في أحدث فصول قصة تصدرت عناوين الأخبار لسنوات، أصدرت وزارة العدل الأمريكية جزءا من وثائق "ملفات جيفري إبستين"، المتعلقة بقضية رجل الأعمال المدان بالاتجار الجنسي في القاصرات، جيفري إبستين الذي عثر عليه منتحرا داخل السجن عام 2019. ومن المتوقع الإفراج عن المزيد من الوثائق خلال الأسابيع المقبلة، وتشمل الوثائق التي أدرجتها الوزارة، في قسم خاص على موقعها الإلكتروني بعنوان "مكتبة إبستين"، سجلات المحاكم وملفات تحقيق وصور. وقد صدر أمر بنشر هذه الوثائق بموجب تشريع أصدره الكونجرس، الشهر الماضي، حظي بتأييد الحزبين الديمقراطي والجمهوري، وكان الموعد النهائي الذي حدده الكونجرس لنشر الوثائق هو 19 ديسمبر الحالي، وقد التزمت وزارة العدل بالموعد بنشرها جزءا من الوثائق التي بحوزتها قبل ثماني ساعات من ذلك الموعد النهائي. * أبرز الشخصيات النافذة ضمن الصور بحسب موقع "ذا كونفرزيشن" الإخباري، سيقرأ السياسيون والجمهور هذه الملفات ويحللونها ويناقشونها، كما ستتناولها وسائل الإعلام، إذ تطرح معظم المقالات الإخبارية سؤالا محددا: من هم الرجال النافذين الذين قد يكونون على قائمة إبستين؟. ويترقب الصحفيون والجمهور ما ستكشفه هذه الوثائق، وما إذا كانت قائمة عملاء إبستين التي طال انتظارها ستظهر أخيرا. وظهر ضمن الصور التي تم نشرها الأمير البريطاني السابق أندرو شقيق ملك بريطانيا تشارلز الثالث، والرئيس الأمريكي الأسبق بيل كلينتون، وأسطورة البوب الراحل مايكل جاكسون، والسفير بيتر ماندلسون الذي أُقيل مؤخرا من منصبه كسفير لبريطانيا لدى الولاياتالمتحدة، وميك جاجر المغني الرئيسي لفرقة رولينج ستونز. وركزت العناوين الرئيسية في السابق على النخب المتورطة في علاقات مشبوهة مع إبستين، وعلى من قد يُفضح أمرهم، بدلا من التركيز على الضحايا من الفتيات والشابات اللواتي تعرضن للاعتداء والاتجار الجنسي من قبل إبستين. لكن ذلك لم يمنع، ظهور موجة من التقارير الإعلامية التي تركز على الناجيات. وقد دأبت بعض وسائل الإعلام الأمريكية، بما فيها شبكة "سي إن إن" الإخبارية على عرض شهادات ضحايا إبستين ومحاميهن، وردود فعلهن على التطورات الجديدة. وبعد نشر هذه الدفعة من ملفات القضية، رحب بعض ضحايا الاعتداءات التي ارتكبها إبستين، بنشر الوثائق مع الإشارة إلى رغبتهن في كشف جميع الملفات. * تجاهل "إف بي آي" لشكوى ضد إبستين عام 1996 ووصفت ماريا فارمر، التي قالت إن شكواها التي قدمتها إلى مكتب التحقيقات الفيدرالي الأمريكي "إف بي آي" عام 1996 بشأن إبستين قوبلت بالتجاهل، نشر تلك الوثائق بأنه "أمر مذهل"، لكنها أعربت عن حزنها على ضحايا آخرين. وقالت فارمر في بيان صادر عن محاميها: "هذا أمر مذهل. شكرا لكم على تصديقي. أشعر بالانتصار. هذا اليوم من أسعد أيام حياتي. بالطبع، يختلط هذا الشعور بحزني الشديد على جميع الفتيات الصغيرات الأخريات اللواتي تضررن بسبب تقصير مكتب التحقيقات الفيدرالي في أداء واجبه". وفي عام 1996، قدمت فارمر شكوى إلى مكتب التحقيقات الفيدرالي في مدينة ميامي، اتهمت فيها إبستين بسرقة صورا التقطتها لشقيقتيها، البالغتين من العمر 12 و16 عاما، وأنها تعتقد أن تلك الصور قد بيعت. وتضمنت الشكوى أيضا اتهام إبستين بطلب التقاط صور لفتيات صغيرات في حمامات السباحة. وقالت فارمر في بيانها: "أبكي لسببين: أريد أن يعلم الجميع أنني أذرف دموع الفرح لنفسي، ودموع الحزن أيضا على جميع الضحايا اللاتي خذلهن مكتب التحقيقات الفيدرالي". كما رحبت داني بينسكي، التي قالت إنها تعرضت للاعتداء الجنسي من قبل إبستين عندما كانت تبلغ من العمر 17 عاما، بنشر هذه الوثائق، لكنها قالت إنها وضحايا آخرين يأملن في نشر المزيد. وقالت بينسكي خلال مقابلة مع شبكة "إن بي سي" الإخبارية الأمريكية: "هناك كم هائل من المعلومات في الوثائق المنشورة، ومع ذلك ليس بالقدر الذي كنا نتمناه". يشار إلى أن بعض الصور في الملفات ال 3500 التي نُشرت على موقع وزارة العدل الأمريكية تبدو ذات طبيعة جنسية صريحة، وقد تم حجبها، وبعضها يحمل علامة "CSAM"، وهي اختصار ل "مواد استغلال جنسي للأطفال". ولم تُنشر جميع الوثائق، حيث أبلغ نائب المدعي العام الأمريكي، تود بلانش، الكونجرس أنه سيتم نشر المزيد من الوثائق في الأسابيع المقبلة. وقال إن القانون يُلزم بحجب معلومات الضحايا، وأنهم "يراجعون كل وثيقة سيصدرونها لضمان حماية أسماء الضحايا ومعلوماتهم.