«لا أرى كيف سأكون أقل شرعية من جون ساركوزى؟» بهذه الكلمات أعلن «باتريك جارى»، عمدة مدينة «نانتار» الفرنسية وعضو الحزب الاشتراكى الفرنسى، عن نيته أمس الأول عزمه الترشح إلى منصب رئيس «الإيباد»، الإدارة العامة التى تتولى تطوير منطقة «لاديفنس» أو حى الأعمال بفرنسا. الإعلان جاء فى أثناء لقاء جارى مع الصحفيين على هامش الاجتماع الذى عقده بمدينة نانتار. وبهذا الإعلان سينافس جارى «جون ساركوزى» ،الابن الأوسط للرئيس الفرنسى نيكولا ساركوزى، والذى كان حصل على دعم غالبية أعضاء الحزب الحاكم فى فرنسا، الاتحاد من أجل الحركة الشعبية، من أجل الترشح للمنصب نفسه. ويقول جارى، وهو واحد من 18 مسئولا يديرون «الإيباد»، أن 70% من التوسعات المنصوص عليها فى مشروع تطوير حى الأعمال ستكون واقعة فى مدينة نانتار مما يعنى أحقيته بالمنصب لأنه ممثل مدينة نانتار فى الإيباد. وفى الرابع من ديسمبر المقبل سيكون على مجلس أمناء الإيباد الذى يجمع ممثلين من الحكومة المحلية مع مسئولين فى الدولة أن يجتمع لانتخاب خليفة الرئيس الحالى للإيباد «باتريك ديفيدجيان» الذى لا يستطيع الاستمرار فى عمله بعد أن بلغ 65 عاما وهو الحد الأقصى للسن القانونية لرئيس الإيباد. وكان قرار جون ساركوزى الترشح لهذا المنصب محل العديد من التعليقات الصحفية فى كبريات اليوميات الفرنسية. وفى صحيفة لوموند تساءل «بياتريس جيوم» عن أسباب جون ساركوزى التمسك بترشحه «رغم ضخامة الجدل الذى أثاره مؤخرا» وحسب جيوم فإن رئاسة الإيباد تمثل فرصة كبيرة بالنسبة للمستقبل السياسى لساركوزى الابن ولعل هذا هو الدافع وراء قراره بالتجاوز عن الهجوم الذى يتعرض له بسبب هذا الترشح. وقال جيوم إن أحدا لا يستطيع أن يغفل ما يقال حول ساركوزى الابن سواء فيما يتعلق بصغر سنه أو محدودية خبرته السياسية مما يعنى أن هذا الترشح يمثل فى النهاية شكلا من أشكال «المحسوبية» التى يفرضها ساركوزى على الشعب الفرنسى. ويضيف جيوم أن بعض أعضاء الحزب الحاكم فى الجمعية العامة (البرلمان الفرنسى) قد أعربوا عن إصابتهم بالصدمة جراء هذا القرار. ويقول جيوم جون ساركوزى كان يفضل لو أن تقديمه السياسى ودعمه تم من قبل ديفيد جيان إلا أن الأخير رفض الإقدام على هذه الخطوة، وهو ما أصاب ابن الرئيس بالإحباط حيث جاء تقديمه ودعمه بالأساس من قبل الرئيس الفرنسى نفسه. وحسب جيوم فإن الرئيس الفرنسى لم يكن ليتمكن من تنفيذ مخططه لوصول ابنه لرئاسة الإيباد إلا بعد حصوله على تأييد أعضاء الحزب الحاكم بالرغم من اعتراض البعض منهم لأن ذلك هو السبيل الوحيد الذى سيسمح لجون ساركوزى أن يحقق أهدافه السياسية.