ألغى الرئيس حسني مبارك زيارته إلى أوغندا للمشاركة في قمة الاتحاد الإفريقي الخامسة عشر، التي ستعقد خلال الفترة من 25 إلى 27 يوليو الجاري، وأوفد بدلاً منه الدكتور أحمد نظيف رئيس مجلس الوزراء، الذي وصل إلى كمبالا أمس، حيث من المقرر أن يلقي كلمة بالنيابة عنه. ومن شأن تراجع الرئيس مبارك عن السفر أن يثير الجدل مجددًا حول أسباب الغياب المفاجئ الذي يجيء بعد تردد أنباء حول الحالة الصحية للرئيس، وخلافًا لما أعلنه مسئولون مصريون في وقت سابق عن اعتزامه المشاركة في القمة الإفريقية، كدليل على أنه ينعم بصحة جيدة، كما أنه ألقى خطابًا يوم الخميس عشية الاحتفال بذكرى ثورة يوليو. كما جرى تسريب معلومات عن أن الرئيس سيقوم بزيارة إثيوبيا في رحلة العودة، سعيا لاحتواء التوتر مع دول منابع النيل، وكانت تلك الزيارة ستمثل في حال حدوثها الزيارة الأولى للرئيس منذ عام 1995، حين تعرض آنذاك لمحاولة اغتيال فاشلة بينما كان في طريقه لحضور القمة الإفريقية. وكان متابعون لاحظوا شحوبًا على غير المعتاد على وجه الرئيس خلال الخطاب المتلفز، وهو ما زاد من التكهنات حول حالته الصحية وفتح من جديد باب النقاش حول مستقبل الحكم في مصر، لدرجة أن عددًا من الدول العربية طالبت إحاطتها بالتطورات الخاصة بصحة الرئيس مما يعكس قلقها الشديد على وضعه الصحي. وكانت تقارير صحفية غربية زعمت أن الرئيس مبارك البالغ من العمر 82 عامًا تعرضه لانتكاسة صحية بعد أن تم إرجاء محادثاته مرتين مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، رد على ذلك بسلسلة لقاءات مكثفة يوم الأحد الماضي، فضلاً عن حضور حفلات تخرج طلبة عدد من الكليات العسكرية، فيما نفى المتحدث باسم رئاسة الجمهورية تلك الشائعات المتعلقة بصحة الرئيس. واعتبرت التقارير أن ظهور الرئيس في خطاب ثورة يوليو محاولة لطمأنة المصريين على صحته، وقال محرر الشئون الشرق أوسطية بصحيفة "الجارديان" البريطانية آيان بلاك إن مبارك تعمد الظهور لنفى الشائعات حول تدهور حالته الصحية. وأشار إلى أن مبارك يبدو في صحة جيدة مقارنة بما وصفها ب "مطحنة الشائعات التي وضع فيها"، واعتبر أن خليفة مبارك أو إقدامه على إعادة ترشيح نفسه خلال الانتخابات المقررة العام القادم هي أبرز التساؤلات التي تشغل بال المصريين. بدورها، لم تدع المعارضة في مصر الأمر يمر دون إثارة ما يدعم وجهة نظرها الداعية إلى إحداث التغيير في مصر، بعد نحو 30 عامًا من تولي الرئيس مبارك السلطة خلفًا للرئيس الراحل أنور السادات. ووضع الدكتور عبد الحليم قنديل المنسق العام لحركة "كفاية" نفي أنس الفقي وزير الإعلام والسفير سليمان عواد المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية الشائعات حول صحة الرئيس في إطار مشابه لما كتبته الصحافة يوم اغتيال الرئيس السادات أثناء حضوره استعراضا عسكريا يوم 6 أكتوبر عام 1981م. إذ قال إن جريدة "المساء" كتبت وقتها أن الرئيس عاد إلى منزله بعد انتهاء العرض العسكري في حين أنه كان قد لقي مصرعه بعد مثول الجريدة للطبع، وأعرب عن اعتقاده بأن الشكوك المثارة حول صحة الرئيس مبارك تخلق صعوبة أمام تمرير سيناريو توريث السلطة المزعوم، باعتبار أن وجود الرئيس القوي في السلطة هو أكبر داعم لتصعيد جمال مبارك إلى الحكم خلفا لوالده.