وردوا أن الجماعة، لم تحدد رأيها بعد.
