اعتبرت صحيفة "الجارديان" البريطانية أن ظهور الرئيس حسني مبارك على شاشة التلفزيون المصري، يوم الخميس الماضي، جاء ليهدم كل الشائعات المتعلقة بصحته في الفترة الأخيرة. ورأي إيان بلاك، مراسل الصحيفة البريطانية في الشرق الأوسط، أن المبالغة في التقارير الصحفية حول صحة الرئيس مبارك ترجع إلى مكانة مصر كأهم دولة في الشرق الأوسط أولا، فضلا عن التكهنات المتزايدة حول تحديد من سيخلف الرئيس، والشائعات التي تقول إنه يعد نجله الأكبر جمال مبارك لتولي الرئاسة من بعده. وسواء كانت التقارير صادرة عن صحيفة "السفير" اللبنانية، التي قالت إن الرئيس عاد للمستشفى الألمانية بسبب اعتلال صحته، أو عن أكثر صحيفة محافظة في الولاياتالمتحدةالأمريكية، وهي "واشنطن تايمز" التي أوردت تصريحات بعض عناصر المخابرات ونقلت عنهم أنباء إصابة الرئيس بأورام خبيثة قد لا تمهله الكثير، فقد استغلت الصحف الإسرائيلية كل هذه التقارير، ليقع الشارع المصري في فخ الغضب والحيرة في النهاية. وقال بلاك إن الحكومة المصرية "الراكدة كالعادة" رفضت التعليق على أي من التقارير الأجنبية بشأن صحة مبارك، معللة ذلك بعدم الحاجة إليه ما دام الرئيس موجودا بالفعل، ووصف مسألة مناقشة صحة الرئيس في مصر ب"التابوو" الذي يجب الابتعاد عنه وعدم الخوض فيه، حتى إن القانون المصري يعاقب من ينشر أي أنباء عن الموضوع، كما حدث مع إبراهيم عيسى منذ سنتين، الذي تم حبسه على خلفية نشر أخبار عن اختفاء الرئيس، ما تسبب في هبوط حاد في أسواق البورصة المصرية. وكثيرا ما تتردد شائعات في الأروقة المصرية تقول إن الرئيس مبارك يمهد لنجله رجل الأعمال جمال، أو لرئيس المخابرات المصرية عمر سليمان الذي يمتلك الخبرة العسكرية كالرئيس نفسه، بينما تبقى فرص الدكتور محمد البرادعي، الرئيس السابق لوكالة الطاقة الذرية، قليلة بالمقارنة ببقية الأسماء المرشحة.