منذ أكثر من 20 عاما سرقوا «الونش» من مشروع مترو الأنفاق! نعم.. سرقوا «الونش» بطوله وعرضه وشحمه وحديده!! ولأننى مواطن مصرى أصلى، أتمتع بكل صفات المصريين المستمدة من القول المأثور لزعيم الأمة سعد زغول «مفيش فايدة»، اندهشت حينها، ولم أسأل بعدها! حفظت التحقيق فى ذهنى، فلم أعد أعرف إن كانوا قد عثروا على الونش، أم لم يعثروا عليه حتى الآن؟.. إلا أن أحد القلائل المهتمين بقضية الونش أكد لى مؤخرا أنهم لم يعثروا عليه بعد، وأن البحث عنه مازال جاريا!! والبلد الذى تتم فيه سرقة «ونش» بهذه الضخامة، ليس غريبا عليه أن يسرقوا فيه لوحة فنية مثل تحفة فان جوخ «زهرة الخشخاش»!.. التى هى بالطبع أصغر حجما وأعلى قيمة. وماذا بعد؟! عندما تضرب الكف بالكف عجبا ودهشة مما يحدث عندنا، يقولون لك: «يا سيدى نحن بلد كبير.. لا تقارنا بأشباه الدول، تعدادنا تجاوز الثمانين مليونا.. شىء عادى يحصل فى العالم كله.. لسنا أول دولة سرقوا فيها لوحة من متحف.. عادى»! نعم.. لسنا أول دولة تتم فيها سرقة لوحة من متحف... لكننا بالتأكيد أول دولة تحرس لوحاتها ومتاحفها وثرواتها، بكاميرات لا تعمل وأجهزة إنذار معطلة! نيابة وأقوال واتهامات متبادلة بداية من الوزير إلى وكيل الوزارة ومدير المالية والمسئول عن الأمن وحتى عم محمد جناينى المتحف!.. المهم أنهم يبحثون الآن عن «مين اللى يشيلها»!! هوجة وستمر.. مثلما مرت هوجات غيرها.. هى لوحة فان جوخ أغلى من أرواح ضحايا حريق مسرح بنى سويف؟! عندما تكون الثقافة مشغولة دائما فى سراى النيابة، فلا غرابة أن تصبح ثقافتنا هى دهشة اللحظة التى تزول بعد لحظات وتتبدد معها كل القضايا!. وعندما يكون رياضيونا ضيوفا دائمين أيضا فى النيابة، فلا غرابة أن تصبح رياضتنا هى الركض بين مكاتب المحامين والجرى بين قاعات المحاكم التى استبدلها الصحفيون الرياضيون بالملاعب والاستادات لأداء عملهم! قضية جدو انتهت كما انتهى غيرها!.. «صافى يا لبن، حليب يا قشطة»!!.. يا سلام!!! طالما كابتن جدو يقدر كابتن حازم، لماذا «جرجره» على النيابة؟! وطالما نادى الزمالك متسامح، ومتصالح، فلماذا عنترية البداية؟! هوجة جدو مثل هوجة سمير زاهر وهوجة مرتضى منصور، وغيرها وغيرها.. كلها مثل خناقات فتوات بولاق والسيدة.. شوم فى الأيادى وكراسى طائرة ودم يسيل.. وتنتهى بجلسة على كرسيين أمام باب المقهى مع كوبين شاى وحجرين معسل!! جدو المتسامح، مذنب أم لا؟.. والزمالك المتصالح، زور أم لا؟! لا أحد يهتم.. فالجميع يصفقون لهما الآن على «لم الدور» الذى أصبح أهم مبدأ فى حياتنا.. أهم من الحق نفسه! أيمن يونس اتهم مجدى عبدالغنى بإخفاء مستندات فى قضية جدو.. الطبيعى أن يقال مجدى إن حدث هذا أو يحاسب أيمن على اتهامه الباطل إن لم يحدث.. لكن فى النهاية اتحاد الكرة «يلم الدور».. وملعون أبو الحق والحقيقة! إذا غضب الله على قوم أضاع الحق بينهم..! ونحن الحق عندنا ضائع نتحرك بسرعة «الونش».. ونطير مع رائحة زهرة الخشخاش.. فهل الله علينا غاضب؟ اللهم ارحمنا.