وصل أمس مبعوث الرئيس الأمريكى جورج ميتشيل إلى مصر قادما من الأردن، فى إطار مشاورات تهدف للحصول على دعم عربى واسع لتشجيع رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس على المضى قدما فى التفاوض المباشر مع الحكومة الاسرائيلية بغض النظر عن القرار الإسرائيلى باستئناف التفاوض. ومن رام الله قال مساعد رفيع لعباس إن ميتشيل «يصر على استمرار التفاوض» بغض النظر عن الفشل الأمريكى «حتى الآن» فى الحصول على موافقة إسرائيلية باستمرار التجميد الجزئى للاستيطان الذى انتهى نهاية الشهر الماضى بعد عشرة أشهر. ميتشيل، حسب المصدر نفسه، قال إنه سيسعى من خلال لقاءات واتصالات مع مسئولين عرب الى الحصول على دعم عربى لاستمرار السلطة فى التفاوض على أن تستمر الولاياتالمتحدةالأمريكية فى العمل من أجل اقناع إسرائيل بوقف الاستيطان حتى ولو بصورة غير معلنة فى المناطق التى سرى عليها الوقف الجزئى خلال الشهور العشرة الماضية. وفى القاهرة، التقى ميتشيل أمس وأمس الأول الرئيس حسنى مبارك وكبار معاونيه السياسيين والأمنيين وكذلك الأمين العام للجامعة العربية. وفى تصريحات مقتضبة عقب لقائه مبارك صباح أمس قال مبعوث الرئيس الامريكى للشرق الأوسط إنه يسعى من خلال المفاوضات التى يجريها فى المنطقة والاتصالات التى يجريها مع مسئولين دوليين «للنظر فى كيفية المضى قدما» فى إطار ما وصفه باستمرار التزام إدارة الرئيس الأمريكى بالعمل من اجل الوصول إلى «حل الدولتين» وتحقيق سلام شامل فى الشرق الأوسط. ميتشيل لم يتحدث عن التزام أمريكى بالعمل لإقناع إسرائيل بوقف الاستيطان وإن كان أكد أن العملية الدبلوماسية التى يتولاها تكتنفها الكثير من الصعوبات. وقال عمرو موسى إن الموقف العربى يرى أن الاستيطان والتفاوض لا يتماشيان، مشيرا إلى أن القرار والبدائل العربية ستكون محل دراسة من قبل لجنة المبادرة العربية والقمة العربية خلال الأسبوع المقبل فى سرت الليبية، مشيرا فى الوقت نفسه إلى بيان صدر عن مؤسسة الرئاسة الفلسطينية رفض استمرار التفاوض والاستيطان. من جانبه، أكد وزير الخارجية المصرى أحمد أبوالغيط أنه لن يكون من المفيد أن تذهب الأطراف العربية والإسرائيلية إلى مؤتمرات دولية تقترح بعض الأطراف الأوروبية استضافتها للتفاوض فى حال لم يوقف الاستيطان، مضيفا فى الوقت ذاته أن خيار اللجوء العربى لمجلس الأمن هو أمر يتطلب الكثير من الدراسة والتريث. فى الوقت نفسه، قال المصدر الفلسطينى من رام الله إن السلطة الفلسطينية تتلقى نصائح متضاربة من العواصم العربية المختلفة «وأحيانا من العاصمة ذاتها» حول ما إذا كان يجب أو لا يجب على المفاوض الفلسطينى التمسك بوقف التفاوض المباشر والعودة إلى التفاوض غير المباشر من خلال الوسيط الأمريكى فى حال ما تمسكت حكومة بنيامين نتنياهو باستمرار الاستيطان. أما القرار النهائى فسيعلن من ليبيا، حسب مصادر دبلوماسية عربية وغربية مواكبة لاتصالات ميتشيل، ويبدو أميل لمنح الادارة الأمريكية فرصة قصيرة حتى نهاية نوفمبر ربما لمحاولة إقناع اسرائيل بوقف الاستيطان قبل أن تعلن السلطة الفلسطينية وقف التفاوض المباشر بصورة رسمية.