رأى خبراء أن التاريخ سيحاكم بقسوة رئيس الوزراء اليوناني كيرياكوس ميتسوتاكيس، بسبب لقائه نظيره الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، ووصفه إسرائيل بأنها "دولة ديمقراطية". وتحدثت الأناضول مع ديفيد كرونين، المحرر في موقع "إلكترونيك انتفاضة" ومؤلف كتابي "تحالف أوروبا مع إسرائيل" و"ظل بلفور"، ومع المدير السابق لمنظمة "هيومن رايتس ووتش" البروفيسور كينيث روث. والاثنين، عقد نتنياهو مؤتمرا صحفيا مشتركا في مدينة القدس مع ميتسوتاكيس وزعيم قبرص الرومية نيكوس خريستودوليدس، أكدوا خلاله تعزيز التعاون في الدفاع وفي مجالات أخرى. وقال نتنياهو في المؤتمر الصحفي إنهم ناقشوا خلال القمة الثلاثية بشكل مفصل سبل التعاون وعلى رأسها الأمن، إضافة إلى مجالات الطاقة والتكنولوجيا وغيرها. وزعم رئيس الوزراء الإسرائيلي وجود أطراف "تسعى إلى إعادة فرض هيمنة تاريخية" على اليونان وقبرص الرومية وإسرائيل. وقال كرونين إن اليونان أثبتت أنها "حليف وفيّ" لإسرائيل قبل وأثناء الإبادة الجماعية في قطاع غزة. ولفت إلى أن صحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية نشرت مؤخرا ملفا احتفاليا يبرز كيف استفاد مصنعو السلاح الإسرائيليون من مساعي اليونان بشأن ما ادعت أنه "تحديث" قدراتها العسكرية. وأضاف أن من بين الشركات المستفيدة في هذا المسار "الصناعات الجوية الإسرائيلية"، التي تفاخر علنا بدورها المحوري في الحرب على غزة، معتبرا أن إقبال اليونان الشديد على شراء السلاح من إسرائيل "أمر مخز دائما". وحذّر كرونين من أن استمرار هذا التقارب يجعل اليونان عرضة لاتهامات المساعدة على الإبادة الجماعية، مؤكدا أن "تقديم العون لإبادة جماعية يعد انتهاكا جسيما للقانون الدولي". وفي 1 أبريل 2025، التقى ميتسوتاكيس مع رئيس الوزراء الإسرائيلي ليغدو بذلك أول زعيم أوروبي يلتقي نتنياهو وجها لوجه بعد صدور مذكرة توقيف بحقه من المحكمة الجنائية الدولية على خلفية جرائم الحرب المرتكبة في غزة. - ميتسوتاكيس ينافس ميرتس وقال كرونين إن ميتسوتاكيس يبدو كأنه ينافس المستشار الألماني فريدريش ميرتس، فكلاهما زار نتنياهو هذا العام. ولفت إلى أن هدف هذه الزيارات لم يكن الدفع نحو محاسبة نتنياهو قانونيا أو اعتقاله بسبب الإبادة الجماعية، بل "إظهار وقوف اليونان وألمانيا إلى جانب إسرائيل". وانتقد تجاهل ميتسوتاكيس وميرتس لكون بلديهما طرفين في نظام روما الأساسي للمحكمة الجنائية الدولية ولصدور مذكرة توقيف بحق نتنياهو، وختم بالتحذير: "التاريخ سيحاكمهما بقسوة". وأصدرت المحكمة الجنائية الدولية عام 2024 مذكرتي اعتقال لنتنياهو ووزير الدفاع السابق يوآف جالانت، لارتكابهما جرائم حرب وأخرى ضد الإنسانية بحق الفلسطينيين في قطاع غزة. - تجاهل الاحتلال من جهته، قال البروفيسور كينيث روث إن الحكومة اليونانية، في حال زيارة نتنياهو لليونان، ملزمة قانونيا بتوقيفه بموجب مذكرة المحكمة الجنائية الدولية. وأوضح أنه لا يوجد نص يمنع ميتسوتاكيس من لقاء نتنياهو، لكن "المسألة الجوهرية هي ما هدف اللقاء، في هذه النقطة، ميتسوتاكيس رسب في الامتحان". وانتقد روث وصف ميتسوتاكيس إسرائيل بأنها "دولة ديمقراطية"، معتبرا أن هذا الوصف "يتجاهل الاحتلال غير القانوني المستمر في الضفة الغربيةوالقدسالشرقيةوغزة، ونظام الفصل العنصري المفروض هناك، ومدى ابتعاد إسرائيل عن القيم الديمقراطية". وأشار روث إلى أن ميتسوتاكيس التقى سابقا بالسلطة الفلسطينية وأكد دعم اليونان لها، لكنه لم يعلن صراحة ضرورة اضطلاع السلطة بدور في المرحلة الانتقالية في غزة، بل لم يصرح حتى بدعمه قيام دولة فلسطينية، على غرار ما تفعله حكومات غربية عديدة. وبدعم أمريكي بدأت إسرائيل في 8 أكتوبر 2023 حرب إبادة جماعية بغزة، خلّفت نحو 71 ألف شهيد وأكثر من 171 ألف جريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء. وفي 10 أكتوبر الماضي، بدأ اتفاق لوقف إطلاق النار بين حركة حماس إسرائيل، تخرقه الأخيرة يوميا ما أدى لاستشهاد 406 فلسطينيين، بحسب وزارة الصحة في غزة الثلاثاء.