قال الدكتور علي الغمراوي، رئيس هيئة الدواء المصرية، إن عام 2025 شهد طفرة تاريخية في صناعة الدواء بمصر، حيث تجاوزت نسب توطين صناعة الدواء 91%، لتتربع مصر على قائمة الدول المصنعة في الشرق الأوسط وأفريقيا. وأكد خلال حفل تدشين كتاب "مصر والدواء.. رحلة عبر الزمن" أن الدولة نجحت في الوصول إلى مستوى النضج التنظيمي الثالث عالميا ضمن 16 دولة فقط، مما مكنها من قيادة منظومة اللقاحات في القارة الأفريقية وتعزيز مكانتها كمركز إقليمي للصناعات الحيوية. وأوضح الغمراوي، أن هذا التطور يمثل امتدادا لرحلة بدأت منذ فجر التاريخ، مستشهدا ببردية «إيفريس» الطبية التي تعد إعجازا علميا بطول 20 مترا و110 لفائف، وتضم 848 وصفة طبية متقدمة لعلاج أمراض العيون والأسنان والوقاية الصحية. وأشار الغمراوي إلى أن عبقرية المصري القديم في فهم جسد الإنسان لم تكن صدفة، بل نتاج تراكم معرفي جعل من مصر منارة للعلم قبل أن يبدأ التاريخ نفسه، مؤكداً بقوله: «من كليوباترا إلى خوفو، آلاف السنين مرت ومصر حاضرة، جاءت أولاً ثم جاء التاريخ بعدها». وأشار رئيس الهيئة إلى أن مصر ظلت جسرا يربط العصور، بدءا من عصر محمد علي باشا وتأسيس أول مدرسة للصيدلة، وصولا إلى العصر الحديث الذي شهد إنشاء "مدينة الدواء" والقضاء على فيروس «سي» بنجاح أبهر المنظمات الدولية. وأوضح أن الاستراتيجية الحالية تهدف إلى بناء كوادر تنظيمية مؤهلة لمواكب الأبحاث العالمية، وضمان جودة الدواء وإتاحته وفقاً لأعلى المعايير الرقابية التي نالت ثقة المجتمع الدولي.