تحولت الأمسية الثقافية التي أقامتها الحملة المستقلة لدعم البرادعي بالدقهلية إلي جدل متباين حول مفهوم التغيير وأدواته وموقف جمعية التغيير من الانتخابات بين مؤيد للمقاطعة وآخر للمراقبة. من جانبها قالت شاهندة مقلد - القيادية اليسارية - إن ما يحدث الآن من بيع مصر يدفع القوي الوطنية للقيام بدور إيجابي وفعَّال لمواجهة الهجمة الشرسة التي يقودها النظام لسرقة أموال الشعب وطرد الفلاحين من أرضهم والعمال من مصانعهم آلاف الأسر من مساكنهم. وأوضحت أن تغيير هذا الواقع الرديء يتطلب توحيد الجهود من أجل استعادة شرف مصر وكرامتها بعد أن أصبحنا دولة تابعة لتنفيذ مخططات القوي الدولية، مضيفة أن القوي الوطنية مطالبة حالياً بالنزول للشارع للالتحام مع المواطنين الذين يعانون أزمات طاحنة ويحتاجون إلي من يدعمهم. وأضافت أن مقاطعة الانتخابات فعل إيجابي لكشف عمليات التزييف والتزويير التي تعود النظام علي ممارستها طوال سنوات حكمه، وأنه لا جدوي من المشاركة. بينما اعترضت الإعلامية بثينة كامل علي أسلوب المقاطعة للانتخابات لأن المقاطعة جزء من السلبية وليس من أدوات العصيان المدني، مؤكدة أنها ضد المقاطعة حتي لو تم تزوير الأصوات وإرادة المصريين لأن التغيير يعطي الأمل لمستقبل أفضل، وبذلك يجب ألا نكتفي بالتوقيع علي بيان التغيير فقط، بل من الواجب تفعيل دور لجنة التغيير من خلال توعية المواطنين، وأعلنت بثينة عن عودة حركة شايفنكوا وحركة هنفضحكوا من جديد، وذلك لمراقبة العملية الانتخابية وتوعية المصريين بضرورة مشاركتهم الحقيقية. بينما أكد الشاعر عبدالرحمن يوسف أنه لا يوجد في مصر شخص قام بالتغيير أمام صندوق انتخابي وأن غياب الصندوق أدي إلي وجود تشوهات سياسية داخل مصر وأن النظام قام بتغيير مفهوم المواطن الصالح منذ 30 عاماً ليصبح المواطن «المخبر» لأنه لا يمكن تعيين رئيس لمؤسسة حكومية أو معيد أو موظف حكومي إلا بتقرير أمني من جهاز أمن الدولة حتي تحولت مصر إلي دولة «جواسيس أمن» يتلصص فيها البعض علي الآخر. وأضاف إن الطريق لتحقيق التغيير هو حشد جميع المتطوعين من جميع الأعمار لتحقيق العصيان المدني السلمي لأننا في طريق واحد يجمع المسلم والمسيحي واليميني واليساري والمصريين بالداخل والخارج وجميع القوي الوطنية. وتطرق يوسف إلي أن حملة البرادعي لن تقاوم ما يسمي حملة دعم جمال مبارك لأن التمويل معروف أما حملات التشويه للبرادعي فليست جديدة علي النظام، وأكد أن هدف جمع التوقيعات للبرادعي هو في المقام الأول تأييد مطالب التغيير. من جانبه قال الدكتور محمد غنيم - خبير أمراض الكلي بالمنصورة - إن التغيير يجب أن يتضمن البرامج الأساسية لتحقيق مطالب الفلاحين والعمال والتغيير السياسي هو المدخل الوحيد للتحول الإيجابي في مصر، وأشار غنيم إلي أن موقف الجمعية الوطنية للتغيير هو مقاطعة الترشيح، وهو نوع من المقاطعة السلمية بالرغم من وجود تيارات سياسية تدعو للمقاطعة ويجب ألا تكون المقاطعة شاملة لأننا في خلال شهرين قادمين يجب علينا مشاركة ومسايرة مسيرات المرشحين وجمع مزيد من التوقيعات وأنه أثناء العملية الانتخابية نستطيع القيام بفضح عمليات التزوير.