في تطور جديد لتصريحاته بشأن المشاركة في انتخابات مجلس الشعب القادمة، فتح الدكتور محمد البرادعي، قائد تيار التغيير، الباب من جديد أمام إمكانية خوض قوى التغيير لهذه الانتخابات قائلا: "البعض يراها فرصة مهمة للالتحام بالشارع ومشاركة الناس في مشكلاتهم وتوعية الشعب بما يعانيه، وهي وجهة نظر محترمة"، إلا أنه استدرك قائلا: "أرى هذه الانتخابات استمرارا للديمقراطية المزيفة، وسواء قاطعنا بالكامل أو شارك البعض فسنكون أمام اختبار حقيقي للنظام". وقال البرادعي في مقطع مصور بثته الحملة الشعبية المستقلة لدعم مطالب التغيير عبر يوتيوب: "سنبدأ تحركنا الفعلية بمقاطعة الانتخابات أو المشاركة مع المراقبة الجدية من كافة الشعب على النزاهة وفضح التزوير، وإذا لم يؤد هذا إلى نتيجة سأفكر جديا في النزول إلى الشارع في مظاهرات سلمية قوية تحدث زخما وفارقا في مواجهة النظام، بحيث يظهر الشعب المصري كشعب راغب في التغيير". وجدد البرادعي تلويحه بالعصيان المدني كحل أخير غير مرغوب فيه لفرض إرادة التغيير على النظام الحاكم قائلا: "يجب أن يفهم النظام أنه إذا لم يغير، فإن الشعب سيسير في طريقه مهما كانت العوائق"، واستغرب البرادعي عدم مناقشة النظام لقادة التغيير في مطالبهم السبعة رغم كونها مطالب شعبية عادلة، وانصرافهم نحو أسلوب العناد مع هذه القوى. وتحدث البرادعي عن منع قادة التغيير من الظهور في التليفزيون المصري بدعوى عدم وجود جديد لديهم قائلا: "مين أنتا اللي بتتكلم على هذا!؟.. اللي بيمول التليفزيون دا هوا أنا واتتا، دي فلوسنا ومن حق كل مصري الظهور تليفزيونيا والتعبير عن رأيه أيا كان، لأنه ليس جهازا حكوميا بل هو ملك للشعب". وأضاف البرادعي أنه ممنوع من إنشاء مقر أو جمع تبرعات لتمويل دعوة التغيير أو النزول بمظاهرة دون الحصول على تصريح، وقال: "نكافح نظاما قمعيا لا يدرك أن استمراره مستحيل، فالتغيير قادم وهو مسألة وقت"، وأكد البرادعي أن هدف التغيير أسمى من الاختلاف حول الأساليب والترتيبات، وطالب بتأجيل كل هذه الخلافات لما بعد التغيير ليترك الخيار للشعب. ولمح البرادعي لتورط النظام في نشر صور عائلية خاصة لأسرته عبر موقع التواصل الاجتماعي فيس بوك وعدد من وسائل الإعلام واصفا هذه التصرفات بأنها تعكس انحطاطا أخلاقيا غير مسبوق في مصر، وأكد أنه يهدف لاستعادة القيم المصرية، ووصف النظام بالعاجز اليائس الذي يستخدم أساليب حقيقة بترويج أكاذيب لا تمت للحقيقة بصلة لتنويم الشعب المصري. ووجه البرادعي رسالة للشعب المصري قائلا: "أعذر الشعب المصري لأنه خائف ويائس ومطحون ويعاني من العديد من المشكلات، لكن شارك على قد ما تقدر، مش هيقدروا يعتقلونا كلنا، لكن لا بد من دفع ثمن للتغيير وقوتنا في عددنا وسنستطيع معا أن نغير". وقال البرادعي: "العالم كله يتابع ما يحدث في مصر بإعجاب وانبهار بالغ، وأنا أعمل بكل طاقتي من أجل التغيير، وأسلط الأضواء في الداخل والخارج على الأساليب القمعية للنظام المصري، وأتحدث حول العالم عن القيم الإنسانية التي يحرم هذا النظام شعبه منها، والتغيير سيحدث من داخل الشعب، لكن العالم يجب أن يهتم بما يحدث في مصر، وهذه ليست مسائل داخلية على الإطلاق، لأن التغيير الذي تحدثونه سيؤثر على مكانة مصر حول العالم". وتحدث البرادعي بمزيد من الأمل في التغيير قائلا: "كرة الثلج تكبر وتزيد، وأنا معكم طالما في عمري بقية، وإذا تحقق التغيير ورأيتم أنه يجب أن أكون في المقدمة فلن أترككم ولن أخذلكم"، وخاطب الشباب قائلا: "أنتم الآن تسيرون على الطريق الصحيح، وعملكم أثناء وجودي خارج مصر معناه أنكم تدركون أدواركم جيدا ولا تربطونه بشخصي، وهو ما أسعى إليه لتعود لمصر دورها الحقيقي". في هذه الأثناء بدأت حملة البرادعي حملة جديدة للترويج لرسائل معايدة عبر فيس بوك ورسائل المحمول داعمة للبرادعي وجهود التغيير، حيث بدأ مئات المصريين قبل يومين من حلول عيد الفطر في الترويج لرسائل عبر الهاتف تحتوي عبارات "عيدكم برادعي – مبارك سابقا"، "كل عيد وإنت سعيد، مصر صحيت من جديد، البرادعى مش وحيد، التغيير بقى مش بعيد، التغيير قادم أكيد"، كما بدأت رسائل أخرى تنتشر مثل "عيد سعيد، وتغيير أكيد، وفجر جديد جايب معاه جيل عنيد، حالف بقلب من حديد، ليرجع لمصر شبابها فى يوم قريب ومش بعيد" و"عيدكم حرية وتحرير.. عيدكم نصر وتغيير.. والعيد الجاي يارب يكون على مصر مع البرادعي غير". وبحسب مسئولي الحملة، فإنه يتوقع أن تلاقي حملة الرسائل إستجابة ورواجا كبيرين من المواطنين، في بلد تشهد تبادل ملايين من رسائل التهاني في الأعياد والمناسبات المختلفة.