«توقيت الطرح غير مناسب فى ظل الهبوط المتكرر للأسواق العالمية، والذى يؤثر سلبا على السوق المصرية» بهذه العبارة لخص أحمد خليل، محلل القطاع الاستهلاكى ببنك الاستثمار بلتون، رؤية عدد من المحللين لطرح جهينة فى البورصة المصرية والذى سيبدأ اليوم، وينتهى يوم الخميس المقبل، ويمثل 39.5% من رأس مال الشركة الحالى، على أن يتم التداول على السهم يوم 14 من الشهر القادم. وتسلك السوق المصرية اتجاها متذبذبا منذ أول مايو على خلفية الازمة اليونانية بعد أن كانت قد سلكت اتجاها صعوديا منذ بداية العام وحتى أبريل فيما انعكس على ضعف الاقبال وانخفاض احجام التداول اليومية إلى 800 مليون جنيه فى المتوسط. وكان مؤشر EGX30 قد حقق زيادة قدرها 8% منذ بداية العام وحتى الاسبوع الاول من مايو قبل أن يبدأ فى التراجع منذ ذلك الحين ليصل إجمالى ما فقده حتى الآن منذ أول مايو 13%. الاقبال المحدود من الأفراد على السوق سيضعف فرص نجاح الطرح، تبعا لخليل، وذلك بالرغم من أن شركة جهينة، واحدة من الشركات التى تنتمى إلى قطاع الصناعات الغذائية، والذى يعتبر من الأسهم الدفاعية، والتى نجحت فى تحقيق أداء جيد خلال فترة الأزمة. ويرى خليل أن تغطية الاكتتاب فى الطرح الخاص بمعدل 1.7 مرة للأسهم المطروحة لا يعد مؤشرا لتغطية أسهم الطرح العام بنفس المعدل أو أكثر. «من المعتاد أن يكون الاقبال فى الطرح الخاص أكبر لأن المؤسسات المالية التى عادة ما تكون المستثمر فى الطرح الخاص تكون لها رؤية مبنية على تحليل وضع الشركة ودراسة إمكانياتها المستقبلية وهو ما يختلف عن المستثمرين الافراد الذى يؤثر عليهم اتجاه السوق والشائعات. «كما جاء على لسانه. وتتفق سالى ميخائيل، محلل بالنعيم للاوراق المالية، مع خليل على سوء توقيت الطرح مشيرة إلى أنه بالرغم من انخفاض سعر الطرح العام، والذى يصل حده الأقصى إلى 5.64 جنيه، والذى من الممكن أن يكون عنصرا جاذبا للمستثمرين الأفراد للإقبال على الاكتتاب فى السهم، إلا أن انخفاض أحجام التداول اليومى، وانخفاض حجم السيولة لدى المتعاملين «ظروف لا تشجع المستثمرين على الإقبال على أى اكتتاب». وتضيف سالى إلى سوء التوقيت بالنسبة للطرح، التاريخ السيئ لدى المتعاملين مع الاكتتاب العام، خلال الاكتتابات الأخيرة، والتى تمت بأسعار أعلى كثيرا من الأسعار التى تم بها تداول الأسهم بعد ذلك، منها على سبيل المثال سهم مجموعة طلعت مصطفى، والذى تم الاكتتاب فيه ب11 جنيها، بينما بدأ سعر التداول عليه من 7 8 جنيه، ثم تراجع إلى أقل من ذلك مع منتصف 2008. «انخفاض سعر اكتتاب السهم ليس مقياسا لمدى إقبال المستثمرين على الاكتتاب فى هذا السهم، فى ظل ظروف السوق الحالية» تبعا لحسن قناوى، مسئول التداول بشركة اتش سى للأوراق المالية. يقول قناوى إن انخفاض السيولة لدى المتعاملين، وخسارة الكثير من المتعاملين مع الانخفاضات المتتالية التى حدثت بالسوق من بداية الشهر الماضى، تجعل هناك تخوفا من المتعاملين من الإقبال على شراء أى أسهم جديدة بغض النظر عن نوع القطاع الذى تنتمى إليه هذه الأسهم. ويرى المحللون أن ظروف السوق الحالية جعلت الكثير من الشركات تتراجع عن الإعلان عن طرحها العام، والذى كان من المقرر أن يتم خلال العام، وتأجيله إلى أجل غير مسمى. وكانت شركتا مجموعة عامر جروب، وبولى سيرف للكيماويات قد أعلنا فى وقت سابق عن قيامهم بعمل طرح عام خلال العام إلا أن هذا الطرح لم يكشف عن تفاصيله حتى الآن، كما أرجأت مجموعة مؤمن الإعلان عن القيام بطرح عام لحصة من الشركة حتى العام المقبل، والذى كان من المقرر أن يتم العام الماضى.