حاجة حلوة!

رغم عاداتنا الغذائية التى تلزمنا بالحلو بعد الغداء وربما العشاء أيضًا فإن هناك من يشعر دائمًا بنفسه تواقة لحاجة حلوة حتى وهو ممتلئ دائمًا. سألتنى صديقة للصفحة عن سر تلك الظاهرة وسببها، هل يحدث هذا نتيجة لنقص السكر فى الدم؟ هل يحدث نتيجة احتياج المخ للطاقة؟ أنا فى الأربعين من عمرى لا أعانى من أى أمراض معروفة أم لثلاثة أطفال أصحاء، وأظننى ما زلت بعيدة عن سن اليأس، فهل من تفسير لاحتياجى من آن لآخر إلى حاجة حلوة؟
الواقع أن ذلك أمر طبيعى نشعر به أحيانًا جميعنا ولا علاقة له بسن أو بمرض. الشعور برغبة عارمة فى تناول مادة سكرية «Food Carvings» إنه بالفعل يبدو كرد فعل بصدده الجسم فى حاجة لاحتياج ما. نقص فى منسوب السكر أو احتياج المخ للإندروفين أو السيرتوينين، هو أيضًا رد فعل للإحساس بالتوتر والقلق فى مواجهة الضغوط العصبية اليومية أو حتى مشاعر الاكتئاب، وقد يتزايد هذا الشعور فى الأوقات التى تسبق فترة الدورة الشهرية للسيدات، وهو ما يُعرف بتوتر ما قبل الدورة.
أنت وحدك القادر على معرفة السبب الذى يدفعك إلى البحث عن «حاجة حلوة» رغم الإحساس بالشبع الكامل.
لدىّ بعض النقاط التى قد تعاونك عزيزى القارئ فى التخلص من هذا الشعور إذا كان بالفعل مقلقًا لك.
تناول طعامك بصورة كافية كل أربع ساعات أثناء النهار، فإن انحسار منسوب السكر فى الدم هو أحد العوامل التى يرد بها المخ سريعًا داعيًا للبحث عن مادة سكرية تضيف إلى جلوكوز الدم قدرًا زائدًا.
إذا أهملت على سبيل المثال وجبة الإفطار فإن ذلك مدعاة لزيادة هرمونات الشهية التى تدفعك إلى الأكل بكميات أكبر من المعتاد فى المساء.
تذكر دائمًا أن بالجسم طاقة موازنة تدعم احتياجاته إذا لم تسرع للبحث عن «حاجة حلوة» فحاول أن تشغل نفسك وتجاهل الأمر بشىء يشغل وقتك بعيدًا عن معدتك.. إذا ظلت الرغبة تلح عليك إلى أكثر من ثلاثين دقيقة لك أن تتناول شيئًا صحيًا فبدل مربع كبير من الشيكولاتة يكفى مربعًا صغيرًا من الشيكولاتة السوداء «نسبة الكاكاو فيها 70 80٪» أو ملعقتين من الفواكه أو الزبادى المثلج بدلًا من الآيس كريم.
تذكر دائمًا أن السكر طاقة ربما تحتاجها بكمية كبيرة، فقط تناول قدرًا يسيرًا وليس قدر طاقتك.
الفواكه كثيرًا ما تحل المشكلة، بعض حبات العنب أو بلحتين وربما قطعة من البطاطا المسلوقة أو المشوية يمكنها الحل بسهولة.
حاجة حلوة لا تعنى بالضرورة قطعة من الجاتوه أو كوبًا من الآيس كريم أو مربع شيكولاتة، الاختيارات الصحية قد تكون أكثر فائدة فى حل المشكلة.