تستعد قناة otv لإطلاق برنامجها الرئيسى الجديد «بلدنا»، وهو من برامج التوك شو الكبيرة على النهج السائد فى القنوات الفضائية، وبرامجها التى تناقش الأحداث الجارية بشكل يومى سواء كانت سياسية أو اجتماعية أو فنية. البرنامج يذاع من الأحد إلى الخميس يوميا فى الساعة التاسعة مساء، وبه تخرج قناة otv عن الإطار الذى حدده لها صاحبها رجل الأعمال نجيب ساويرس، حينما أعلن منذ بداية إطلاقها أنها قناة للشباب تناقش مشكلاتهم الاجتماعية بمنظور مختلف رافعة شعار «لا للسياسة ولا للدين». بحثنا عن سبب هذا التغير مع الإعلامية ياسمين عبدالله، رئيس القناة، وفتحنا معها ملفات كثيرة شائكة أحاطت بالقناة خلال عامين من عمرها. الشروق: دخولكم للمنافسة على برامج توك شو.. هل كان نتيجة للشعور بالتقصير فى مواجهة ما تقدمه القنوات الأخرى؟ ياسمين: فكرنا فى عمل برنامج توك شو يتناول الأحداث الجارية منذ بداية إنشاء القناة أى منذ عامين تقريبا وأطلقنا على البرنامج اسم «بلدنا» وكان من أول البرامج التى انتهينا من عمل ديكورات له، ولكن ما حدث أننا أجلنا ظهوره حتى حانت الفرصة المناسبة. الشروق: ولماذا تأجل عرضه؟ ياسمين: لم نتوصل لصيغة نهائية للبرنامج واختلفت وجهات النظر حوله طويلا، وعندما استقررنا على كل تفاصيله، بدأنا فعلا فى تجهيزه، فنحن لن ننتج برنامجا لمجرد المنافسة ولكن لابد من التحضير الجيد له حتى يخرج فى أحسن صورة. الشروق: وماذا عن شعار «لا للسياسة ولا للدين» الذى رفعه صاحب القناة نجيب ساويرس؟ ياسمين: هناك مفهوم خاطئ حول برامج التوك شو بأنها برامج سياسية وهى ليست كذلك، ولكنها برامج الأحداث الجارية والمشكلات الجماهيرية وتتعرض إلى كل ما يهتم به المواطن المصرى، وهذا هو هدف البرنامج، فنحن نقول لا للسياسة، لأننا سنغطى كل الأحداث بطريقة معتدلة، والتركيز سيكون على كل ما يهم المواطن وسنطبق طريقة الصحافة الاستقصائية. الشروق: هل ستتم الاستعانة بمذيعين جدد لتقديم البرنامج؟ ياسمين: لا، فالمسئولية هنا كبيرة وفى حاجة لمقدم برامج لديه خبرة ومخزون ثقافى، ويقدر قيمة إذاعة البرنامج على الهواء مباشرة فالمغامرة هنا محفوفة بالمخاطر، ومن الممكن أن أستعين بالشباب الجديد فى برامج أخرى عديدة يكتسب منها خبرة، إلا التوك شو الذى يحتاج إلى مذيع كبير قادر على محاورة ضيوفه، فهذه مسئولية كبيرة، فنحن نتحدث على الهوا فى موضوعات شائكة، وحتى أكون مطمئنة كرئيسة للقناة على ما يدور على الشاشة. الشروق: هل تم الاستقرار على مقدم البرنامج؟ ياسمين: فى البداية كنت متحمسة بشدة إلى الكاتب الصحفى خالد صلاح الذى استعنا به فى تقديم حلقتين أسبوعيا من برنامج «مساءك سكر»، لكن بعد ذلك شعرت بضرورة وجود مذيعة بجواره ورأيت أن أنسب مذيعة لهذا المكان هى مى الشربينى، فهى صاحبة خبرة فى هذا المجال، ولها حضور كبير على الشاشة، واستطعت أن أقنع مى بالموضوع ورحبت هى بالفكرة، وتم التعاقد معها فعليا وبدأنا تحضير البرنامج وعمل بروفات، لنصنع دويتو بينه وبين مى. الشروق: هل وجدت أى صعوبة فى التفاوض مع مى الشربينى، خاصة أن القناة وفقا لتصنيفكم قناة شبابية؟ ياسمين: بالعكس، مى أبدت إعجابها ب«otv» وهى ترى أن شاشة القناة من أحلى الشاشات وهى متحمسة لهذه التجربة بشدة، كما أننا حرصنا على توسيع شرائح المشاهدين، فعلى الرغم من الإعلان أن مستهدف القناة هم الشريحة السنية من 18 إلى 45 عاما، فإننا أدخلنا المسلسل العربى وهو موجه لكل أفراد الأسرة، وبرنامجا آخر للبورصة يهتم به رجال الأعمال، ولكن لأن المحطة روحها شبابية فى أسلوب الكلام وطريقة تناول الموضوعات، دفع هذا البعض للاعتقاد بأنها شبابية فقط، لكنها لكل الشرائح عدا الأطفال. الشروق: وهل سيتم تطبيق وجهة نظركم باستخدام اللغة العامية فى هذا البرنامج؟ ياسمين: سيتم استخدام اللغة البيضاء أى مزيج من العامية والعربية البسيطة وفقا للموضوعات التى يتناولها البرنامج. الشروق: يعتبر البعض قناتكم موجهة لشريحة أعلى من الطبقة الوسطى.. فكيف ستعالجون هذا فى برنامج يخاطب الشارع؟ ياسمين: هذا انطباع موجود لدى كثيرين، وهو انطباع خاطىء فلسنا محطة للطبقة الغنية أو المرفهة، والسبب الذى دفع البعض لهذا الاعتقاد هو شكل الشاشة، فهى غنية وتتمتع بالذوق مما جعل البعض يسميها محطة الأكابر، ولكن فى صميم موضوعاتنا نضع القضايا والمشكلات المطروحة داخل «بوكيه» شيك ومحترم. الشروق: وهل يجوز أن أطرح مشكلات الناس وهمومهم من خلال «بوكيه» فخم؟ ياسمين: المهم هنا هو الشىء الذى يسكن داخل البوكيه وليس البوكيه نفسه، لأنه يبقى أولا وأخيرا عنصر جذب للمشاهد، ولو كان بوكيها فارغا فسوف ينصرف عنا الناس، فنحن أول من قدمنا برامج عن «الكار» فتحدثنا عن السباكين والميكانيكية، وأول من قدم برنامج «حلاوة روح» عن المهن التى توشك أن تنقرض مثل الأراجوز والحاوى وصانع الفوانيس، وطوال الوقت كاميراتنا فى كل مكان ترصد مشكلات الناس وتقترب منهم. الشروق: ولكن مثل هذه المواد..كيف يتم تناولها ؟ ياسمين: أعتقد أنها مادة جاذبة لكل الطبقات، فالطبقة المرفهة يريدون معرفة كيف يعيش غيرهم، وأصحاب هذه المهن يسعدون برؤية أنفسهم أخيرا على الشاشة وهو مالا يتوفر لهم على شاشات أخرى. الشروق: «الدين والسياسة والجنس» ثالوث الإعلام المحرم، يؤخذ عليكم عدم الالتزام فيما يتعلق بتناول الجنس.. ما تعليقك؟ ياسمين: هذا أيضا تصور خاطئ، فعندما عرضنا أحد الأفلام الأجنبية فوجئنا بنائب فى مجلس الشعب يتقدم بطلب إحاطة لمجلس الشعب وسار على دربه آخرون دون أن يشاهدوا الفيلم الذى لم يكن به أى شىء خادش للحياء، وللعلم فهذا الأمر حقق لنا دعاية كبيرة وصممت على عرض الفيلم مرة أخرى، ولكن فى الحقيقة المعلومة «واصلة غلط» عند البعض، لأنه ليس من مصلحتنا اختيار الأفلام الجنسية، فنحن نختار الأفلام بناء على جودتها وحذفنا للمشاهد يتم بناء على سقف نحدده لأنفسنا. الشروق: ما حدود هذا السقف؟ ياسمين: يقع بين القنوات المشفرة مثل الشوتايم والقنوات العامة، وعندما تكون هناك مشاهد ساخنة، فإننا ننوه عنها ونقول إنه للكبار فقط ونعرضه ليلا وفى الإعادة نقوم بحذف هذه المشاهد. الشروق: هل تتأثر القناة بمعارك وعلاقات صاحبها؟ ياسمين: إطلاقا، فهو لم يستخدمنا أبدا للرد على مهاجميه أو تبرير آرائه، ولا يتدخل فى طبيعة عملنا إلا فى ظروف محدودة للغاية، فهو عندما يثق فى الشخص الذى اختاره لإدارة إحدى شركاته يترك له حرية التصرف تماما، وهذا الأمر من شأنه بث الحماس فى قلوبنا ودفعنا لبذل أقصى ما لدينا. الشروق: وما ردك على الانتقادات التى صاحبت عرض مسلسل 24 ساعة الذى تعرض للعرب والإسلام على قناتكم؟ ياسمين: مسلسل 24 ساعة مسلسل عالمى حصد جوائز كثيرة، ولا يعقل أن أرفض عملا هو فى الأول والآخر عمل إبداعى ومتاح للجميع ومن الخطأ أن ننظر إلى الموضوع من هذا المنظور الضيق. الشروق: هل لديكم خطوط حمراء؟ ياسمين: Otv قناة مصرية ليبرالية معتدلة قائمة فى الأساس على الرأى والرأى الآخر. الشروق: أين تقع قناة otv على خريطة القنوات فى ظل المنافسة التى أشعلتها قنوات الحياة الوليدة؟ ياسمين: قناة otv تقع فى مقدمة القنوات التى يحرص عليها المشاهدون، ونحن نعتبر كل القنوات الأخرى منافسة لنا وليس الحياة فحسب، وإن كنت أرى أن قناة الحياة استطاعت بذكاء أن تجذب نظر المشاهدين إليها من خلال عرض أحدث الإنتاج الدرامى، فمن المعروف أن المواد الدرامية هى من أكثر المواد جذبا للجمهور، ونحن لم نكن نعرض مسلسلات مصرية إلا مؤخرا، ونعرض مسلسلا واحدا فقط، بالإضافة إلى أن ميزانية الحياة أكثر بكثير من ميزانيتنا. الشروق: على عكس ما يقال إن ميزانية otv من أكبر الميزانيات؟ ياسمين: ميزانيتنا فى حدود 20 مليون دولار سنويا. الشروق: وماذا عن موقع القناة على خريطة الإعلانات بعد استبعاد إعلانات شركات نجيب ساويرس؟ ياسمين: فى رمضان كنا من أوائل القنوات جذبا للإعلانات، ولكن بعد هذا دخلنا فى مشكلة الأزمة المالية وكل شركات الإعلانات قللت من إعلاناتها ليس على شاشتنا فحسب بل على كل الشاشات.