تناولت صحيفة "جلوب آند ميل" الكندية المشهد السياسي المصري، من حيث إعلان الرئيس حسني مبارك ترشيحه لولاية رئاسية سادسة العام المقبل، وترتيبات نجله جمال التي يسعى من خلالها لزيادة نفوذه، والصراع بين الجيل القديم المتمسك بالسلطة ومميزاتها، والجيل الجديد المؤيد للانفتاح الاقتصادي وحكم القانون. وقالت الصحيفة إن الرئيس مبارك (82 سنة) لم يحدد من سيخلفه في الرئاسة، على العكس سابقه أنور السادات الذي اغتيل عام 1981. ورغم الأنباء التي تقول إنه يسعى لتوريث الحكم لنجله جمال مبارك (47 سنة)، إلا أن الوضع يبدو كما لو كان إعلان الرئيس ترشحه لولاية سادسة يهدف فقط لتخفيف الهجوم المنصب على جمال، فهو مشهور فقط بين طبقة رجال الأعمال ذوي النفوذ الأثرياء، إلا إنه لا يتمتع بشعبية كافية. ووصفت الصحيفة الكندية مصر بأنها أمام مفترق طريق سياسي، متسائلة: هل جمال مبارك قادر على حل مشاكل مصر أم أنه جزء من المشكلة؟ منذ عام 2002، يرى جمال مبارك الذي يشغل منصب أمين سياسات الحزب الوطني الحاكم أن مصر أصبحت تتمتع بعدة مزايا أهمها تقليل الضرائب والبيرقراطية ووضع حد لصلاحيات الأمن المطلقة، وبانتخابات أكثر حرية. وكتب باتريك مارتن مراسل الصحيفة يقول إن الصدام بين الطبقات الموجودة في مصر انكشف مؤخرا في حالتين، أولهما قضية هشام طلعت مصطفى رجل الأعمال وعضو مجلس الشعب المقرب من جمال مبارك المسجون حاليا بسبب تحريضه على جريمة قتل مطربة لبنانية. حيث تم الحكم بالإعدام على هشام طلعت ثم نقض الحكم ليحصل على حكم مخفف 15 عاما في محاكمة أنهيت فجأة دون الاستماع لبعض أقوال الشهود أما الثانية فقضية "أرض مدينتي" حيث قضت المحكمة بإلغاء عقد حصول هشام طلعت على أرض المشروع لمخالفتها القانون وإعادة الأرض للدولة إلا أن حكومة الحزب الوطني التفت حول قرار المحكمة، حيث قامت بإلغاء العقد وفقا لقرار المحكمة ثم باعت الأرض لشركة هشام طلعت "بالأمر المباشر" بنفس السعر بدعوى "الصالح العام" لتفادي أي مشكلات قانونية. وأشار باتريك أنه برغم أنها تعد أول مرة يطبق فيها القانون على عضو في الطبقة الحاكمة، حيث لم يكن يحدث هذا قديما، فإنه في كلا القضيتين قامت محكمة أخرى أو الحكومة نفسها بالتدخل لصالح هشام طلعت. وهو ما يدفع الناس للتشكيك في حدوث تغيير ديمقراطي حقيقي في المستقبل القريب. وأضاف باتريك أن للبحث عن مؤيدين لجمال مبارك كرئيس للجمهورية لا تحتاج أن تبتعد كثيرا عن فندق فورسيزونز،الذي يملكه هشام طلعت، مشيرا إلى جوديث بارنيت، التي كانت مسئولة كبيرة بإدارة بيل كلينتون الرئيس الأمريكي السابق وتعمل على تشجيع اعتماد الشركات الأمريكية على الدعم المصري والعكس، والتي تحب جمال مبارك قائلة "أنه نتيجة إصلاحات جمال الاقتصادية أصبح هناك طبقة متوسطة حقيقية وارتفعت الاستثمارات الأجنبية ونما الاقتصاد المصري" معتبرة أن ما يقال بأن تلك الإصلاحات كانت لصالح الأغنياء غير صحيح. وينتقل باتريك إلى حي شبرا، الذي يعتبره معقل الطبقة المتوسطة الحقيقية، مشيرا إلى أن هؤلاء هم من يجب أن تصل إليهم نتائج الإصلاحات الاقتصادية لجمال مبارك لأنهم هم من سيحدد احتمالية وصوله للرئاسة. وتساءل باتريك عن آراء سكان الحي في جمال مبارك وإصلاحاته، مشيرا إلى عدة نماذج من سكان الحي يعانون من صعوبة الحياة فهناك اشرف (29 عاما) وأخته الصيدلانية بأحد المستشفيات الهامة ورغم ذلك يعانون لسد متطلبات أسرتهم وسامي الذي يعمل على تاكسي بعد انتهاء عمله بالشرطة، مؤكدا أن هؤلاء لم يستفيدوا من تلك الإصلاحات المعمول بها منذ 2002. ونقل باتريك عن احد الجالسين في مقهى بشبرا قوله " جمال لم يتواصل أبدا مع الناس الحقيقة ولم ينتظر المواصلات العامة ولم يشعر انه مفلس من قبل.