«مستقبل وطن».. أمانة الشباب تناقش الملفات التنظيمية والحزبية مع قيادات المحافظات    تفاصيل حفل توزيع جوائز "صور القاهرة التي التقطها المصورون الأتراك" في السفارة التركية بالقاهرة    200 يوم.. قرار عاجل من التعليم لصرف مكافأة امتحانات صفوف النقل والشهادة الإعدادية 2025 (مستند)    سعر الذهب اليوم الإثنين 28 أبريل محليا وعالميا.. عيار 21 الآن بعد الانخفاض الأخير    فيتنام: زيارة رئيس الوزراء الياباني تفتح مرحلة جديدة في الشراكة الشاملة بين البلدين    محافظ الدقهلية في جولة ليلية:يتفقد مساكن الجلاء ويؤكد على الانتهاء من تشغيل المصاعد وتوصيل الغاز ومستوى النظافة    شارك صحافة من وإلى المواطن    رسميا بعد التحرك الجديد.. سعر الدولار اليوم مقابل الجنيه المصري اليوم الإثنين 28 أبريل 2025    لن نكشف تفاصيل ما فعلناه أو ما سنفعله، الجيش الأمريكي: ضرب 800 هدف حوثي منذ بدء العملية العسكرية    الإمارت ترحب بتوقيع إعلان المبادئ بين الكونغو الديمقراطية ورواندا    استشهاد 14 فلسطينيًا جراء قصف الاحتلال مقهى ومنزلًا وسط وجنوب قطاع غزة    رئيس الشاباك: إفادة نتنياهو المليئة بالمغالطات هدفها إخراج الأمور عن سياقها وتغيير الواقع    'الفجر' تنعى والد الزميلة يارا أحمد    خدم المدينة أكثر من الحكومة، مطالب بتدشين تمثال لمحمد صلاح في ليفربول    في أقل من 15 يومًا | "المتحدة للرياضة" تنجح في تنظيم افتتاح مبهر لبطولة أمم إفريقيا    وزير الرياضة وأبو ريدة يهنئان المنتخب الوطني تحت 20 عامًا بالفوز على جنوب أفريقيا    مواعيد أهم مباريات اليوم الإثنين 28- 4- 2025 في جميع البطولات والقنوات الناقلة    جوميز يرد على أنباء مفاوضات الأهلي: تركيزي بالكامل مع الفتح السعودي    «بدون إذن كولر».. إعلامي يكشف مفاجأة بشأن مشاركة أفشة أمام صن داونز    مأساة في كفر الشيخ| مريض نفسي يطعن والدته حتى الموت    اليوم| استكمال محاكمة نقيب المعلمين بتهمة تقاضي رشوة    بالصور| السيطرة على حريق مخلفات وحشائش بمحطة السكة الحديد بطنطا    بالصور.. السفير التركي يكرم الفائز بأجمل صورة لمعالم القاهرة بحضور 100 مصور تركي    بعد بلال سرور.. تامر حسين يعلن استقالته من جمعية المؤلفين والملحنين المصرية    حالة من الحساسية الزائدة والقلق.. حظ برج القوس اليوم 28 أبريل    امنح نفسك فرصة.. نصائح وحظ برج الدلو اليوم 28 أبريل    أول ظهور لبطل فيلم «الساحر» بعد اعتزاله منذ 2003.. تغير شكله تماما    حقيقة انتشار الجدري المائي بين تلاميذ المدارس.. مستشار الرئيس للصحة يكشف (فيديو)    نيابة أمن الدولة تخلي سبيل أحمد طنطاوي في قضيتي تحريض على التظاهر والإرهاب    إحالة أوراق متهم بقتل تاجر مسن بالشرقية إلى المفتي    إنقاذ طفلة من الغرق في مجرى مائي بالفيوم    إنفوجراف| أرقام استثنائية تزين مسيرة صلاح بعد لقب البريميرليج الثاني في ليفربول    رياضة ½ الليل| فوز فرعوني.. صلاح بطل.. صفقة للأهلي.. أزمة جديدة.. مرموش بالنهائي    دمار وهلع ونزوح كثيف ..قصف صهيونى عنيف على الضاحية الجنوبية لبيروت    نتنياهو يواصل عدوانه على غزة: إقامة دولة فلسطينية هي فكرة "عبثية"    أهم أخبار العالم والعرب حتى منتصف الليل.. غارات أمريكية تستهدف مديرية بصنعاء وأخرى بعمران.. استشهاد 9 فلسطينيين في قصف للاحتلال على خان يونس ومدينة غزة.. نتنياهو: 7 أكتوبر أعظم فشل استخباراتى فى تاريخ إسرائيل    29 مايو، موعد عرض فيلم ريستارت بجميع دور العرض داخل مصر وخارجها    الملحن مدين يشارك ليلى أحمد زاهر وهشام جمال فرحتهما بحفل زفافهما    خبير لإكسترا نيوز: صندوق النقد الدولى خفّض توقعاته لنمو الاقتصاد الأمريكى    «عبث فكري يهدد العقول».. سعاد صالح ترد على سعد الدين الهلالي بسبب المواريث (فيديو)    اليوم| جنايات الزقازيق تستكمل محاكمة المتهم بقتل شقيقه ونجليه بالشرقية    نائب «القومي للمرأة» تستعرض المحاور الاستراتيجية لتمكين المرأة المصرية 2023    محافظ القليوبية يبحث مع رئيس شركة جنوب الدلتا للكهرباء دعم وتطوير البنية التحتية    خطوات استخراج رقم جلوس الثانوية العامة 2025 من مواقع الوزارة بالتفصيل    البترول: 3 فئات لتكلفة توصيل الغاز الطبيعي للمنازل.. وإحداها تُدفَع كاملة    نجاح فريق طبي في استئصال طحال متضخم يزن 2 كجم من مريضة بمستشفى أسيوط العام    حقوق عين شمس تستضيف مؤتمر "صياغة العقود وآثارها على التحكيم" مايو المقبل    "بيت الزكاة والصدقات": وصول حملة دعم حفظة القرآن الكريم للقرى الأكثر احتياجًا بأسوان    علي جمعة: تعظيم النبي صلى الله عليه وسلم أمرٌ إلهي.. وما عظّمنا محمدًا إلا بأمر من الله    تكريم وقسم وكلمة الخريجين.. «طب بنها» تحتفل بتخريج الدفعة السابعة والثلاثين (صور)    صحة الدقهلية تناقش بروتوكول التحويل للحالات الطارئة بين مستشفيات المحافظة    الإفتاء تحسم الجدل حول مسألة سفر المرأة للحج بدون محرم    ماذا يحدث للجسم عند تناول تفاحة خضراء يوميًا؟    هيئة كبار العلماء السعودية: من حج بدون تصريح «آثم»    كارثة صحية أم توفير.. معايير إعادة استخدام زيت الطهي    سعر الحديد اليوم الأحد 27 -4-2025.. الطن ب40 ألف جنيه    خلال جلسة اليوم .. المحكمة التأديبية تقرر وقف طبيبة كفر الدوار عن العمل 6 أشهر وخصم نصف المرتب    البابا تواضروس يصلي قداس «أحد توما» في كنيسة أبو سيفين ببولندا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



موافى للشروق:بعض البدو يعملون لحساب إسرائيل ثم (تضربهم بالجزمة)
نشر في الشروق الجديد يوم 24 - 07 - 2010

فكرنا كثيرا فى القضية التى نبدأ بها حوارنا مع اللواء مراد موافى، محافظ شمال سيناء.. وقبل أن نحسم ترددنا فى فتح ملف الاشتباكات الأخيرة بين الشرطة وبعض المطلوبين من البدو... وقبل أن نسأله عن أى شىء فى هذا الملف، اندفع هو فى الحديث بمنتهى الصراحة بلا أى مواربة أو دبلوماسية.
بمرارة شديدة استنكر اللواء موافى تصوير بعض المطلوبين أمنيا على أنهم أبطال ونشر صورهم وهم يرفعون أصابعهم بإشارة النصر؟...وتساءل: على من انتصر هؤلاء؟...هل انتصروا على الشرطة أم على أنفسهم أم على الدولة؟...فهذه الصورة توصم كل البدو الشرفاء بالعار الذى يلاحق هؤلاء البلطجية وهم لا يمثلون صورة البدو... فهم 5 أو 6 بلطجية وسفاحين وليس فى مصلحة أحد فى مصر تصويرهم على أنهم أبطال.
صمت المحافظ برهة ثم استطرد قائلا: رغم كل الجرائم التى ارتكبها المطلوبون يتم تصوير الشرطة التى تطاردهم على أنها المخطئة، وأن رجال الأمن يلقون القبض على نسائهم، وهذا غير حقيقى فهؤلاء المطلوبون يقيمون فى الجبل والشرطة تطاردهم هناك وليس من الوارد القبض على أية سيدة من عائلاتهم.
سألناه: هل تنفى كل ما صرح به البدو لوسائل الإعلام ورصدته منظمات حقوق الإنسان عن إلقاء الشرطة القبض على زوجات وبنات المطلوبين أمنيا فى سيناء؟
طبعًا أنفى.. هذا لم يحدث إطلاقا، ونفترض أن حادثة وقعت وفى إحدى المرات ألقت الشرطة القبض على نساء المطلوبين أمنيا وأنا أشكك فى صحة ذلك، فهذا ليس معناه أن منهج الشرطة هو القبض على السيدات فى سيناء ومعاملتهن بعنف وقسوة، ولكن للأسف من يكتب فى الصحافة لا يضع مصلحة مصر أمام عينيه وهو يكتب، فإسرائيل بها مشاكل وبها معارضة وبها إعلام وصحف، ولكن عند مصلحة إسرائيل الكل يقف على قلب رجل واحد.
ولكن فى مصر الكل يبحث عن «فرقعة إعلامية»، والكل يبحث عن كتابة عنوان صارخ وصورة قاسية، وأن يضر هذا العنوان وتلك الصورة بمصلحة مصر على حساب كرامتها وأمنها فليس هذا مهما،.. فنحن نعطى الفرصة للخارج كى يتساءل عما يحدث فى مصر، ونحن نفتح الصحف الآن ولا نرى سوى قتل وسرقة ونهب ورشوة، والسينما دعارة وجنس وكوكايين وكأنه ليس هناك أية إيجابيات فى مصر، فللأسف الإعلام فى مصر غير عادل فى عرضه لما يحدث فى البلد.
إذن مشكلة بدو سيناء إعلامية فقط؟
طبعا، فإذا بحثتم بحيادية ستجدون أن المطلوبين يعدون على أصابع اليد وهم بلطجية وخارجون على القانون أما بقية البدو فيعيشون فى سلام.
ولكن البعض يرى أن المسألة تحولت إلى ثأر بين الشرطة والمطلوبين؟
المسألة ليست هكذا، فأنا كنت مديرا للمخابرات الحربية حتى حتى تم تعيينى محافظا، وسالم لافى ذهب إلى الحدود هو وإبراهيم العرجانى وكان معهما مجموعة خارجة على القانون واحتجزوا 18 عسكرى شرطة وضباطهم واستولوا على سلاحهم عام 2008، وكنت فى هذه الأثناء قد أصدرت أوامر لرجال الأمن بعدم إطلاق النار على أى بدوى، فهل تكون نتيجة الإحسان احتجاز العساكر والضباط كرهائن؟..فى أى دولة يحدث مثل هذا؟...وبعد الحكم عليهم يطلقون النيران على سيارة الترحيلات ويقتلون رجال الشرطة؟!
ولمنع رجال الأمن من القبض عليهم يذهبون إلى الحدود ويتحدثون مع الإسرائيليين وتم تصويرهم وهو يفعلون هذا، فهم يريدون الضغط على الدولة، والإعلام يعاونهم فى هذا للأسف، والذى لا يفهمه بعض البدو الذين يفعلون هذا أن إسرائيل تجعلهم يعملون لحسابها وبعد ذلك «بتضربهم بالجزمة.. وما يقدروش يعملوا معاها اللى بيعملوه مع مصر»، وبعد كل هذا يأتى الإعلام ويصور اعتصاماتهم وإضراباتهم، «طيب أهو تم الإفراج عن عدد كبير من البدو المعتقلين ولا أحد يهتم»، ولكن حينما يتم القبض على بدوى واحد تقوم الدنيا ولا تقعد، والأفريقى الذى يتسلل من الحدود ويطلق النار على رجال الشرطة المصرية ويقتلهم لا أحد يدينه، ولكن حينما تقوم الشرطة بواجبها وتلقى القبض على الأفريقى المتسلل المجرم يقولون «حقوق الإنسان وانتهاك آدمية البشر»، فمن ينتهك سيادة بلدى ويضرب النار على الشرطة له حقوق، إنما المصرى الذى يقتل مهان وليس له ثمن، ما طبيعة هذا الإعلام الذى يفعل ذلك، هل هو موجه، أم يتلقى دعما من الخارج لزعزعة الأمن فى مصر؟..لا أعرف.
ولكن كيف وصل هؤلاء البدو إلى الإسرائيليين..وأين الأمن المصرى؟
المشكلة أن القبائل بين مصر وفلسطين ممتدة ومختلطة، والحدود بين مصر وإسرائيل وهمية، ومجموعة البدو الخارجون على القانون قطعوا الطريق بين الجانبين وأشعلوا النيران فى إطارات السيارات ومنعوا الشرطة من الوصول إليهم وإلى الحدود، فهم أقاموا دولة داخل الدولة، وهؤلاء هم الذين نصورهم على أنهم انتصروا، فعلى من انتصروا؟
سيادة اللواء هؤلاء المطلوبون الذين تهاجمهم اعتمدت عليهم الداخلية لسنوات طويلة؟
وهل كان هذا تصرفا صحيحا من الداخلية؟..وهل اعتماد الداخلية عليهم يعطيهم الشرعية أن يكونوا أبطالا؟..بالطبع لا.
ولكن سالم أبولافى كان عليه حكم بالسجن 25 عاما وكان طليقا ويجلس مع كبار رجال الأمن بمديرية أمن شمال سيناء؟
لا.. هذا غير صحيح، فالأحكام كانت أسقطت عن سالم لافى فى تلك الفترة.
ولماذا أسقطت الأحكام عن مطلوب خطير مثله؟
تم رفع الأحكام عن بعض من صدرت ضدهم أحكام غيابية كى ينصلح حالهم، مثل ما يحدث مع المفرج عنهم حاليا، ولكن أنا عندى يقين بأن المجرم أو الخارج عن القانون لا يستقيم وإذا استقام يعود للإجرام بعد فترة، فمثلا موسى الدلح، ما الذى أدخله فى تلك القضية؟.. فهو كان مدللا ويجلس فى كل مكان ولا يتعرض له أحد؟.
هذا هو الشىء الغريب.. فجأة أصبح موسى الدلح من أهم المطلوبين برغم أنه كان مدللا وتم تحريك قضية قديمة ضده للقبض عليه حاليا.. لماذا؟
لم يتم تحريك قضية ضده ولا شىء، فالكل يعلم أن موسى كان يذهب إلى من (....) ويجلس معه فى مكتبه، وكل ما يحدث حاليا تحركه قوى خارجية وينفذه بعض الأشخاص فى الداخل «يا إما فاهمين أو مش فاهمين» والاثنان أخطر من بعض، فهناك أطماع كبيرة فى سيناء، وأنا لا أريد الكلام فى هذا الموضوع، لأننى لو تكلمت بالمعلومات التى أملكها ستنقلب الدنيا ولن تقعد، فتلك بلدنا التى حاربنا من أجلها 60 عاما ولن نفرط فيها.
تقول بلدنا التى حاربنا من أجلها 60 عاما ولكننا لا نشعر أننا استفدنا منها؟
المشكلة فينا نحن، فأنا أجد الأطباء الشباب بمجرد تعيينهم فى سيناء يأتون إلىَّ ويطلبون نقلهم، فأين حب هذا البلد والاستفادة منه وإفادته؟...، فمشكلتنا كمصرين أن كل واحد فينا يحب «يقعد جنب أمه»، وهذا سبب تأخر سيناء فى أشياء كثيرة لأن نسبة التعليم بها لا تكفى لسد الحاجة من الأطباء والمعلمين فيتم الاستعانة بهم من محافظات أخرى، ولكنهم لا يقبلون هذا ويطلبون عودتهم إلى مناطق نشأتهم، فالمشكلة أنه لا أحد يريد العمل، فحتى من معه أموال لا يريد الاستثمار فى سيناء ويرى أن فى الأمر مخاطرة، ولا ينظر إلى رجل أعمال مثل الدكتور حسن راتب الذى استثمر فى سيناء وبدأ من الصفر وحقق الملايين، فمن يرد العمل سيعمل ومن يرد شماعات يعلق عليها فشله سيجد شماعات، فحسن راتب ليس كما يقولون كل شىء تم تسهيله له، فهو بدأ من الصفر وفى منطقة كلها مخاطر فى وسط سيناء ولكنه نجح، ونحن نطلب من كل المستثمرين أن يأتوا للاستثمار فى سيناء، ولكن للأسف الإعلام يصور مجموعة من البدو على أنهم ميليشيات مسلحة يقودون عصيانا مدنيا، فكأنى أحذر الناس من المجىء إلى سيناء للعمل والاجتهاد.
لكن تلك المجموعة من البدو الشرطة استقوت بهم وتراجع دور الشيخ حسن السمعة فى سيناء مما تسبب فى تفاقم المشاكل الموجودة حاليا؟
وأين هو الشيخ حسن السمعة فى سيناء، لا يوجد ولا شيخ قبيلة «كويس»، وللأسف هؤلاء الشيوخ الموجودون حاليا هم أفضل ما عندهم ونحن مضطرون للتعامل معهم، فعمليات التهريب عبر الحدود غيرت الأخلاق عند البدو تماما.
فلماذا إذن قبل وزير الداخلية لقاءهم؟
لأنه للأسف هؤلاء هم الشيوخ الذين يمثلون البدو، هم الذين اختاروهم، وبعد ذلك يقولون للإعلام إن هؤلاء الشيوخ عملاء وزارة الداخلية ولا يعبرون عنهم، وهذا كلام غير مجد، لأن البدو لديهم القضاء العرفى ولديهم المجالس العرفية، وكونهم اختاروا شيوخا وقضاة مرتشين وسيئين فهذه مسئوليتهم والمسألة ليس لها علاقة بالشرطة، فسيناء كان بها 30 شيخا كانوا يحكمونها، ولم يكن هناك داخلية ولا غيره، ولكن الآن تحول الأمر إلى بلطجة بين البدو وبعضهم، وأصبح كل بدوى لا يريد الاحتكام الى القانون وحتى أهل العريش أصبحوا يحملون السلاح، وأنا أؤكد أن من مصلحة أطراف خارجية أن يكون مع البدو سلاح ويكون بينهم وبين الشرطة مشاكل.
ولكن كيف تستطيع وسائل الإعلام الوصول إلى هؤلاء المطلوبين والجلوس معهم وتصويرهم بينما أجهزة الأمن تفشل فى القبض عليهم؟
لأن هؤلاء المطلوبين يريدون رجل الإعلام فيمهدون له الطريق تماما، ب«الناضورجية» والأشخاص الذين يقفون بدراجات نارية على جانبى الطريق، فهم لهم مصلحة مع الإعلاميين الذى يصورونهم على أنهم مغلوب على أمرهم وأن الداخلية تضطهدهم ويتم تصويرهم على أنهم أبطال وهم «بلطجية أصلا»، ولكن الأمر مختلف مع الشرطة حيث يتم مقاومة العساكر والضباط بإطلاق النيران عليهم ومحاولة قتلهم، وفى النهاية نصور هؤلاء البلطجية على أنهم أبطال.
كثيرون يرون أن اتفاقية كامب ديفيد هى التى توفر الحماية لهؤلاء المطلوبين وخلقت منطقة لها خصوصية تأوى المجرمين وقطاع الطرق؟
الإخوان المسلمون هم الذين يعترضون على اتفاقية كامب ديفيد، ولكن ما البديل؟... نقوم بإلغائها وندخل فى حرب «عشان مصر تروح فى 60 داهية»، ونرجع مليون سنة للخلف، ولكن دعونا من كامب ديفيد والحرب ونتكلم عن «شوية الناس الخارجين على القانون أحسن».
«شوية الناس الخارجين على القانون».. ما الذى جعل قضيتهم تنفجر حاليا بهذا الشكل؟
هذه الضجة من صنع الإعلام وليس لها أساس من الواقع.
ولكن الإعلام يغطى حدثا ولم يختلق وقائع؟
الإعلام يغطى حدثا!.. طيب لو فيه 3 أو 4 خارجين على القانون فى الباطنية تم القبض عليهم، فهل كل وكالات الأنباء والصحف والقنوات ستلهث لتغطية هذا الحادث؟
لو حدثت مواجهات بين الشرطة وهؤلاء الخارجين على القانون وتم قتل ضباط وجنود بالطبع ستلهث كل وسائل الإعلام وراء هذا الحدث؟!
بعد صمت قال: «اشمعنا مصر بس هى اللى بيحصل فيها كل الكلام ده؟» ولماذا لا نسمع أخبارا مثل هذه عن السعودية أو قطر أو الكويت؟..محدش سأل نفسه لماذا؟... لأن مصر مستهدفة وإن لم يخف عليها أولادها فلن يخاف عليها أحد.
وما هو الحل فى تصور سيادتكم للقضاء على مشاكل سيناء وتحقيق التنمية؟
التنمية هنا مسئوليتى وياريت الناس يتركونها لى، وأنا اتفقت مع رئيس الوزراء على ذلك، لا نريد من الناس أن يعلقوا شماعات لوضع فشلهم عليها، فأنا لو أعطيت مصنعا لكل خارج على القانون من بدو سيناء لن يتوقف عن إجرامه، إذن التنمية والعمل ليست هى المشكلة، المشكلة فى الإجرام المتأصل.
ولماذا حاليا يتم الإفراج عن أعداد كبيرة من المعتقلين البدو؟
نحن أفرجنا عنهم وما زلنا نفرج لعله ينصلح حالهم ويتوقفون عن الإجرام، ولكن المصيبة أنهم يعودون مرة أخرى للإجرام.
يعودون مرة أخرى للإجرام لأنه فى ذهنهم أن الإفراج عنهم تم بلى ذراع الدولة؟
هذا معناه أنه إذا أكرمت الكريم تنعم، وإذا أكرمت اللئيم تمرد، فالكريم يفسر إحسان الدولة إليه على أنه جميل يجب أن يحفظه، ولكن الملاعين يفسرون هذا على أنهم ضغطوا على الدولة ونجحوا فى تحقيق اهدافهم ويستمرون فى إجرامهم فهؤلاء ملاعين وليسوا كرماء.
الأحكام التى تم إسقاطها عن سالم أبولافى كانت قبل عملية اختطاف الضباط والعساكر أم بعدها؟
قبل الاختطاف، لأن أزمته تضخمت بعد تلك الفعلة الشنيعة، وكذلك موسى الدلح الذى أسقطت عنه أحكام كثيرة وكان يعيش فى أمان، ولكنه انضم لهؤلاء المجرمين ويشترك معهم فى البلطجة، «وفى النهاية يتم تصويره وهو جالس على الكمبيوتر فى الصحراء ويمسك بنهج البلاغة، وكأنه بوليفار الذى يفكر فى أحوال سيناء ليل نهار، ولكن لو دققنا فى الصورة سنكتشف أنه يمسك الكتاب بالمقلوب، ولكن الإعلام يضع السم فى العسل ويصور للعالم أن الدلح شخص مفكر ومتعلم والدولة تضطهده وتحاربه».
هل عمليات الإفراج عن المعتقلين تعنى أن وزارة الداخلية أخطأت فى القبض عليهم؟
لا، الداخلية لم تخطئ فى القبض على البدو، فالذين تم الإفراج عنهم كانت جرائمهم جنائية، تسلل وتهريب بضائع وخلافه، وهذه جرائم بسيطة يكفى لإصلاح مرتكبها المدة التى قضاها داخل المعتقل، بينما القاتل أو من فجر فى دهب وطابا لن يفرج عنه ويقدم للمحاكمة، فالبدو المفرج عنهم ليسوا أبرياء ولكن أخطاءهم تحتمل العفو عنهم.
هل الإفراج فى الوقت الحالى مع تفجر أزمة المطلوبين أمنيا يعنى أن الدولة خضعت لهم؟
ليس لنا علاقة بتصورات الخارجين على القانون، فوزير الداخلية أفرج عن المعتقلين بناء على مطالب مشايخ القبائل وليس بناء على مطالب الخارجين على القانون، ولكن تصور البدو أو المطلوبين أمنيا أنهم ضحكوا على الدولة أو ضغطوا عليها أو أن اتفاقية كامب ديفيد تحميهم فتلك تصورات هم أحرار فيها ولن نستطيع تغييرها فى رءوسهم.
هل طلبت من القوات المسلحة التدخل للقبض على هؤلاء المطلوبين أمنيا؟
لم ولن أطلب من القوات المسلحة التدخل، فنحن لن ندخل القوات المسلحة فى ملف أمنى ومشكلة مجموعة خارجة على القانون، حيث إن القوات المسلحة لها مهام أكبر وعليها مواجهة عدو أكبر ولن نستنزفها فى موضوع ليس موضوعها.
لكنك قلت قبل ذلك إن طبيعة الأماكن التى يختبئ فيها المطلوبون لا تصلح معها إمكانيات الشرطة ؟
أنا أقول إن الشرطة لو كانت تستطيع القبض على المطلوبين أمنيا فى سيناء لفعلت، ولكن إذا كانت هناك حاجة لدعم فعلى الداخلية أن تطلب ذلك ولست أنا.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.