انتقدت وسائل إعلام فرنسية ما قالت إنها محاولات داخل فرنسا وخارجها لتحسين صورة الرئيس نيكولا ساركوزى، الذى تدنت شعبيته إلى مستويات غير مسبوقة قبل انتخابات الرئاسة المقررة فى عام 2012. ساركوزى يواجه سلسلة مشاكل داخلية وخارجية، أبرزها تجدد الإضرابات والمظاهرات أمس من جانب الرافضين لمشروع قانون إصلاح نظام التقاعد، وتورط عدد من وزرائه فى فضائح سياسية، فضلا عن اختطاف «تنظيم القاعدة فى بلاد المغرب الإسلامى» لخمس رهائن فرنسيين. جراء هذه المشاكل وغيرها، تدنت شعبية الرئيس الفرنسى إلى 34 %، وفقا لأحدث استطلاع للرأى أجرى فى وقت سابق من الشهر الحالى. مع هذا الوضع، أعلن ساركوزى أمس الأول عن حالة استنفار قصوى لتحرير الرهائن الفرنسيين الخمس، الذى أعلن تنظيم القاعدة اختطافهم شمالى النيجر. وهناك حاليا 11 فرنسيا مختفطا، معظمهم فى أفريقيا. ما أعلنه ساركوزى وتصريحاته النارية ضد القاعدة، اعتبرتها وسائل إعلام فرنسية محاولة خارج الأراضى الفرنسية لتحسين صورته، خاصة بعد ذبح الرهينة فرنسيا على يد القاعدة فى أبريل الماضى. داخليا، نشرت صحيفة «لوفيجارو» على صدر صفحتها الأولى الثلاثاء الماضى نتائج استطلاع للرأى حول نظام التقاعد، بعنوان «نظام التقاعد: وعود الحزب الاشتراكى لا تقنع الفرنسيين»، يظهر أن 70% من الشعب الفرنسى. إبراز هذه النتائج على صفحة «لوفيجارو» الأولى أثار انتقادات من جانب مجلة «ماريان»، التى رأت أن الصحيفة بإبراز هذه النتائج تحاول القول إن الفرنسيين يوجهون صفعة قوية للحزب الاشتراكى المعارض، وأن تلك النتائج تضعف دعوات المعارضة والنقابات للإضراب ضد مشروع قانون إصلاح نظام التقاعد. وأضافت المجلة أن من يطلع على نتائج الاستطلاع المنشور فى الصفحة الثالثة من «لوفيجارو» سيجد أن 64% من الفرنسيين يعتقدون ان مشروع الحكومة لإصلاح نظام التقاعد «جائر»، بالرغم مما يقول ساركوزى إنها تنازلات سيقدمها، متهمة الصحيفة بمحاولة تحسين صورة ساركوزى. كذلك انتقدت «ماريان» قول «لوفيجارو» إن الفرنسيين لا يثقون فى وعود الحزب الاشتراكى المعارض، حيث إن 63% من الفرنسيين يستبعدون إمكانية إعادة الحزب سن التقاعد إلى 60 عاما فى حالة نجاحهم فى الوصول إلى الحكم. وكانت النائبة البارزة فى الحزب الاشتراكى، والمرشحة السابقة للرئاسة الفرنسية فى انتخابات عام 2007، سيجولين رويال، قد تعهدت بإعادة سن التقاعد القانونى عام 2012 إلى 60 عاما، فى حالة فوز اليسار فى انتخابات الرئاسة المقبلة، وهو ما رأته المجلة محاولة لتزييف الحقائق.