وسط مخاوف من انتقادات واتهامات بالمحسوبية، أعلن جان ساركوزى، نجل الرئيس الفرنسى، البالغ 23 عاما، رغبته فى الترشح للبرلمان على المقعد الشاغر حاليا عقب تنازل أندريه سانتينى، عضو الحزب الحاكم «الاتحاد من أجل حركة شعبية» عن مقعده للتفرغ إلى منصبه الجديد كرئيس إدارة تنمية منطقة بلدية باريس الكبرى. وأعرب جان ساركوزى عن رغبته فى التقدم كمرشح الحزب الحاكم عن دائرة أندريه فى الانتخابات التى ستجرى لشغل مقعد الأخير، فيما قالت إيزابل بلقانى، التى تتابع عن كثب المستقبل السياسى لجان ساركوزى، خلال مقابلة تليفزيونية، إن دائرة أندريه سانتينى يمكن أن تمثل فرصة حقيقية لالتحاق جان بالبرلمان، لأنه لن تكون لديه فرصة قوية إذا حاول الترشح عن دائرته الحالية فى منطقته «نويلى» بسبب وجود المنافس اليمينى القوى، جون كريستوف. وتابعت «بلقانى» أن الهواجس التى تطرح حول شرعية طموحات نجل الرئيس الفرنسى يمكن أن تنتهى فى حال فوز جان بالمقعد عبر الانتخاب وليس التعيين. من جانبها، انتقدت صحيفة «لوفيجارو» الفرنسية تخلى أندريه عن مقعده وخلق هذه الثغرة البرلمانية، مشيرة إلى أنه كان يستطيع البقاء فى البرلمان دون التقدم للانتخابات التشريعية المقبلة. جاء إعلان جان ساركوزى فى وقت يعانى فيه والده من تدن غير مسبوق لشعبيته، على خلفية إصلاحات اقتصادية لم تلقى قبولا فى الشارع الفرنسى، وسط شبهات فساد مالى واتهامات بالإفراط فى النفقات العامة عصفت بمصداقية الحكومة الفرنسية، وطال بعضها من سمعة الرئيس، كما هو الحال فى قضية وريثة شركة «لوريال» التى تواجه اتهامات بالتهرب الضريبى وشبهة تغاضى وزير المالية إريك وورث عن الأمر، وسط معلومات تفيد بأن الوريثة الفرنسية ليليان بتنكور قدمت مساعدات مالية غير شرعية لساركوزى خلال حملته الانتخابية. ومنذ تولى جان ساركوزى، الابن الثانى من زوجة الرئيس الأولى، رئاسة حى «لا ديفانس» المعقل السياسى لوالده نيكولا ساركوزى، والإعلام الفرنسى يطرح مخاوفه عن اختلال النظم الديمقراطية فى فرنسا، وزيادة مساحة المحسوبية بما يخلق هواجس عن التوريث. وتخشى أوساط داخل الإليزيه من أن يخسر الرئيس مزيدا من شعبيته فى حال نجحت المعارضة الفرنسية من استغلال طموحات نجل الرئيس فى تشويه سمعة ساركوزى. كانت انتقادات عدة وجهت إلى يمين الوسط الحاكم من قبل المعارضة اليسارية عقب تعيين جان ساركوزى العام الماضى فى رئاسة حى يقع ضمن أحد أكبر أحياء الأعمال فى باريس فى «لا ديفانس»، واتهم الرئيس الفرنسى وقتها بعدم احترام القيم الجمهورية التى تنص على الترقية فى المناصب، استنادا إلى الكفاءة وليس الميراث، لاسيما أن جان لم يكن يتمتع بأى خبرة سابقة فى الحياة السياسية، حتى إنه لم يكن قد حصل على إجازة فى القانون الذى يدرسه بجامعة السوربون الفرنسية. فى حين لقبت صحف المعارضة جان ب«الأمير جان» فى إشارة إلى النظم الملكية التى تتنتقل فيها السطلة عن طريق التوريث وليس الانتخاب، ربطت صحف أخرى بين التصعيد السياسى المفاجئ لجان، الذى تشابه كثيرا فى ملامحه مع والده، وزواجه من اليهودية جيسكا دارتى وريثة مجموعة «دارتى» التجارية العملاقة، وما إذا كانت تلك الزيجة ساهمت بشكل أو بآخر فى تشكيل التوجهات السياسية له.